ال63... ذلك هو ترتيبنا في عالم الشفافية! وطني الحبيب، لماذا؟ لماذا يا مهبط الشريعة التي أمرت ودعت إلى نظافة القلب واليد واللسان؟ لماذا ونحن من يجب أن يكون قدوة للعدالة وأكل المال الحلال؟ ال63، ذلك موقع لا يليق بك أيها الوطن الذي نفخر بك، كونك مهبط الوحي وموطن البيت الحرام الذي يرحل إليه الناس ليطهروا أنفسهم ويأخذوا على أنفسهم عهداً ألا يأتوا إلا كل مال طيب وحلال؟ ال63 موقع لا يليق بوطن نزل فيه القرآن الذي لم يترك شأناً يتعلق بالحياة الكريمة إلا وتطرق له ووجهنا إلى الطيب منه. ال63 من 180 موقعاً لا يليق بالمملكة العربية السعودية التي حباها الله بالكريم من أفضاله أبداً. لقد خجلت وأنا أرى موقع وطني الحبيب وهو يقع في موقع لا يتناسب مع مكانته التي وضعه الله بها، لقد أتى ترتيب وطني بعد قطر التي احتلت المرتبة ال22، والإمارات التي احتلت المرتبة 30، وبعد عمان التي أتت في الموقع ال 29، والبحرين التي أتت في المرتبة ال 46. لماذا يا وطني، يا سيد الشموخ تكون في هذه المرتبة؟ لماذا تكون مرتبتك بعد كل تلك الدول، وأنت بمثابة الأخ الأكبر الذي لابد أن يكون الأخ والأب الكبير الذي يسمع فيطاع؟ أنت يا وطني بعيد عن الشفافية، وأنت الذي هذا أنت يا حبيب وموقعك! إنني أتساءل ويعتصرني الألم، كيف لمن يعيش على هذا التراب لا يكون قدوة لمن يعيش فيه وبقربه وحوله؟ لماذا يدخل الفساد في شرايين يجب أن تكون أنقى وأرقى؟ لماذا يدخل الفساد في شرايينك وأنت الذي ينظر إليك الآخرون كمقياس لنقاء الشريعة ونظافتها؟ إنني أسأل كل فرد فيك صغيراً كان أو كبيراً هل يليق هذا بنا؟ هل يليق هذا ونحن من حبانا الله بهذا الوطن الذي أمده الله بكل النعم التي يتمناها الآخرون؟ لقد رأينا مليكنا الحبيب عبدالله بن عبدالعزيز يركض هنا وهناك ليصنع لنا موقعاً نتباهى به ونفخر، فماذا فعلنا نحن ونحن نرقب ذلك الركض؟ ماذا فعلنا ونحن نقرأ ونسمع التوجيه الملكي الكريم؟ إنني أسأل كل مسؤول في موقعه، في كل مدينة من مدننا التي تشتاق إلى الشفافية فلا تجد إلا العتمة والنوم المغطى بالتأجيل في مشاريع يحتاجها الوطن مثل احتياجه للأكسجين. لقد خنقت مدينة جدة الحبيبة في لحظة يستعد أطفالها الأحباء للاحتفال بالعيد الأكبر والله أكبر ما أسرع النسيان غداً ننسى ونظل نعبر أنفاق الدمام التي تنزل دموعها على من يعبرها ولا جديد، فالشفافية في إجازة والترتيب يأتي بعد امتحان القدرات!! وكل عام وأنتم بخير والشفافية تغطيكم. [email protected]