وها هو العيد بيننا كأنه طفل قد من قمر، كأنه السحر، كأنه العطر، كأنه المطر. نعم، هو المطر الذي أمطر قلوبنا بالحب والسعادة التي لابد أن نقتسمها مع الإخوان، مع الأبناء، مع الأصدقاء، مع الأقارب والمعارف، مع المحيطين، مع الذين بإمكاننا أن نوصل السعادة إليهم... ها هو العيد يأتي بعد أن رحل الشهر الكريم وترك لنا عبقه الحنون، ولأن عبقه الحنون مازال ينبض في قلوبنا الخيرة بإذن الله. إذن لننتهز هذه اللحظات الثمينة ونقتسم السعادة معهم، لتكن السعادة عامة وشاملة، لتكن السعادة بذوراً نحن نلقيها في حقول القلوب التي نلقاها... اِلقَ أخاك بالحب، افتح له قلبك، اهده وردة التسامح، القه بحلاوة الشوق، لاشك قد هلت عليك رسائل العيد تحمل إليك التهاني بقدوم العيد، وها هو الآن يمطرك بعبقه، فارسل هذا العبق إلى الآخرين لنشترك فيه جميعاً، اقصِ ذلك الجمود الذي كان قبل معانقتك شهر رمضان الكريم، لقد أذاب ذلك الشهر الكريم فيك الجمود، وأنت الآن تعانقه، فلا تجعله يعود إلى التجمد، دعه يذهب بعيداً، دعه يتبخر ويتلاشى، فأنت الآن تملك عبقاً آخر، عبق بخور العيد، إنه الريح الطيبة التي أرسلها رب الأكوان لنا. أنت مدعو إلى إرساله، ارسله ولا تتردد، أنت بهذا تنشر العبق ولن يذهب ريعه لشركة الاتصالات، بل سيكون ريعه لمجتمع لا يخسر بل يكسب التواد والتراحم والترابط. أنا بهذا لا أنتقد الرسالة الجوالية بل أحبذها إذا لم يكن بالإمكان التواصل بطريقة أخرى وهو الاتصال الحميم وإن كنت أتمنى في هذه المناسبة والمناسبات الأخرى التي يتلهف المحب إلى صوت حبيبه، أن تفعل شركة الاتصالات خيراً وتخفض القيمة المحصلة من الرسائل والاتصال المباشر في العيد، إنهم يحبون أن يتصلوا بأحبتهم فلا ترهقيهم أيتها الشركة في العيد. عيد سعيد لكل الأحبة، عيد سعيد لكل الذين صاموا وقاموا، عيد سعيد لكل الوطن، عيد سعيد لكل مسؤول أدى واجبه وزاد عليه الإخلاص في العمل. [email protected]