شدد مدير الإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة الدكتور عبد الحميد الحبيب، على أن الاستشارات النفسية من خلال الهاتف،"لا تفي بالغرض المطلوب لحل الكثير من المشكلات النفسية، ولكنها قد تعطي بعض الحلول السريعة من نصح وإرشاد"، وقال إن"المريض النفسي يحتاج إلى مقابلة الطبيب النفسي، أو الأخصائي النفسي، أو الاجتماعي وجهاً لوجه، كي يحصل الأخير على المعلومات الكاملة، في أجواء محاطة بالسرية"، موضحاً أنه"لا يصدر التشخيص أو الحل من المقابلة الأولى، والهدف من العلاج النفسي ليس تقديم الحلول الجاهزة، بل مساعدة المريض على الاستبصار، والوصول إلى الحلول بنفسه". ورفض الحبيب في تصريح ل"الحياة"الاستشارات النفسية التي تقدمها بعض البرامج الفضائية، مشدداً على أن هذا الأسلوب"لا يوفر العلاج المناسب والصحيح، لأنه من الصعوبة بمكان التشخيص والعلاج من خلال دقائق معدودة، وعلى الهواء مباشرة"، محذراً من"استشارة غير المتخصصين الذين يستخدمون أساليب غير علمية أو غير جائزة شرعاً"، واصفاً استشاراتهم ب"الأمر الخطر". ودعا"كل أسرة لديها مريض نفسي منوم، إلى المبادرة بالتنسيق مع إدارة المستشفى والفرق العلاجية فيها، لإخراج مرضاهم المتحسنين، لأن في خروج المريض مع أسرته بعد استقرار حالته، تعزيزاً لفرصة الشفاء، كما أنه يعطي الفرصة لمرضى آخرين يحتاجون دخول المستشفيات النفسية، وتلقي العلاج اللازم فيها، خصوصاً أن هذه المستشفيات للعلاج، وليست دور إقامة طويلة"، مشيراً إلى أن"نحو ثلث المرضى المنومين يمكنهم الخروج، والعناية بهم داخل أسرهم". وفيما يخص النظريات الجديدة في علم النفس، وتأخر إدخالها إلى العيادة الصحية النفسية في السعودية، رأى الحبيب، أن"الطب النفسي ومدارس العلاج النفسي كثيرة ومتنوعة، والمحك في تطبيق الممارسات المختلفة هو مقدار الدعم العلمي والبحثي الذي تلقاه تلك التطبيقات"، مشيراً إلى"حرص الوزارة على عدم السماح بممارسة أي نوع من أنواع العلاج الدوائي/ النفسي، ما لم نكن متأكدين من فاعليته، وأمان استخدامه، ووجود الكادر القادر على تقديمه". وعن بدايات التشخيص النفسي للمريض، أوضح أنه"يتم تشخيص المريض، الذي يزور العيادات النفسية من خلال الكشف الطبي الإكلينيكي، ويتم عمل الفحوصات اللازمة، وتطبيق الاختبارات النفسية، ودراسة الحالة، وأخذ التاريخ المرضي للمريض منذ بدايته وحتى وقت مراجعة المستشفى، ومن ثم مناقشة ذلك مع الفريق الطبي، المكون من الطبيب والأخصائي النفسي والاجتماعي والتمريض،"موضحاً أن ذلك"يضمن تغطية الدوائر المهمة العضوية، والنفسية، والاجتماعية، ومن ثم توضع خطة العلاج المناسبة". ويشرح كيفية دخول المريض النفسي لمستشفيات الصحة النفسية منذ البداية، التي تكون"باستقبال المريض، وفتح الملف، وإجراء الفحص الطبي السريري، وعمل دراسة اجتماعية ونفسية للمريض، وعلى ضوئها يتم تشخيص حالته مبدئياً، وتقرير مدى حاجته للمزيد من الفحوصات، وحماية نفسه وأسرته ومجتمعه من خطره، إذا كان يشكل أي خطورة، أو يصرف له العلاج اللازم، ويعطى مواعيد للمراجعة من طريق العيادات الخارجية". وحول الشكاوى من الأدوية، قال:"إننا نتابع باستمرار توافر الأدوية النفسية، ونعمل مع الجهة ذات العلاقة لتوفير الجديد من الأدوية في جميع المستشفيات والعيادات النفسية".