ما يحدث في نادي الهلال والأوساط المحيطة به منذ خسارة الفريق أمام الوحدة الاماراتي وخروجه من دوري أبطال آسيا لكرة القدم، يعتبر سابقة لا عهد لنا بها، على اعتبار أن"الزعيم"من أكثر الأندية استقراراً وتماسكاً حتى في أكثر الأزمات صعوبة وأشدها وطئاً. ومنذ ليل الأربعاء الماضي بات الخطاب الهلالي يأخذ طابع التشنج والحدة على غير العادة، حتى أن تراشق الاتهامات بلغ مداه وبات الرئيس ومعاونوه ومعهم المدرب واللاعبون والجماهير يمارسون نوعاً من الحوار، يشبه الى حد بعيد التراشق بحبات الطماطم، على طريقة آلاف الشبان في اسبانيا، الذين يقضون سنوياً ساعات طويلة في معركة عبثية لا رابح فيها ولا هدف لها. ولفت نظري من جملة التصريحات الزرقاء عقب خسارة الهلال أمام نجران، ما قاله الحارس حسن العتيبي تعليقاً على الهزيمة غير المتوقعة، حين أكد أن سقوط فريقه كان"رسالة من رب العالمين"رفعاً للظلم عن المظلومين وفي مقدمهم لاعبا الدفاع فهد المفرج وخالد العنقري اللذان لم يشاركا في المباراة ضد نجران، بسبب ما يرى العتيبي أنه ظلم وقع عليهما عقب مباراة الوحدة الاماراتي! ولا أشك في أن حسن العتيبي كان يقصد بعفوية ظاهرة الوقوف الى جانب رفاقه المبعدين ومواساتهم بكلمات لم يتنبه الى أنها نالت من معنويات بقية زملائه الذين دافعوا عن ألوان فريقهم في المباراة الأخيرة، خصوصاً ماجد المرشدي وعبدالعزيز العبدالسلام، لكن العبارات خانت الحارس"الخلوق"، لأن المفرج والعنقري لم يجردا من أموالهما أو يهجّرا من ديارهما حتى تحل بالهلال عقوبة إلهية انتقاماً من الظالمين، خصوصاً أن مصلحة الفريق وهي المصلحة العليا للعتيبي ورفاقه تتطلب الاستعانة باللاعب الأكثر جاهزية، من دون النظر الى اسمه أو تاريخه. واتفق مع مشاعر حارس الهلال نحو زميله المفرج، لأن ما لقيه من جفاء عقب مباراة الوحدة الاماراتي يفوق الوصف ولا يليق بالهلال والهلاليين، على اعتبار أن اللاعب يؤدي واجباته كلاعب محترف ويضع نفسه تحت تصرف المدرب، ويبقى الأخير صاحب القرار في مشاركة اللاعب من عدمها، وليس ذنب المفرج أن المدرب بحاجة الى خدماته. يبقى أن حرص حسن العتيبي على مشاعر زملائه قاده الى التدخل في أمور من اختصاص المدرب والمسؤولين عن الفريق، وسيقودنا في النهاية الى الاعتراف بأن لاعبينا لم يستوعبوا حتى الآن القدر الأدنى من الاحتراف الصحيح! [email protected]