فيما باتت السمنة تمثل مشكلةً لدى 44 في المئة من السعوديات، في مقابل 26 في المئة من السعوديين، سجلت المراكز الرياضية النسائية الخاصة، زيادة لافتة في الإقبال عليها، وبخاصة خلال الأسبوعين الماضيين، منذ انتهاء شهر رمضان الماضي، الذي يسجل إقبالاً كبيراً على تناول الطعام. وتعززت مكانة تلك النوادي بعد الفشل الذريع الذي مُنيت به وسائل تخسيس الوزن الزائد الأخرى، مثل الحبوب والكريمات وأحزمة شد البطون والأرداف. وعلى رغم تنامي الإحصاءات الخاصة بالأمراض المرتبطة بالسمنة، إلا أن فتيات سعوديات انخرطن في تلك النوادي، أشرن إلى أن الدافع الرئيس لهن، هو"الرشاقة والجمال، والمظهر العام". وكانت دراسة كشفت أن انتشار تصلب الشرايين والعوامل المسببة له في ارتفاع متزايد في السعودية، وأن 72.4 في المئة من السعوديين فوق سن 45 عاماً، لديهم زيادة وزن أو سمنة، مشيرة إلى أن"نسبة الذين يعانون من تصلب الشرايين بلغت 944 من 17.232 بنسبة 5.3 في المئة، فيما وصلت نسبة الانتشار من سن 60 إلى 70 سنة إلى 9.3 في المئة". وأظهرت الدراسة أن نسبة انتشار زيادة الوزن تبلغ 36.9 في المئة، وهي تنقسم بمقدار 42.4 في المئة لدى الرجال و31.8 في المئة لدى النساء. أما عن نسبة انتشار السمنة، فوصلت إلى 35.6 في المئة في المجتمع السعودي، وهي تطال 44 في المئة من النساء، و26.4 في المئة من الرجال". وعلى رغم أن الصديقات: منال موسى، وفوزية فهد، ونورة عدنان، وغدير عبيد، لا يُعانين من أمراض مرتبطة بالسمنة، التي أصابتهن، إذ تتراوح أوزانهن بين مئة ومئتي كيلوغرام، فيما لا يتجاوز عمر أكبرهن ال37 عاماً، إلا أنهن قررن أخيراً، ممارسة الرياضة، واكتشفن أن لها"أثراً في حياة المرأة، خصوصاً من تعاني من الوزن الزائد". وأثرت البرامج التلفزيونية التي تتناول محاولات خفض الوزن في قرارهن هذا. وأمضت الصديقات الأربع شهرين متتالين خلال العطلة الصيفية الماضية في التمارين الرياضية في أحد النوادي النسائية المتخصصة، خضن خلالها"تجربة قاسية، إلا أنها كانت بمثابة تحدٍ لنا". وترددت الصديقات على النادي في شكل يومي، كما كن يمارسن الرياضة في منازلهن، منفردات أو مجتمعات، واكتشفن أنهن كن يحملن"مفاهيم مغلوطة في مجال التغذية، وكيفية ممارسة الرياضة، فالبرنامج الغذائي الذي نتبعه منذ نحو أربعة أشهر، كان تجربة مريرة، لكننا قررنا خوضها". نورة كانت تحلم بارتداء ملابس ضيقة، على غرار ما ترتديه الممثلات وعارضات الأزياء، التي تمنح المرأة"مزيداً من النضارة، لاعتدال وزنها، وكثرة حركتها"، كما تقول، مضيفةً أن"مدربة الرياضة أخذت على عاتقها خفض أوزاننا، وكانت تشعر بالمسؤولية أثناء صعودنا على الميزان، الذي يقفز مؤشره إلى معدلات كانت تشير إلى أننا ما زلنا في بداية المشوار، إلا أن تلك المهمة انتهت، بسبب الإصرار، وأصبح مؤشر الميزان لاحقاً يبهجنا، حين ينخفض كثيراً، وكان يواصل الانخفاض التدريجي، ولكن مع انتهاء الفترة المحددة للبرنامج، حصلنا على نتائج ايجابية، وأصبحت لنا أشكال جديدة، حتى أن كثيرات من صديقاتنا اللواتي لم يواكبن خلال فترة البرنامج، لم يستطعن أن يتعرفن علينا بعد أن أتممنا الفترة التدريبية". فوزية كانت الأكثر حظاً بين صديقاتها، إذ استطاعت أن تحرق أكثر من 50 كيلوغراماً من الدهون خلال فترة قياسية، وتتمتع حالياً برشاقة عالية، بعد أن كان وزنها يتخطى ال150 كيلوغراماً، أما منال فكانت الأكثر سعادةً، عندما تمكنت من ارتداء ملابس كانت تحلم بشرائها. وتقول:"عندما كنت أراها، كنت أتمنى أن أرتديها، وكانت بمثابة حلم بالنسبة لي، وكنت أخجل أحياناً عند الوقوف أمام بوابة محل ملابس نسائية، لرؤيتها، وكثيراً ما أسمع تعليقات ساخرة من مارة، إلا أنني اليوم أصبحت أدخل بوابة المحل من دون التفكير في الوزن". وأجمعت الصديقات على أن"الرياضة هي الأفضل لصحة المرأة، التي تعاني من ثقل وزنها".