منذ فجر التاريخ، نشأت مدينة في بقعة من بقاع الأرض، اكتسبت شهرة عالمية على مدى الأيام والعصور، واشتهرت بحضارتها وتاريخها المليء بالأحداث والانجازات، أحداث كان لها آثار عاصفة ومزلزلة، تركت بصماتها إلى يومنا هذا وهي حديث التاريخ ومادته... مدينة ليست ككل المدن تقف شاهدة منذ بداية نشأتها وحتى الآن، تتعاقب عليها الشعوب والأمم والأقوام من داخلها وخارجها منذ أكثر من خمسة آلاف عام، وكل منهم يترك بصمته وأثره عليها وتجتاز دورات التاريخ بمرارتها وحلاوتها. فبقدر ما اكتسبته من شهرة في حضارتها ومجدها، بقدر ما تعرضت له من ويلات وحروب طاحنة خلفت آثاراً مدمرة على ساكنيها ومبانيها وعلى كل ذرة من أراضيها، حتى الهواء لم يسلم من هذه الآثار المدمرة، واصطبغت أنهارها باللون الأحمر من جراء الدماء التي سالت من القتلى، حتى أصبحت روافد حمراء لها، وكذلك تغير لونها إلى الأزرق، حيث سال مداد الكتب فيها عندما ألقيت هذه الكنوز وسطها، هكذا هي المدينة التي تعيش هذه الأيام فإنها لا تختلف عن الأيام الخوالي منذ القدم، إنها عاصمة الحضارات وعاصمة العلم وعاصمة الطغاة أحياناً، ولكنها اليوم عاصمة الموت والخوف والهلاك، إنها العاصمة الحمراء... بغداد. خالد الحاجي - الرياض