يظهر للشباب وهم يتجولون في أحياء المدينة بسياراتهم أنهم المعني الأول بوضع المطبات الاصطناعية في الشوارع، بصفتهم المتهم الأول بالقيادة المتهورة. وعليه فهم أكثر المتذمرين من هذه المطبات التي يرون فيها كبحاً لجماحهم وافساداً لمتعة القيادة على طريقتهم الخاصة. ربما كان الشباب أقل صبراً من الكبار، ولهذا فهم أكثر تذمراً من المطبات الاصطناعية التي يتطلب المرور عليها كل يوم كثيراً من الصبر وطولة البال. الشباب يدركون جيداً أن القيادة المتهورة نتيجتها الموت. إلا أن بعضهم يعتقد بأن السرعة التي تؤدي إلى المآل. لا توفرها شوارع الأحياء أو طرقات الجامعة. في حين يرى آخرون بأن تعميم الحكم على الشباب بالقيادة المتهورة فيه إجحاف بحق كثيرين. وعلى حد رأي الشاب عبدالرحمن خميس 25 عاماً الذي يقر بفوائد المطبات الاصطناعية على رغم تضايقه من ضررها على سيارته، فإن"فئة قليلة من الشباب تسببت في التضييق على جميع سكان الحي، فضلاً على مضار المطبات على السيارة، إذ إنها تقصر العمر الافتراضي للأذرعة والجلد والمساعدات". ويحكي كيف أنه اضطر للذهاب بسيارته الجديدة إلى وكالة الصيانة بعد أول شهر من شرائها، وذلك بسبب المطبات الاصطناعية. ويضيف:"المرور على المطبات يحتاج إلى أخلاق حضارية ومزاج"رايق"، لأنك تضطر إلى خفض السرعة إلى أقصى حد فجأة، وقد يصادف أن تكون مستعجلاً أو غير منتبه". لافتاً إلى أنه يراهن على أن الحلم الأول لكثير من أصحاب السيارات هو وجود"شوارع بلا مطبات ولو لمرة واحدة". في المقابل، لا يقتنع شباب آخرون بأحقية وضع المطبات في شوراع الأحياء بأي حال من الأحوال. ويعتبرونها زيادة في الحرص، كما يشير بذلك الشاب عادل الكردي 23 عاماً"الشباب فئة من فئات المجتمع التي يجب على الجميع احترامها وعدم محاصرتها في كل مكان". مشيراً إلى أن"المطبات الاصطناعية لا يمكن أن تكون السبب في تعديل سلوكيات الشباب الخاطئة مثل السرعة الجنونية داخل الأحياء". وزاد:"أنظر إلى جميع الشوارع فأجدها مليئة بالمطبات، ومع ذلك لا يتوقف التفحيط أو السرعة، فالالتزام بأخلاق القيادة السليمة هو سلوك يخلقه الوعي السليم، ولا أظن المطبات قادرة على خلق وعي عند الشباب". ويؤيد ما يذهب إليه الكردي الطالب في المرحلة الثانوية علاء الكافي الذي يمارس السرعة والتفحيط داخل الأحياء وفي باحات المدارس سواء كان هناك مطبات أم لا. ويقول:"الأكيد أن المطبات تزعجني وتمنعني من ممارسة هوايتي سواء في السرعة أم التفحيط بالشكل الذي أريده، إلا أنني أتجاهلها وأقوم بفعل ما أريد فعله". غير أن فئة الأطفال والمراهقين تجد في المطبات نعمة كبيرة، خصوصاً إذا ما أرادوا اللعب في الشارع أو في مواقف السيارات، فهي المطبات بحسب بعضهم تمنحهم أماناً من أن تأتيهم سيارة فجأة وتخطف حياة أحدهم، مشيرين إلى ضرورة تكثيفها في كل شوارع الأحياء السكنية.