عرف عن الشيخ عيسى بن راشد ولعه وحبه وكتابته للشعر، هل العلاقة ما زالت وطيدة على رغم ما دخل على هذا الأدب من تشوهات في السنوات الأخيرة؟ - علاقتي مع الشعر هي العلاقة نفسها مع قلبي وعقلي، فالشعر نوع من أنواع الأدب الذي يفتخر به العرب دائماً، وهذا الذخر والاعتزاز يجب أن يكون في محله، بمعنى يجب أن يكون الشعر مؤثراً في النفوس قبل العقول، والشعر عند العرب ليس كما يعتقد البعض بأنه قاصر على مجالات الحب والعشق، فهناك شعر الحكمة وشعر القدح والمديح والبطولة وغيرها من المجالات المختلفة. هل يعني ذلك أنك لا تحبذ الشعر الحديث؟ - الشعر الجيد موجود في كل زمان، ولكن البعض يطلق على"صفصفة"أي كلام غنائي شعراً، وهذا خطأ يجب أن ترفضه ذائقة العامة. الجانب الاجتماعي تعد ديوانية الشيخ عيسى بن راشد من أشهر الديوانيات الرياضية في الوطن العربي... ما الذي يميز هذه الديوانية؟ - قالها الشيخ ضاحكاً:"الله يهادك تبيني أمدح في نفسي"ولكنه عاد وقال إن الوجوه الزائرة للمجلس يومياً شخصيات رياضية في دول مجلس التعاون، وأحياناً من الوطن العربي تعطي هذه الديوانية روحاً ونفساً متجدداً ولله الحمد، وبحكم قرب البحرين أيضاً من السعودية وتحديداً من المنطقة الشرقية، فإن هناك شخصيات رياضية سعودية تأتي للزيارة والحديث عن الرياضة بشكل يومي. ذكريات عزيزة وممتعة الشيخ عيسى كان الضلع الثالث للمثلث الذي بنى رياضة الخليج مع الأمير الراحل فيصل بن فهد ? يرحمه الله ? والشيخ فهد الأحمد ? يرحمه الله ? كيف كانت هذه العلاقة المميزة؟ - سؤال يثير الشجون ونحن على أعتاب"خليجي 18"في الإمارات، ولكنني في هذا المضمار أحب أن أؤكد للجميع أن التنافس الذي كان بين المنتخبين السعودي والكويتي في دورات الخليج الأولى وأحياناً دخول المنتخب البحريني على الخط كان تنافساً داخل المستطيل الأخضر فقط، في حين ان الصداقة القوية كانت أقوى من أي نتائج بين الأمير فيصل والشيخ فهد، حتى في اعز الأزمات والتصريحات النارية كانت الروح الأخوية هي المسيطرة. "الخليجية"كويتية و"الآسيوية"سعودية ألا تتذكر بعض من هذه المواقف النادرة بين الأمير فيصل بن فهد والشيخ فهد الأحمد رحمهما الله؟ - المواقف كثيرة معهما رحمهما الله ولكنني أتذكر جيداً في حقبة الثمانينات وعندما حقق المنتخب السعودي لقب كأس أمم آسيا مرتين قال الأمير فيصل للشيخ فهد الأحمد لكم"الخليجية"ولنا"الآسيوية"وكذلك سيطرة المنتخب الكويتي على الألقاب الخليجية أي دورة الخليج. وماذا عن تصريح الشيخ فهد الأحمد يرحمه الله"لن تحقق السعودية كأس الخليج إلا إذا أصبحت الكرة مربعة"؟ - هي من باب الدعابة فقط، حتى الأمير فيصل يرحمه الله ضحك على التصريح لا سيما ان المنتخب السعودي وفي كثير من الدورات هو الأفضل والاميز لعباً ونجوماً ولكنه لا يحقق اللقب. العلاقة بينك وبين الأمير الراحل فيصل بن فهد كانت مميزة من خلال لقاءاتك الكثيرة معه، ما هو الهاجس الذي كان يحمله رحمه الله؟ - باختصار ومن دون إسهاب كان همه الرياضي الارتقاء بالرياضة العربية ويفرحه نجاح أي منتخب عربي او بطل عربي في أي لعبة. بالتأكيد وخلال رحلتك الطويلة مع دورات الخليج حدثت أمور كثيرة واختلافات ايضاً جذرية فما هو الفرق بين الماضي والحاضر؟ - ضحك كثيراً... أول شيء جماهير أول تعودوا على المذياع وصوت خالد الحربان في دورات الخليج والتلفزيون الأبيض والأسود، أما في الوقت الراهن ما شاء الله الفضائيات والصراع بينها للظفر بنقل المباريات حصرياً أمور لم نكن نتخيلها ونتصورها لدورات الخليج. اعتقد أن للماضي حلاوته، حيث ما زال الجميع يتذكر ذلك الماضي على رغم ضعف الإمكانات، وضعف التقنية وما إلى ذلك، وكدليل على ان للماضي جمهوراً فان نجوم أول من أمثال جاسم يعقوب وسعيد غراب وماجد عبدالله وخليل الشويعر ومنصور مفتاح وفهد خميس وحنتوت وغيرهم ما زالوا عالقين في أذهان الجماهير. وما زالوا نجوم الماضي والحاضر، واعتقد - وهذه وجهة نظر شخصية - أن دورات الخليج خاصة ماضيها ينافس حاضرها بقوة وربما الماضي يتفوق على الحاضر بشهادة الجميع. دورات الخليج بالنسبة لي تاريخ حافل مع شخصيات رياضية خليجية بعضهم ذهب إلى جوار ربه والبعض الآخر ما زال يكافح من أجل استمرار هذه الدورة التي تعد من انجح الدورات في العالم بدليل استمرارها وعدم توقفها منذ العام 1970. وما يفرحني أكثر هو تمسك أبناء الخليج بها مهما تفوقت منتخباتهم ووصلت للعالمية، ومثال على ذلك المنتخب السعودي. دورة الخليج لها معنى عند كل شخص مسؤول في دول الخليج بمعنى ان لها اهتماماً رسمياً وشعبياً وهذا ما جعلها تتفوق على كل البطولات الأخرى في المنطقة. دورة الخليج طورت من الرياضة الخليجية في المنشآت الضخمة وبروز النجوم والحكام وتفاعل الجماهير. الفضائيات سلاح ذو حدين ما دمت تطرقت لدور الفضائيات في المجال الرياضي، كيف ترى تأثير الفضائيات بشكل عام على المواطن العربي؟ - أنا هنا ليس في موقع التحكيم أو التقويم، ولكنني أقول ان بعض الفضائيات لا تقدم ما هو مفيد والبعض الآخر نسبي، ولكن في كل الأحوال علينا أن نؤمن أن الفضائيات سلاح ذو حدين، متى ما استخدمها الإنسان في الجوانب الإيجابية فإنها ستعود عليه بالنفع والعكس صحيح. ومن وجهة نظري الشخصية أن تربية النشء في هذا المضمار ضرورة قصوى حتى يكون لشبابنا وشاباتنا وعي ذاتي ومراقبة ذاتية تحميهم من السقوط للهاوية. كوت ستة عرف عن الشيخ عيسى بن راشد حماسته الشديدة للعبة"البلوت"في مجالسك الخاصة أو حتى في ديوانيتك... هل تجيد هذه اللعبة؟ - أنتم في السعودية تسمونها"البلوت"ونحن"كوت ستة"، وهي لعبة ورق مشهورة في الخليج وأنا جاهز لأي منافس، وعلى فكرة آخر مرة لعبتها مع عبدالله الدبل في منزله أثناء وجبة سحور، وطبيعي أن يخسر الدبل أمامي. تربطني علاقات قوية في ذاكرة نجوم الخليج السابقين دائماً عيسى بن راشد آل خليفة... هل يقومون بزيارتك؟ - ولله الحمد النجوم السابقون والحاليون أتلقى منهم اتصالات ويقومون بزيارتي وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، وطبيعي أن تكون علاقتي مع نجوم الماضي أقوى بحكم العشرة والسنوات الطويلة من المعرفة، لذلك أي نجم خليجي يأتي إلى البحرين، لا بد من أن يعرج على الديوانية، وأحب هنا أن أوجه رسالة لبعض النجوم وأقول لهم:"تراني سمعت أن بعضكم وصل البحرين وما مروا بديوانيتي وهذي الحركة مسجلة ضدهم والوعد في"خليجي 18"فركة الأذن لا بد منها". الهجوم أكثر من الدفاع والوسط باعتقادك وأنت الخبير في دورات الخليج... لماذا الجمهور الخليجي ما زال يتذكر المهاجمين ولا يتذكر المدافعين من النجوم؟ - لسبب بسيط هو أن دورات الخليج في بداياتها اشتهرت بالأهداف، وعدم وجود وسائل إعلام آنذاك عزز فكرة المهاجم النجم على حساب المدافع، ولكن ليس في كل الأحوال، فهناك حراس مرمى في الخليج اشتهروا وأيضاً مدافعون بل إن البعض منهم فاق شهرة المهاجمين. أبنائي عملوا في الرياضة بصراحة هل سمحت لأبنائك بالعمل في السلك الرياضي؟ - أبنائي جميعهم دخلوا هذا السلك بالوراثة ومن دون استئذان، لأن الرياضة تطاردهم منذ الصغر في كل مكان، وابني البكر عبدالله ترأس في فترة ما نادي الرفاع الغربي البحريني، وابني الآخر سلمان رياضي، لكنه ابتعد عن أي منصب رياضي، وبالتأكيد ما زالا رياضيين حتى الآن، وما زالا يعشقان الرياضة. ومن الطبيعي أن يختلفا عن ميول والدهما في تشجيع بعض الأندية البحرينية، ولكنني لن أفصح لكم عن ميولي لأي نادٍ في البحرين. لا... إلا السعودية طيب هل لك أن تفصح لنا عن ميولك لأي ناد في السعودية؟ - ضحك وقال:"تريد أن تورطني مع الإعلام والجماهير السعودية، أرجوك أبعدني عن هذه الإجابة، ولكنني والحق يقال يجب الاعتراف بجمالية الكرة السعودية، سواء على مستوى المنتخب أم على مستوى المنافسات المحلية، ثم ان الجمهور السعودي، سواء للأخضر أم الأندية في المنافسات المحلية والخارجية يعطي زخماً معنوياً كبيراً للمنتخب أو الفرق، ما يجعل الكرة السعودية مميزة من بين دول مجلس التعاون. ولكن في السياق نفسه علينا الاعتراف أيضاً بتطور الدوري القطري والدوري الإماراتي في السنوات السابقة. المناصب الخليجية من خلال رحلتك الطويلة في مجال الرياضة، كيف ترى الوجود الخليجي في المناصب الآسيوية والدولية؟ - اعتقد ان ما حصلت عليه الشخصيات الرياضية في الخليج آسيوياً أكثر من جيد، فمعظم الاتحادات في الألعاب الجماعية يترأسها خليجيون ورئيس اللجنة الآسيوية الأولمبية خليجي، ولكن في المحافل الدولية ما زلنا بحاجة ماسة جداً إلى الوجود الخليجي في المناصب الدولية. شخصيات خليجية وكفاءات إدارية ممتازة سجلت نجاحاً منقطع النظير، آسيوياً الشيخ أحمد الفهد ومحمد بن همام وعبدالله الدبل وغيرهم نجحوا بدرجة امتياز في فرض كفاءاتهم على المستوى القاري، ونتمنى ان نرى ذلك النجاح في المحافل الدولية. اتمناها خليجية التجنيس الصريح طرأ على ساحة بعض المنتخبات الخليجية...، كيف ترى هذه الظاهرة؟ - بصراحة هذا الموضوع أشيع كثيراً، ولكل دولة سيادتها وسياستها في هذا المضمار، ولكنني أتمنى ان تكون دورات الخليج للخليجيين فقط، ولكن المجنسين من الممكن الاستفادة منهم آسيوياً ودولياً. وهذا رأيي الصريح في هذه المسألة. الذكرى التي تحملها في دورات الخليج الحالية... ما هي وكيف تتصورها؟ - دورة الخليج بالنسبة إلي متنفس كل سنتين، وملتقى لرياضة الخليج وبحب تطورها وحل همومها، وما يسعدني في هذه الدورات الحالية وجود أبناء الشهيد فهد الأحمد وعلى رأسهم الشيخ أحمد الفهد، وكذلك ابن الأمير الراحل فيصل بن فهد وهو الأمير نواف في هذه الدورة، لتؤكد لنا هذه الدورات عمق العلاقة بين جيل الماضي والحاضر والامتداد بين الآباء والأبناء للمحافظة عليها، ولا يفوتني هنا أن أؤكد ان وجود أحمد الفهد ونواف بن فيصل في مثل هذه المناسبات يعطينا ذكرى ولا أحلى للفقيدين رحمهما الله. بصفتك نائباً لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، كيف تصف لنا بطولات ومنافسات هذا الاتحاد؟ - من دون شك كانت هناك صعوبات جمة ووضع الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله، الاسس الراسخة لهذا الاتحاد حتى وقف على قدميه، ومن دون شك الخطوة التي خطاها الرئيس الحالي للاتحاد الأمير سلطان بن فهد قفزت بمسابقاته بدليل ان الفرق هي التي تتهافت حالياً للمشاركة في هذه البطولة، بعد ان ظلت الانسحابات والاعتذارات هي العنوان الأبرز للبطولات العربية، ولكن خطوة الأمير سلطان بالتعاقد مع ايه ار تي والجوائز التي وضعت لهذه المنافسات قفزت بالمنافسات العربية إلى الامام. { رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية نائب رئيس اللجنة العليا للرياضة والشباب في مملكة البحرين الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة شخصية رياضية محبوبة في الوطن العربي بصفة عامة ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة، شاعر وله دواوين شعر، وتجربته مع الرياضة تفوق الأربعين عاماً. عاصر جميع دورات الخليج، ويطلق عليه فاكهة دورات الخليج، وله ذكريات كثيرة في هذا المضمار. "الحياة"التقت الشيخ عيسى بن راشد ليتحدث عن الجانب الآخر في حياته لا سيما ان له ذكريات خاصة مع الأمير الراحل فيصل بن فهد والشيخ فهد الأحمد رحمهما الله اذ يعد ثالث المثلث الذي بنى الكرة الخليجية. وكشف لنا في هذا اللقاء أصعب اللحظات بينه وبين العملاقين فيصل بن فهد وفهد الأحمد، وقصة التصريح الشهير"لن تحقق السعودية كأس الخليج إلا إذا كانت الكرة مربعة"الذي أطلقه الشيخ فهد الأحمد. واستعرض لنا أيضاً في هذا الحوار علاقته مع الشعر والبلوت وهواياته الأخرى. وكشف لنا سر ازدحام ديوانيته في كل مساء وضيوفه الدائمين وقصته مع نجوم الكرة الخليجية. حوار من نوع آخر، كشف لنا الكثير من هذه الشخصية المحبوبة على المستوى الرياضي رسمياً وشعبياً. يروي قصته مع والده . عبدالله بن عيسى:مواهبه وعلاقاته أحرجتنا مع الآخرين ... لم يضغط علينا ولم يجاملني قال رئيس نادي الرفاع الغربي سابقاً الشيخ عبدالله بن عيسى بن راشد ان علاقته مع والده علاقة صداقة اكثر منها علاقة ابن لأبيه، والحق يقال ان علاقتنا بوالدنا دائماً ما تكون مبنية على الصراحة والوضوح، لا سيما عندما نختلف معه في المجال الرياضي، وكثيراً ما يحدث مثل هذه الاختلافات. واضاف:"كسبنا من والدنا حب الناس لنا سواء على المستوى الرسمي أم الشعبي بسبب ان الوالد -"اطال الله في عمره"- صديق للجميع، وهذا الحب والالتفاف يضعنا نحن الابناء تحت وطأة المقارنة والمسؤولية واشياء كثيرة، والحقيقة ان الصفات التي يتمتع بها والدنا سواء في المجال الرياضي أم غيره من المجالات كالشعر وغيره ليست بالضرورة ان تتوافر في الابناء، علماً بأن احد ابنائه يملك موهبة الشعر. ويضيف الابن عبدالله في حديثه عن والده:"لقد تعلمنا منه الكثير بالفعل اكثر من القول من خلال ديوانيته ومن خلال علاقاته ومناصبه واحتكاكه بالجميع". وحول سؤال يتعلق بضغط والده له للعمل في السلك الرياضي قال:"هذا غير صحيح لأننا تربينا في منزل رياضي حتى النخاع، فعلاقة الوالد بالرياضة لا تنتهي بانتهاء البطولات والمنافسات، إذ كان ولا يزال مجلسه بمثابة الندوة الرياضية في كل مساء من خلال الشخصيات الرياضية الزائرة له، ومن خلال الحضور الاعلامي الخليط منه الخليجي ومنه العربي، ومن هذا المنطلق فمن الضروري ان يكون الابناء رياضيين من خلال هذه الاجواء". ولم يخف الابن عبدالله انه تلقى نصائح وتوجيهات كثيرة من والده عندما ترأس نادي الرفاع الغربي البحريني، ولكنه لا يتدخل في أي قرار ولا يحابي ابنه على بقية رؤساء الاندية الاخرى.