تخلى كثير من الناس عن تناول المشروبات الباردة المفضلة لديهم، كما انكبت غالبيتهم على تناول المشروبات الساخنة ونكهات مختلفة من السوائل الدافئة، حتى تمنحهم الشعور بالدفء في هذه الليالي القارسة البرد. على رغم أنه لا يخلو بيت سعودي من الشاي والقهوة، ولا يقتصر تناولهما على فصل الشتاء فقط، إلا أن الزنجبيل والينسون يتصدران قائمة المشروبات الساخنة بتفوق في الأوقات التي تغلب عليها برودة الطقس. وترى الجدة أم صالح أنه فضلاً عن كون الزنجبيل والينسون من المشروبات التي تجلب الدفء، فإنهما يعتبران أيضاً دواء لعلاج الرشح والزكام. وتضيف:"في السابق، لم يكن هناك مراكز طبية وأطباء نلجأ إليهم للعلاج، فكان التداوي بالأعشاب الطبيعية وتناول وصفات العطارين". وتقول سارة علي 15 عاماً إن فصل الشتاء ارتبط في ذهنها هي وأخواتها بالزنجبيل والينسون، إذ إن والدتها تعمد إلى شرائهما في هذا الفصل من كل سنة، وتنصح دائماً باحتسائهما، إضافة إلى أنهما يتميزان بنكهة تختلف عن بقية المشروبات، على حد قولها. أما محمد صالح 22عاماً فيفضل"النسكافيه"بأنواعه في فصل الشتاء. فيما يؤكد سالم عبدالله 27عاماً أنه يعمد إلى تناول كل ما يرغبه من السوائل الدافئة والباردة، سواء كان الجو قارس البرودة أم شديد الحرارة. من جهته، يقول عبدالله صالح 35 عاماً وهو صاحب محل عطارة، إن الإقبال على الزنجبيل والينسون يزداد في فصل الشتاء مقارنة بالفصول الأخرى، ويكثر شراؤهما بكميات كبيرة. ويضيف أن عشبة الينسون مصدرها مصر منذ زمن الفراعنة، وهي نوع واحد، في حين تتعدد أنواع الزنجبيل ومصادره، فمنه البلدي الراسن والشامي والفارسي، إضافة إلى الهندي. من ناحية أخرى، أكدت اختصاصية التغذية نهى حماد، أنه إضافة إلى أن الينسون يستخدم مسكناً للمغص والتهاب القصبات الهوائية ومهدئاً للأعصاب، إلا أنه يعد أيضاً دواء فعالاً لحالات الرشح والسعال المصحوبة بالبلغم، في حين يفيد الزنجبيل في علاج حرقان فم المعدة وتقلصات البطن والدوار والغثيان والبرد والأنفلونزا.