لستُ أدري لِمَ هذا الصمت المطبق في صحافتنا المحلية بشأن ما ذكرته مصادر حكومية اسبانية، طبقاً لوسائل الاعلام، بأن وزير العدل الاسباني ألغى محاضرة كان من المقرر ان يقدمها في جامعة الامام محمد بن سعود؟ وكان من المزمع اقامة المحاضرة اثناء زيارة رسمية، وألغى المحاضرة بعدما احيط علماً انه لن يكون مسموحاً للصحافيات بالحضور. وقيل ان جامعة الامام محمد بن سعود منعوا أربع صحافيات مرافقات للوزير من حضور المحاضرة وموضوعها الارهاب الدولي. وقيل ان وزير العدل لم يكن لديه وقت ليستأذن. عجبت من عدم اصدار بيان من جامعة الامام كمؤسسة تربوية لإيضاح الموقف. عجبت من هيئة الصحافيين السعوديين التي لم توضح التباسات الامر. أليس لها دور في التنسيق؟ إذا كنا في عصر الشفافية فلماذا تصمت الاقلام؟ واذا كان هناك لبس فلنفهم. نريد أن نفهم. جامعة الامام تنفي كل ما حصل. نحن لا نطالب بحضور نساء على الاطلاق، لأننا نخاف ان نقول! وهذه حقيقة! ولكن لا نريد هذه المواقف المحرجة التي سيستغلها الآخرون في غير مصلحتنا. أساتذة جامعة الامام يحضرون ندوات دولية وبها نساء صحافيات واكاديميات وعالمات في دول اسلامية وغير اسلامية ولديهم تفهم لظروفنا فلِمَ لمْ يتم التنسيق مع هيئة الصحافيين؟ ولمَ لمْ يصدر بيان لنفهم؟ جامعة الامام محمد بن سعود كأي جامعة سعودية لوائحها لوائح واحدة، واذا كان تصرف مجرد موظف فالإيضاح ضرورة، لا يمكن ان يلغي محاضرة وزير عدل لدولة مهمة مثل اسبانيا بلا سبب. اذا كان خادم الحرمين يستجيب لمتطلبات العصر ويقابل المسؤولة اذا كانت سيدة من أي دولة ما دامت تمثل بلدها. هؤلاء الصحافيات اللاتي كان من المفترض حضورهن لا يمثلن النساء السعوديات. هن اسبانيات. الصحافيات مرافقات لزيارة وزير رسمي. من شكّل الوفد لم يكن بباله هذا الموقف، لكن أين موقف وزير العدل السعودي؟ أو بالأحرى موقف الادارة الاعلامية لوزارة العدل؟ اليس لها تنسيق ما دام الضيف ضيفها؟ لتكن المحاضرة في فندق عام. ليحضر من يحضر! لكن المستغرب صمت الصحافة، أقصد الصحافيين والكتاب والكاتبات. انتظرت يومين وكأن الامر مرّ مرور الكرام لولا ان له تبعات لكان الأمر أخف! أين هيئة الصحافيين التي غضبت لعدم الانصاف؟ الامر يحتاج لبيان توضيحي ولولا ان الخبر نشر في الصفحة الأولى لجريدة"الحياة"وبشكل واضح يوم 16-1-2007 لما علمنا، أو بالأحرى لقلنا انها ربما لم يمر الخبر بشكل واضح. أن يلغي وزير محاضرة عن الإرهاب بسبب ما سمّاه بحسب وكالة الانباء الالمانية تمييز هذه المرأة، وتصمت الأقلام، أمر يستحق الوقوف عنده. على وزارة العدل العبء الأكبر، والادارة الاعلامية في كل وزارة. فالافضل أن تنسق مع هيئة الصحافيين في حال حدوث أي ندوة رسمية، لئلا يتكرر ما حصل ويكون القادمون رجالاً مع رجال،"بلا وجع رأس". [email protected]