شيّع أهالي تاروت وبلدة حلة محيش في محافظة القطيف أمس فقيدي حادثة القطار وسط أجواء من الحزن. ووقعت الحادثة في محافظة الأحساء الخميس الماضي، ولقي الشابان سائق القطار ومساعده مصرعهما إثر اصطدام قطارهما بشاحنة توقفت على خط سيره، وأصيب في الحادثة 15 راكباً بإصابات متفرقة. وظهرت علامات الحزن الشديد لدى ذوي الفقيدين لفراقهما في هذه الحادثة الأليمة، وكان المتوفى إبراهيم الراشد 28 عاماً، مساعد سائق القطار، يقطن في بلدة حلة محيش في محافظة القطيف، وبوفاته أصبحت الأسرة تعيش مأساتين، الأولى لفقده والثانية تكمن في الفقر وضنك العيش. وكان الراشد يتقاضى نحو ثلاثة آلاف ريال من وظيفته كمساعد سائق، ويعيش في غرفة لا تتجاوز خمسة أمتار مربعة في الطابق العلوي من منزل ذويه، وتعيش بقية أفراد أسرته في غرفتين في الطابق الأرضي من المنزل، وتتكون الأسرة من 15 فرداً، في حين لا يكفي منزلها، إلا لشخصين بحسب مقربين من العائلة، إذ اعتبروا أن فقيد الأسرة توفي على رأس العمل ليصبح بذلك"شهيداً لقي ربه وهو يؤدي خدمة لوطنه"، وأعربوا عن أملهم في أن تراعي"مؤسسة الخطوط الحديدية هذه الأسرة التي فقدت عائلها أثناء عمله المستمر طوال سنوات". وخلّف الراشد وراءه ولداً وبنتاً. ولا تختلف الحال عن سائق القطار أحمد الزوري المتوفى في الحادثة ذاتها، ورزق الزوري خمسة أولاد تركهم فجأة ليواجهوا الحياة من دون رعايته الأبوية، وغصت شوارع بلدة السنابس في جزيرة تاروت بالمشيعين الذين أسفوا للحادثة، وقال عمدة تاروت الذي تابع الحادثة:"بذلنا جهداً كبيراً مع مسؤولي الخطوط الحديدية من أجل تأمين سيارتي الإسعاف اللتين أقلتا الجثتين لدفنهما". إلى ذلك، زار وكيل إمارة محافظة الأحساء خالد البراك، نيابة عن محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي مصابي حادثة القطار، التي وقعت أول من أمس وراح ضحيتها سائق القطار ومساعده.