إن اليوم الوطني يشكل رمزاً لتجسيد الانتماء للوطن، الذي سطر ملحمة إرساء كيانه وتوحيده الراحل العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وتابع أبناؤه البررة من بعده مآثر البناء والتشييد، حتى أضحى وطننا الغالي اليوم معلماً بين دول العالم المتقدم، يشار له بالبنان في كل المحافل الدولية، بما تحقق على ثراه الطيب من إنجازات على كل أصعدة التنمية، جعلته يأخذ مكانة مرموقة بين أمم العالم المتحضر، مع الاحتفاظ بالأصالة والتراث الذي يميز هذه البلاد التي كرمها الله، بأن جعلها مهبطاً لوحيه الكريم ومستقراً لحرميه الشريفين. بضع وسبعون سنة مرت على ولادة أهم وأكبر تجربة وحدوية في التاريخ العربي المعاصر، واستمرت تحت راية التوحيد. لكن عمر الأوطان والشعوب لايقاس بالزمن بقدر مايقاس بالإنجازات التي ترسخ الازدهار وتؤسس للنهضة الشاملة في ميادين النماء والرخاء كافة، مشيراً إلى أنه تحقق، بفضل من الله العلي القدير، ومن ثم بفضل الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة البناء والتقدم، التي تميز بها ولاة الأمرالكثير من الإنجازات، التي شملت كل أوجه التطوير والإصلاح في الحقول الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية كافة. ويأتي في مقدم هذه الإنجازات ما تحقق للوطن الغالي من شمولية الأمن ومد مظلة الرعاية الصحية، وهما الشرطان الأساسيان لبناء وطن يتطلع إلى تبوء مكانة مرموقة له تحت الشمس، لترسيخ إسهامه الحضاري مستمداً دستوره ومنهاجه من كتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. تبنت وزارة الصحة تنفيذ منهجية موضوعية، أرستها السياسة الحكيمة للدولة الرشيدة، في مجالات تقديم الخدمات الصحية كافة، وقاية وعلاجاً وتأهيلاً، من خلال منظومة مرافق متكاملة خصصت لها الموازنات الضخمة في سبيل الوصول إلى أمن صحي شامل للجميع، ما جعل بلادنا الغالية تصنف وبشهادة المؤسسات المتخصصة دولياً وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، بين أوائل الرواد في هذا المجال. كما تبنت تنفيذ استراتيجية لتحسين نوعية وأسلوب تقديم خدماتها الصحية، فقد تم إنجاز مشاريع كبيرة على طريق تقديم هذه الخدمات بأرقى مستوياتها من خلال منظومة متكاملة من المرافق والمنشآت الصحية، تبدأ بمراكز الرعاية الصحية الأولية وتنتهي بحزام من المستشفيات المرجعية والتخصصية، التي تم تزويدها بأرقى المعدات الطبية والفنية، وبالكوادر البشرية المتخصصة، لتؤدي الدور المنوط بها على الوجه الأكمل. وعلى رغم التحسن الملموس في الأحوال الصحية، فإن الوزارة تتطلع دائماً نحو تحقيق الأفضل، بحيث تستمر الخدمات الصحية في مواكبة التطور المتسارع ومستجدات إيقاع العصر. وفي هذا الإطار، قامت الوزارة عبر لجانها الفنية المتخصصة بوضع استراتيجية شاملة لتطوير النظام الصحي الحالي، مستفيدة بذلك من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، مع مراعاة خصوصية البيئة والمحيط الحضاري والمؤسسي والموروث الثقافي السائد، وتفعيل المشاركة بين القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى تفعيل أسلوب اللامركزية في اتخاذ القرار، وذلك من خلال إعطاء موازنات مستقلة وصلاحيات واسعة لمديريات الشؤون الصحية، للإشراف ومراقبة الجودة النوعية، وتحسين الأداء في ضوء معايير إرشادية وطنية. * وزير الصحة.