أحيا الإعلان عن التشكيل الجديد لجمعية الثقافة والفنون الأمل من جديد لدى عدد كبير من الكتاب والفنانين، في عمل ثقافي ينهض على مستويات عدة، مسرحياً وموسيقياً وتشكيلياً، يتواكب مع المرحلة التي تشهد تغييرات كثيرة، عمل ثقافي جاد وخلاق، يستفيد مما سبق أن قدم، ويتجاوزه في الوقت نفسه. وكان مجلس الجمعية الجديد ضم كلاً من: الدكتور يوسف العثيمين رئيساً لمجلس الإدارة ورئيساً للجمعية، الدكتور محمد الرصيص عضواً وأميناً للمجلس، الدكتور محمد الشويعر عضواً، محمد العقيل عضواً، حمزة بشير عضواً، الدكتور سعد الصويان عضواً، الدكتور صالح الزاير عضواً، الدكتور معجب الزهراني عضواً، محمد العثيم عضواً، الدكتور راشد الشمراني عضواً، طه الصبان عضواً، عبدالله الشيخ عضواً، الدكتور محمد القويز عضواً. وهنا شهادات لعدد من الكتاب والفنانين حول التشكيل الجديد ومستقبل الجمعية. أحمد الدويحي :فعلاً ثقافياً حقيقياً وأنا أعتقد أن التشكيل الجديد، بما يحمله من رموز ثقافية، حينما يتاح لها أن تعد برامجها وأنشطتها، التي تتناسب مع العمق الحضاري والثقافي الذي تعيشه بلادنا، وحينما يتم فتح الحوار بين النخب الثقافية بمختلف تفرعاتها، حينها لا شك في أننا سننتظر فعلاً ثقافياً حقيقياً. وفي النهاية أقول إن على الجمعية أن تصل بنشاطها وفعالياتها إلى مناطق المملكة المختلفة، فهناك تنوّع ثقافي مذهل في أطراف المملكة. فيصل المشاري :معجزة فوق الأرض الجمعية مكان لتصدير إنتاج المبدعين، بمعنى أنها مكان يستقطب المبدعين الحقيقيين وليس الموظفين، أو الفنانين الذين لهم علاقات مع الموظفين في الجمعية! لأن الذي حصل منذ تأسيس الجمعية حتى الآن مع الأسف الشديد، نحن لا نحتاج أن يتبنانا أحد من أجل أن يعرّف بنا داخلياً، ولكن مشكلتنا خارجية. إنني في حاجة إلى أن تتبنى الجمعية مشروعي، كفنان له أسلوب وبصمة ويضيف لبنة في صفحة التشكيل، من أجل أن يطّلع العالم على تجربتي، بناء على ذلك، نستطيع أن نستجلب احترام العالم. كيف نستطيع أن نغير في الخيال الغربي النظرة السلبية عنا؟ لن يتحقق هذا من خلال مؤسسات يعمل فيها موظفون يتسلمون رواتب، فيما المبدعون خارج هذه المؤسسات ولا يسأل عنهم أحد. عبد الناصر الكرت: خطوة في اتجاه الإصلاح إن التغيير خطوة في اتجاه الإصلاح وتحقيق المزيد من الانجازات، عبر الكفاءات الإدارية والفكرية والأدبية التي تم اختيارها، وأعلن ابتهاجي بالأسماء الجديدة مباركاً لها، وأذكّر بالدور الريادي الكبير الذي أسهم به المجلس السابق، وعلى رأسه الأستاذ محمد الشدي. جمعان الكرت :مرحلة التحولات التشكيل الجديد بادرة أخرى من بوادر التحديث والتطوير، الذي سعت إليه وزارة الثقافة المتجددة، إذ منحت هذه الرموز الثقافية الوطنية فرصة المشاركة الفعلية في رسم وتنفيذ سياسات حديثة، تلائم مرحلة التحولات التي تعيشها بلادنا، وأعتقد أن التزامن بين تغيير الأشخاص ووضع الآليات التطويرية أمر في غاية الأهمية، لأن إشكالية العربة والحصان عطلت وعثرت المسيرة عقوداً طويلة. سعيد ضاوي:صياغة لوائح جديدة بعد إعلان التشكيل الجديد، آن الأوان لإعادة صياغة لوائح الجمعية وبنودها، بما يتناسب مع ما وصلنا إليه من حراك، كما أنني أطالب بنقابات تجمع كل المنتسبين لفن من الفنون تحت مظلتها، وأدعو كذلك إلى إيجاد المراسم للتشكيليين في كل منطقة، مع اختيار المكان والتصميم المناسبين. غرم الله الصقاعي:أرقام الموازنة لعلها مناسبة للتذكير بالحاجة الماسة لرعاية الموروث، وتقديم الفنون الشعبية لكل منطقة في صورة صحيحة وواقعية، وأناشد المجلس الجديد البدء الفوري في قراءة واقع كل منطقة، وحجم العمل المنفذ فيها، وأرقام الموازنة التي كانت تصرف، ونوعية القائمين على الأنشطة، ليعاد رسم خريطة الإبداع بما ينتج ويبهج. اعتدال عطيوي :استبعاد الفنانات خطأ فادح إن التشكيلة الجديدة استبعدت السيدات السعوديات، وهذا خطأ فادح في الوقت الحاضر، على الأقل إذا لم يستعينوا بهن أعضاء في مجلس الإدارة، فليستعينوا بهن مستشارات، لاسيما ان هنالك أسماء نسائية لديها الخبرة الكافية للقيام بهذا. إن الفنانة السعودية عملت إلى جانب الفنان السعودي طوال السنوات الماضية، ومن المفترض مشاركتها في الجمعية إلى جانب أخيها الفنان وليس استبعادها. والفن التشكيلي في السعودية قام على جهود المرأة والرجل معاً، فلم يصبح من المقبول في وقتنا الحالي استبعاد المرأة نهائياً، وأتمنى أن يؤخذ هذا في الاعتبار، وان تعمل المرأة في جمعية الفنون السعودية، سواء مستشارة أو مخططة برامج. محمود تراوري : تفاؤل مشوب بحذر من تجربة التغيير في الأندية الأدبية، التي أبدى بعض المثقفين تحفظاتهم عليها، قد يكون تفاؤلنا بالتغيير الذي حدث لجمعية الثقافة والفنون مشوباً بحذر، منطلقين من صمت وهدوء لا نتوقعه أو ننتظره في مؤسسة ثقافية، يفترض أن تكون ضاجّة بصخب الفنون وألق الثقافة وحماسة الشباب. فعلى رغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على تأسيس الجمعية، إلا أن مخرجاتها تبدو متواضعة، نتيجة لخضوعها إلى جانبين: الأول هو البيروقراطية، والثاني قوى المجتمع المحافظ وسلطته. ومشكلة الجمعية في ما مضى من أعوام بالدرجة الأولى كانت إدارية بحتة، وليست فنية. والمتابع جيداً يعرف حجم المعاناة التي كانت تواجهها الجمعية، لكن مع التشكيل الجديد ينتظر المجتمع استيعاب المسؤولين الجدد لحجم المعوقات والأخطاء والسلبيات السابقة، لمحاولة تجاوزها والقفز عليها، أملاً في إعادة صياغة الواقع الفني، واستعادة الثقة، رغبة في تحقيق كل الطموحات التي نحلم بها، لأن المسألة في تقديري ليست إحلال أسماء مكان أسماء فقط، قدر ما هي تغيير في أنماط التفكير، وتبديل العقليات وآليات العمل، والنزوع نحو الفكر المؤسساتي المبدع والخلاق. فهد ردة الحارثي:ستكون للعيد بهجة مختلفة من دون شك، الحال لم تكن تسر أحداً، وطال المقام بنا في انتظار القادم، وها هو يأتي في الزمن المناسب، وبتشكيل جمع نخبة رائعة من الأسماء، التي سيكون لها ثأثير إيجابي في أنشطة وبرامج الجمعية وفروعها. الجميل في هذا التشكيل جمعه أسماء مختلفة في مجالات متعددة، من الأدب والفكر والمسرح والتشكيل والموسيقي، ولعل الأجمل هو زمن التشكيل، فالفترة المقبلة ستكون هادئة نوعاً ما بالنسبة إلى الأنشطة، وذلك لظروف شهر رمضان المبارك، وهو ما يتيح للمجلس الجديد فرصة البحث والاطلاع على المشكلات المكدسة في كل مساحات الجمعية، ما يجعل الفرصة متاحة لهم لعمل خلاق وإيجابي، ولعل من المناسب أن هنالك أسماء سبق لها العمل في الجمعية، وتعرف الظروف والمعوقات والآمال والطموحات. وأتمنى أن يُصار سريعاً لتغيير عاجل ومناسب في فروع الجمعية، وعندها سيصبح العيد له بهجة مختلفة. عبدالسلام الحميد :تفعيل الأنشطة كافة بداية... لابد من المباركة للأعضاء الجدد عموماً، وخصوصاً القائمة التي تحوي أشخاصاً متخصصين في مجال عمل الجمعية، وننتظر منهم استكمال ما بدأه مجلس الإدارة السابق، وتفعيل كل الأنشطة، خصوصاً المسرح، الذي بدأ يشهد عودة بعد غياب طويل عن المجتمع السعودي. إن الاشكالية القائمة في السابق هي في القائمين على المسرح، الذين لا يفهمون خصائص المسرح والشروط اللازمة للكتابة المسرحية. محمد العنزي : أطماع مادية أصبح دور جمعيات الثقافة والفنون معوّقاً للنشاط المسرحي، فقد غاب الدور المطلوب منها وهو دعم تلك الأنشطة وإقامتها. ولعل السبب في ذلك هو قلة الخبرة، وعدم الإلمام بمجال المسرح من قبل المسؤولين عن هذا المجال، إلى جانب الأطماع المادية التي سخّر البعض من منسوبي تلك المؤسسات مجهوده للبحث عنها. محمد الثقفي: تطوير الفروع تعتبر جمعية الثقافة والفنون من القنوات التي يرتادها المثقفون بمختلف مجالاتهم، وكلنا تفاؤل وأمل وتطلع لغد مشرق، لإيجاد مشاريع ثقافية في جميع مجالاتها، لتفعيل دور المثقفين والمبدعين للارتقاء بالحركة الثقافية في وطن الثقافة والإبداع. وكما كانت فرحتنا بالتشكيل الجديد، فإننا نطمح إلى أن يشمل التجديد جميع فروع الجمعية، وفسح المجال لوجوه جديدة طموحة، لمواكبة الحركة الثقافية المتنامية يوماً بعد يوم. سامي إحسان : أنا أكثر من تأذى من ركود الجمعية أتمنى أن تعمل التشكيلة الجديدة على تطوير عمل جمعية الثقافة والفنون، وتفعيل دورها ونشاطاتها، خصوصاً أن الجمعية عانت من الركود في الفترة الماضية. أنا أكثر من تأذي من ركود عمل الجمعية، فأنا كفنان سعودي لابد من أن تكون لدي مرجعية، وجمعية الثقافة والفنون لم يكن لها دور لدعم الفنانين، لاسيما أنها لم تكن تتواصل مع احد، خصوصاً رموز الفن السعودي، على رغم قلة عددهم. إن السعودية تعيش عصراً من التطوير الإعلامي والثقافي، في عهد وزير الإعلام إياد مدني، ونحن نأمل بأن تطاول تلك التغييرات جمعية الثقافة والفنون، ويتم تطويرها بما يتلاءم مع الوضع الثقافي على الساحة الثقافية العربية. عبدالرحمن السليمان : كان ينبغي أن يحدث ذلك منذ زمن القرار يفترض أن يحصل منذ زمن، ويجب أن تواكب ذلك جمعيات للفنون المسرحية والفوتوغرافية والتشكيل، وأن يستفاد من الأسماء المطروحة، أصحاب الاختصاص لأن في إمكانهم عمل شيء. إنها عملية صعبة وتحتاج إلى جهود، ولا يكفي العمل مع مؤسسة رسمية، فيجب العمل مع مؤسسات أهلية تابعة .لا يكفي الجهة الرسمية القيام بالعمل فعلى الجهات أن تتكلم، هذا ما يحصل في العالم المتقدم الذي ينهض بالمستوى المسرحي أو على المستوى التشكيلي. ينقصنا في التشكيل القاعات الخاصة و"الغالريهات"التي هي محدودة، كما أنه لا يوجد متحف للفنون التشكيلية، فمثلاً لا يوجد كتاب في مجال الفن التشكيلي السعودي سوى واحد، إضافة إلى تهيئة كوادر للاحتكاك ولتعريفهم بالفن في العالم.