عقب صدور التشكيل الجديد في نادي الطائف الأدبي مباشرة، انشغل أعضاء المجلس، وفي مقدمهم رئيس النادي الدكتور جريدي المنصوري، بإعداد الخطة الثقافية للمرحلة المقبلة، من خلال عقد الجلسات واللقاءات والمتواصلة، بغية الخروج ببرنامج ثقافي يضيف إلى تاريخ النادي، ويقدم ثقافة المحافظة في شكل جديد. حول الخطة الثقافية ومستقبل نادي الطائف الأدبي، هنا حوار مع الدكتور جريدي المنصوري. يذكر أن المنصوري 50 عاماً يشغل منصب عميد كلية التربية في جامعة الطائف، وهو ناقد ومن مؤلفاته"شاعرية المكان"و"النار في الشعر... طقوس الثقافة"و"الأحلام والتفكير الرمزي"و"الرجز عند ذي الرمة"و"استراتيجية الفضاء في الرواية الجديدة بالسعودية". نبدأ بالتشكيل الجديد في النادي... فهل ترى أن هناك أسماء كان من المفترض أن تكون ضمن التشكيل؟ - هذا الموضوع يخص الوزارة بالدرجة الأولى، ولكن من المؤكد أن هنالك أسماء كثيرة كانت أمامهم وليس من الممكن تعيينهم جميعاً، وقد اجتهدوا واختاروا بعد مشاورات ومداولات مع المسؤولين ومع المعنيين والمهتمين بالشأن الثقافي في الطائف، وأنت تعلم أن عدداً كبيراً من هؤلاء العشرة هم من المثقفين المشهورين في الطائف، ولهم دور فاعل ولم يكن من المعقول غيابهم من التشكيل. أما ما يقال عن عموم التشكيل فهو قول يُرَدّد دائماً في كل الأوضاع والحالات، التي يتم فيها تشكيل لجان أو مجالس، ولعلنا نذكر ما دار حول تشكيل المجالس البلدية، حتى للأعضاء الذين انتخبوا من الجمهور، إذ إن أولئك المنتخبين واجهوا اعتراضات ونقد من بعض الجمهور، والمهم في النهاية أن يكون المجلس قادراً على العمل والعطاء والإنتاج، وتحقيق الأهداف برؤية واضحة وعقلية متفتحة، تؤمن بحق الآخر في الاختلاف وتعدد الآراء، ولديها رغبة في التطوير. والانتخابات ليست مفيدة دائماً وفي كل مجتمع وكل مرحلة، ولا بد من أن نتذكر تجربة حماس الانتخابية، وننظر الآن إلى النتائج. إذا اعتبرنا أن هذه الأسماء هي الأفضل في الطائف... فكيف سيتم تفعيل النشاط السردي والمسرحي والتشكيلي بالنادي، في ظل عدم وجود أسماء إبداعية لهذه الأجناس، بعكس ما لاحظناه في تشكيل مجالس أندية أدبية أخرى؟ - تفعيل الأنشطة مرهون بتشكيل اللجان، التي تضم المبدعين والمختصين، ومن يتوقع منهم الإنتاجية. تداولت بعض الصحافة موضوع ترشيح أعضاء النادي لمناصب رئاسة اللجان الفرعية المُشَكّلة بالنادي، كلجنة السرد والمطبوعات وغيرها... ما تعليقك؟ - موضوع الإشراف على اللجان شيء ورئاسة اللجان شيء آخر، ولهذا فإن عدم معرفة بعض مندوبي الصحف ومراسيلها للفرق بينهما جعل الأمر يختلط عليهم، وكذلك فإن هناك بعض الجمهور الذي يجهل هذه التنظيمات. أما المثقفون فيعرفون أن الإشراف على اللجان مسؤولية النادي وبشكل مباشر، وأعضاء النادي الذين يشرفون عليها لهم مهمة تنظيمية بالدرجة الأولى، ثم دعم اللجنة في عملها ومتابعة ذلك وتقويمه، ولهذا فإن إسناد الإشراف على اللجنة النسائية إلى بعض الزملاء، كان يستهدف القيام على إنشاء الصالة النسائية وتجهيزها وإعداد قاعدة معلومات عن المثقفات بالطائف، والتنسيق معهن للحضور وانتخاب أعضاء اللجنة النسائية منهن ثم انتخاب رئيسة اللجنة، ونائب المشرف على اللجنة الشيخ علي القرني كان مديراً لتعليم البنات في الطائف، ولديه معرفة بالمثقفات وقد بعثنا بخطابات إلى إدارة تعليم البنات والجامعة وكليات البنات والجمعيات النسائية، لتزويدنا بأسماء المثقفات وسيرهن الذاتية، وبعض المعلومات التي تسهل التواصل معهن، ودعوتهن لحضور اللقاء لاختيار أعضاء اللجنة النسائية. وهل ستتم الاستفادة من الأسماء الإبداعية في المحافظة؟ - بكل تأكيد. وبالمناسبة فإني أوجه الدعوة عبر هذا اللقاء إلى كل المبدعين والمبدعات في محافظة الطائف، للتواصل مع النادي والمشاركة في نشاطاته. والنادي سيقدم لهم الدعم بفتح المجال لهم في إلقاء ما لديهم عبر منبره، ونشره في المجلة أو طباعته، سواء كان ديوان شعر أو رواية أو أية دراسة علمية مفيدة. وماذا عن دور المثقف في الطائف في المشاركة برأيه في خطط النادي الثقافية؟ - أبواب النادي مفتوحة، وبإمكان زوار النادي التأكد من هذه الحقيقة، ولهم الحق في المشاركة بالرأي، ونحن نسعد بتلقي الآراء والملاحظات، لأن الهدف هو تطوير عمل النادي وخدمة أبناء الطائف، حيث سيتم تنظيم ملتقى لمثقفي ومثقفات الطائف قريباً، يتم خلاله بلورة الرؤى التي من شأنها الرقي بمستقبل مزهر للحراك الثقافي في المحافظة. وهل ستمضون في العملية الانتخابية في الاختيار والتصويت على المشاريع الثقافية للمرحلة المقبلة، وفتح باب العضوية للمثقفين؟ - هذا يخضع لطبيعة اللجان، هناك لجان يمكن حصر أعضائها، فيمكن دعوتهم للحضور والترشيح والانتخاب، وهناك لجان طبيعة عملها مختلف، وقد جربنا الانتخاب في لجنة إبداع ورشح أعضاؤها رئيساً ونائباً لها من خارج أعضاء النادي، وسنقوم بالانتخاب في ما يخص اللجنة النسائية، التي سيشكلها المثقفات أنفسهن قريباً. محاضرات عن الفقه السياحي... والأسهم هل هناك رؤى جديدة يضطلع بها المجلس لطرحها حول الفعاليات المقبلة؟ - هناك لجان عمل في النادي، وتقع عليها مسؤولية إعداد البرامج والفعاليات والتحضير للموسم الثقافي المقبل، والنادي مهتم بموضوع التنوع في الفعاليات، ولهذا تجد أننا نقوم حالياً باستضافة معرض للفنون التشكيلية، وتصاحبه فعاليات نقدية ودراسات عن الفن التشكيلي، وهذا شيء جديد بالنادي، ولدينا مشروع عن أدب الطفل. ونحن نحاول أن نعمل في صمت ومن دون ضجيج مع الاهتمام بالتطوير والتجديد، ولك أن تنظر إلى أن لدينا محاضرات دينية عن الفقه السياحي، وأخرى عن الأسهم. وهل أنتم متفائلون بكسر الحواجز في ما يخص المجتمع الطائفي وموقفه من المشاركة المقدمة لمصلحة الحراك الأدبي النسائي؟ - المرأة السعودية تشارك في دفع عجلة التنمية في البلاد، في مجالات عدة، تعليمية وصحية ومهنية. وأعتقد أن إسهام المرأة السعودية ومشاركتها الثقافية، ستتسع وتتطور وتتعمق مستقبلاً، نظراً إلى تطور مستوى الوعي الاجتماعي، وكذلك فإن الانفتاح على العالم من خلال الإعلام قد أعطى صورة واضحة عن درجة الانغلاق، التي تعيشها بعض المجتمعات، ومن المؤكد أن هناك أموراً مقبلة شاء من شاء وأبى من أبى. والنادي ليس أمامه إلا تجهيز المكان المناسب، إذ تم الاتفاق حول تهيئة صالة للأنشطة النسائية. هناك مخطوطات لكتب إبداعية تنتظر في أدراج الإدارة السابقة لم تر النور إلى هذه اللحظة... ما مصيرها مع مجلس إدارة النادي الحالية؟ - الأعمال التي قدمت للنادي من اجل نشرها، ستعرض على لجنة تحكيم، وما يصلح منها للنشر سيطبع. أيضا سيتم التنسيق مع لجنة المطبوعات بالنادي، لاستقبال وجذب الكتابات الإبداعية الواعدة الجادة. أيضاً هناك أمسيات وندوات موثقة في"كاسيتات"... كيف سيستفيد الجمهور منها؟ - المحاضرات والأمسيات والندوات المسجلة، بعضها يتم تفريغها من الأشرطة، وستنشر في مجلة"سوق عكاظ"، وفي كل الأحوال فإن جميع تلك التسجيلات متوافرة في مكتبة النادي، لمن أراد أن يستفيد منها. بحكم وجود الكثير من الرموز الأدبية المحلية في الطائف خلال العطلة الصيفية... هل هناك نية للاستفادة من ذلك، وهل يمكن للنادي تنظيم ملتقيات إقليمية ومعارض دولية؟ - نادي الطائف الأدبي سيكون لديه موسم ثقافي صيفي مميز، ومن خلال مهرجان"عكاظ الثقافي"الذي تشرف عليه اللجنة العليا للتنشيط، هناك رغبة في المشاركة والإسهام في الجانب الثقافي لهذا المهرجان، وكان من المفترض أن يقدم المهرجان هذا الصيف، ولكن تم تأجيله لظروف معينة، وهذا يجعلنا نعد العدة لتكون مشاركتنا أكثر فعالية وأكثر تنظيماً. على مستوى المكان... هل هناك نية لتجديد أو إيجاد مبنى بديل عن النادي، غير المؤهل لأنشطة النادي المقبلة، فمساحة القاعة وتصميمها غير مناسب، ثم ليس هناك مكان لورش العمل والدورات واللجان المنبثقة؟ - بخصوص المكان تحدثنا مع وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني في هذا الموضوع، وقد تفضل بزيارة الموقع الحالي، ونقلنا له رغبتنا في البحث عن موقع جديد مناسب يفي بمتطلبات النادي وحاجاته، وقد أبدى اهتماماً بهذا الأمر، ووعد بدعم النادي في هذا المجال، وهناك اهتمام ومتابعة للموضوع من وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل. والنادي الآن بصدد البحث عن موقع جديد، في الوقت الذي يحاول الاستفادة من المبنى الحالي وتكييفه قدر الإمكان، لتحقيق الحد الأدنى على الأقل لخدمة الأعمال الثقافية. أخيراً... هل تفكرون في تكريم"المجلس القديم"للنادي كنوع من التقدير لما قدمه طوال الفترة الماضية؟ - تكريم مجلس الإدارة الجديد للزملاء في المجلس السابق، أحد المواضيع التي طرحت في أول اجتماع لأعضاء مجلس إدارة نادي الطائف الجديد، وتم تشكيل لجنة للإعداد لهذا التكريم والتنسيق مع الرئيس السابق للنادي وزملائه، وكذلك مع الجهات الأخرى مثل وزارة الثقافة والإعلام ومحافظة الطائف، وسيتم التكريم في وقت قريب. المزيني يتحمل وحده مسؤولية أفكاره وآرائه حول ما حصل في محاضرة المزيني مساء الثلثاء الماضي، قال المنصوري: محاضرة المزيني في نادي الطائف الأدبي حول"أهمية تطوير المناهج والمقررات الدراسية"، تأتي كمقدمة لموضوع الحوار الوطني الذي سيقام في محافظة الطائف ابتداء من هذا الأسبوع، وقد تم التنسيق مع الجهات المختصة، لتكشف المحاضرة حجم الخلل ومدى الحاجة في بنية المجتمع للحوار وقضاياه. والمزيني وحده يتحمل مسؤولية أفكاره وآرائه، وهي قابلة للأخذ والرد والمناقشة، ومنبر النادي متاح للجميع من مختلف الأطياف والتوجهات الثقافية، وفق تقاليد وآداب الحوار والمناقشة العلمية. وهذه الحرية في التعبير التي أتاحتها الدولة - حرسها الله - للمواطنين ينبغي الاستفادة منها بطريقة حضارية، لكي نتقدم إلى الأمام، والدولة هنا تسعى جاهدة لتطوير العقل ونشر المعرفة، والقضاء على مشكلات الأمية الثقافية والتعصب. ولعلنا نتذكر قبل نصف قرن تقريباً كان هناك موقف ضد تعليم المرأة، وضد دخول التلفزيون، ومع التطور والتجديد لمناهج التفكير أصبح المعارضون يتدافعون على تعليم بناتهم، ويشاهدون مختلف القنوات الفضائية داخل منازلهم، وسيأتي اليوم الذي تتغير فيه القناعات لتدرك أهمية التطوير وضرورة الحوار وحق الآخرين في الاختلاف بطريقة حضارية راقية.