يحمل أعضاء ومؤسسو"ملتقى الوعد الثقافي"مثقفين مسؤولية محاولة إجهاض مشروعهم، سواء بالترويج لعدم إمكان إقامة مثله لخلو الساحة من المبدعين، أو أن القائمين عليه لا يشكلون أي انتماء للظاهرة الثقافية المتمثلة في مجالس الأدب، التي وجدت طريقها في عدد من مدن الشرقية. وحاول مؤسس الملتقى الشاعر حسين الجفال، في أمسية"رحلة البحث عن منبر ثقافي"التي أقيمت في النادي الأدبي وقدم لها الشاعر حسن السبع، ربط تجربته الشخصية في عالم الأدب مع انطلاقة الملتقى الثقافي في المنطقة الشرقية بصحبة عدد من كتاب القصة والشعر، من بينهم فاضل العمران، وجعفر الجشي، ومحمد الفوز. ويرجع البداية إلى"نهاية السبعينات حين وجدت الكتب حولي، وألمح أخي الكبير يتدرب على المسرح"، كما يقول الجفال. ويضيف"في أوائل الثمانينات اتسعت المكتبة في شكل سريع، وتنوعت الثقافة الواردة إلى المنزل، خلقت روح المثاقفة وجواً مختلفاً وأفقاً اكبر اتساعاً، على رغم اختلاف الرؤى، نطرح المواضيع التي تحتل صفحات الصحف الثقافية للنقاش"، وشهدت"التسعينات، انطلاقة الفعاليات الكبيرة، في التشكيل والمسرح، ثم خبت الأمور قليلا". تميزت تلك الفترة ب"مد حبل التواصل للمناطق الأخرى في شكل كبير وواسع، وتنقلت في سفريات سريعة من اجل التعارف". ويعد الانطلاقة الحقيقية بدأت"بعد أن تلمست شكل المجالس الأدبية في المنطقة، ووجدت كلاً له سمة وانتماء لكيان ما، أحببت أن اخلق ملتقى ثقافياً همه الأول أن يقول إننا نتلمس الإبداع ولدينا الكثير لم نعانقه بعد، ومن اجل هذا، أردنا أن نوجد مكاناً هادئاً ونقياً، كي نعيش بزوغ الفجر كحلم عذري التقيت الفوز وفاضل وانطلق الوعد الثقافي". ويشير إلى أن عام 2005 شكل ولادة"ملتقى الوعد الثقافي"، وانطلق بأمسية للشاعرة بديعة كشغري بمناسبة عودتها إلى الوطن بعد غربة، موضحاً"لكي نؤكد اهتمامنا بالثقافة، يجب أن نرتقي أيضاً بالإنسان، جعلنا وجود المرأة بيننا، أديبة وفنانة، قاصة وشاعرة، بالتساوي جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل". وتلاحقت الأمسيات، مع الشاعر محمد جبر الحربي، والشاعر حسن السبع والتشكيلي عبدالعظيم الضامن، والشاعرة منتهى قريش والشاعر إبراهيم الوافي". ولا يخفي وجود معوقات واجهة مسيرة الملتقى، من بينها التكاليف المالية، إلا أنها لا تقارن"في محاولة بعض المثقفين في المنطقة إجهاض التجربة، وأوعزوا للبعض المحسوب عليهم وكحالة شللية مريضة، أن ما يفعله هؤلاء الشباب ترفاً، وهم يحاولون بعث أموات مضى الزمن عليهم". مضيفاً أن"البعض في كثير من الأحايين، يتعللون بالغياب لأجل شيء مهم وكبير، ثم تعلم مصادفة أنهم في مقهى ولا شيء يجمعهم سوى الدخان". ويضع مقترحات تكفل عدم الانقطاع، و"تحقيق منبر ثقافي ناصع وفاعل في المجتمع"، منها"الإيمان الحقيقي بأنك تعمل من اجل ذلك حقاً، وتجعله هدفك الدائم، وأن تبسط يدك وقلبك للجميع، وتجعل نظرك للأمام دائماً، وألا تلتفت لما يقوله الناس كثيراً، وبخاصة هؤلاء الذين يرون أن جل ما يقدم لا يغني وليس به أي حالة خلق إبداعية، وهم لا يقدمون أي شيء البتة. وأن يكون لديك دعم دائم، معنوي ومادي، كي يضمن لك صيرورة العمل بشكل يرتقي عن سابقه. والتنوع في الطرح والأفكار، وإبقاء باب الحوار بينك وبين من يقاسمونك العمل بشفافية مفرطة وحب كبير يقود دوماً لعمل ناجح لا محالة".