أحس خالد وشقيقه أحمد بأنهما عصفوران مستهما ريح في ليلة عاصفة حين لجآ مع عائلتيهما إلى سورية، ثم السعودية، بعد اشتداد القصف الإسرائيلي على بلدهم. لم يصدقا أن لبنان الذي شهد أجمل ذكريات طفولتهما، ومواقفهما البريئة في المدرسة، وشوارع الأحياء، وأحلامهما، يتحول إلى دمار. يحسان كأن كابوساً مزعجاً أيقظهما من النوم، وترك قلبيهما يرتجفان من الخوف، كما قال خالد 13 عاماً في لقاء أطفال لبنان، الذين استضافهم برلمان الطفولة في صحيفة"الحياة"يوم الأحد 30 تموز يوليو الماضي مع المذيعة في التلفزيون السعودي هناء الركابي، حول ماذا سنقدم إلى الأطفال اللبنانيين الجرحى في لبنان، وكيف نساعدهم؟". في بداية اللقاء رحبت أريج الزامل بالضيوف، وأشارت إلى أنها وأعضاء البرلمان يشاهدون الأخبار، ويسمعون عن مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والعرب واليد الواحدة... وما إلى ذلك، وأضافت أنهم غير معنيين بتحليل أو تفسير ما يجري من هذه المؤسسات، ولكن تهمهم النتيجة التي يرونها من قصف ودمار وموت للأطفال، وسحق للإنسانية، وقالت:"نحن، بصفتنا أطفالاً، نريد أن نحدد دورنا ودوركم تجاه ما يحدث، وعهدنا في برلمان الطفولة التفاعل مع أي طفل في الوطن العربي". وأشارت حنين باجنيد إلى أنها تحس بالحزن الشديد، لدرجة أنهم لم يعودوا يشاهدون قنوات الأطفال كالمعتاد"أصبحنا نشاهد الأخبار، ونتابع كل شيء، ونحس بألم الطفل اللبناني الجريح"، وذكرت أنها تخيلت نفسها مروى، الطفلة المجروحة في لبنان، عندما شاهدت صورتها في الصحيفة،"وأحسست بالألم الذي شعرت به، ودعوت الله لها ولجميع الأطفال أن ينجيهم من ويلات الحروب". وذكر مروان باجنيد أنه يرغب في معرفة إحساس الأطفال اللبنانيين في هذه اللحظة، حينما يتحدثون مع أقاربهم عبر الهاتف، وهم محاصرون في لبنان ويطلبون النجدة والمساعدة منهم؟ وقالت سارة أسامة مكي من لبنان 8 أعوام:"إن ما يحدث في لبنان حرام، فمن الذي يقبل هذا الشيء؟ وهم يدمرون لبنان ويقتلون الأطفال"، وتمنت سارة إيقاف الحرب بسرعة لأن الأطفال يموتون وهذا حرام، فليس لهم ذنب في ما يجري. وتحدث خالد 13 عاماً عن معاناته أياماً وهو في لبنان من القصف الإسرائيلي، وقال:"أول ما قصفوا لجأنا إلى مكان آمن، ولم نستغرق وقتاً طويلاً، إذ ذهبنا على الفور إلى سورية، وقلبي كان يخفق بسرعة، ولم أتوقع أن تتحول لبنان إلى دمار بهذه السرعة. وعلى رغم أني أشاهد الزحمة وأعيش الخوف، إلا أنني تألمت وأنا أرى البعض مجروحاً والبعض الآخر يطلب المساعدة بطريقة جعلت قلبي يتقطع من الحزن، وبصراحة لم أستوعب أننا في حرب... كأنه حلم مزعج وكابوس مرعب". وأشار إلى أنه لابد من أن ينتهي كل شيء من دون إطلاق الرصاص، وإيجاد حوار جاد وصريح. وعلقت ريان 16 عاماً:"لو تتوقف هذه الحرب أفضل، لأن كل يوم يموت طفل وهذا حرام، والأطفال ليس لهم ذنب، والناس سيموتون من الجوع، قبل الانفجار". ويوافق أحمد 9 أعوام شقيقه خالد في لبنان فهو متضايق جداً، ولم يستوعب كل ما حدث،"أحس أنني في حلم مظلم"، ويشكر أحمد موقف خادم الحرمين الشريفين لمساعدة المتضررين في لبنان، خصوصاً الأطفال الجرحى. وتدعو دعاء أسامة مكي 7 أعوام لكل الأطفال الذين قتلوا في لبنان بالرحمة،"الله يكون في عون الذين لا يستطيعون الخروج من لبنان، قلبي معهم".