ألقت المشكلات التي يمر بها نادي الوحدة، هذه الأيام، بظلالها على أداء الفريق الكروي الأول، الذي تلقى خسارة غير متوقعة من فريق أولمبي الاتحاد بهدف وحيد من دون رد، في ثاني لقاءات الفريقين في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد وهو اللقاء الذي لم يقدم فيه"فرسان مكة"أي أداء فني إيجابي يؤكد رغبة الفريق في المنافسة على حصد الألقاب والإنجازات، كما أشار بذلك رئيس النادي جمال تونسي في أكثر من مناسبة رياضية. وجاء الأداء الوحداوي في نزال الاتحاد باهتاً وضعيفاً وكان بمثابة الصدمة القوية لأحلام الجماهير الوحداوية التي كانت تمني النفس بعودة مختلفة ل"الفرسان"في هذا الموسم، إذ ضاع اللاعبون في وسط الميدان وظهر عليهم الاستعجال والإرباك، ولم تكن كراتهم وتمريراتهم سليمة، وعاب على هجماتهم قلة التركيز والعشوائية في منطقة الجزاء الاتحادية، حتى إن الدفاع كاد يورط الفريق في أكثر من هجمة صفراء لولا براعة الحارس عساف القرني الذي أنقذ مرماه من أهداف محققة وسط غفلة وسرحان لاعبي الدفاع. وأرجع أصحاب الشأن الوحداوي أداء فريقهم الغريب وبرود لاعبيه العجيب إلى المشكلات والأحداث الساخنة التي يعيشها ناديهم في الفترة الحالية، التي سببت قلقاً كبيراً في الشارع الوحداوي وفي مقدمها الاختلاف المستمر بين رئيس النادي جمال تونسي وعضو شرفه مناحي الدعجاني، الذي زادت وتيرته من خلال التصريحات النارية والبيانات الساخنة من الطرفين، التي أدت إلى انقسام الشارع الوحداوي إلى قسمين الأول موال للتونسي والثاني يؤيد الدعجاني، ما أدى إلى استمرار الخلاف وارتفاع هوته إلى درجة متقدمة أصبحت قريبة من الانفجار من دون أي تدخل شرفي أو وقفة صادقة من رموز النادي تعيد لم الشمل مجدداً، وتنهي هذه المشكلة الكبيرة التي باتت تشكل مادة إعلامية دسمة للصفحات الرياضية في مكةالمكرمة وخارجها. وتعتبر مشكلة المحترف السنغالي حمادجي، الذي انتقل للوحدة هذا الموسم قادماً من الطائي، من أبرز وأهم الأمور التي شتّتت أذهان الوحداويين وجعلت مسيريه يعيشون دوامة مظلمة جراء التطورات السريعة التي شهدتها لحظة انتقاله ل"الفرسان"، من شكوى إدارة الطائي ورفضهم نقل كفالة اللاعب لنادي الوحدة ومطالبتهم بسرعة ترحيله من الأراضي السعودية، نظراً إلى أن حمادجي انتقل للوحدة وعاد من السنغال بتأشيرة الخروج والعودة نفسها، التي تسلمتها من إدارة الطائي وهو ما أشغل الوحداويين وانعكس سلباً على أداء اللاعبين الذين أخذوا في متابعة أحداث وفصول القضية وتناسوا مهمتهم الأساسية في التركيز خلال التدريبات والمباريات حتى كانت النتيجة هزيمة قاسية من شباب الاتحاد أعادت فتح الجراح الحمراء من جديد. ولم تكن قضية حمادجي هي الوحيدة من بين اللاعبين الأجانب في الوحدة، إذ ما زالت قضية اللاعب الصربي فلاديمير فوكوفيتش مستمرة نظراً إلى أن النادي الأوكراني الذي كان يلعب له اللاعب يطالب بتعويض مالي في مقابل انتقاله للوحدة، على رغم أن اللاعب كان يؤكد لإدارة النادي أن عقده الاحترافي يعتبر ملكه وله حرية التصرف والاختيار ما أدى إلى مماطلة النادي الأوكراني حتى الآن، وعدم إرساله الكارت الأصفر الخاص باللاعب الذي انتظم في تدريبات الفرسان في مكةالمكرمة منذ أكثر من أسبوعين. وكان الوحداويون عاشوا أحداثاً دراماتيكية في الأسابيع القليلة الماضية، بعد المشكلات المعقدة التي واجهوها ومنها مشكلة اللاعب علاء الكويكبي الذي قدم خطاب اعتزاله الكرة ورغبته في توديع الملاعب بعد الظروف الصعبة التي مر بها قبل أن يعدل عن قراره بعد تدخل كبار الوحداويين، إضافة إلى مشكلة تجديد عقد الهداف عيسى المحياني التي استمرت أشهراً عدة، وشهدت تطورات مثيرة كادت تؤدي إلى انتقاله إلى فريق الاتحاد قبل أن يستقر به الحال في الوحدة من خلال تجديد عقده ثلاث سنوات، وغيرها من المشكلات الساخنة التي يؤكد بعض الوحداويين أنها مجرد عين أصابت ناديهم وفريقهم الشاب الذي يوجد به الكثير من المواهب الكروية التي باتت تشكل مطمعاً لمسيري الأندية الكبيرة في وقت يتمنى أنصار النادي أن تزول هذه المشكلات سريعاً وتنقشع هذه الغمامة السوداوية قريباً، حتى يواصل ناديهم تقديم مستوياته الرائعة المعهودة عنه وينافس على الألقاب والبطولات بعد ابتعاد طويل دام أكثر من 40 عاماً.