لم يكن أكثر الوحداويين المتفائلين يتوقع أن تنتهي أكبر أزمة شهدها الكيان الوحداوي العريق في هذا الموسم بين الإدارة الوحداوية وعضو الشرف الداعم مناحي الدعجاني في ظرف دقائق معدودة، وذلك عقب الاتهامات المتبادلة وحرب البيانات الساخنة التي أشغلت الوسط الرياضي في الأسابيع الفائتة، فالموقف الإيجابي الذي سجله رئيس النادي جمال تونسي عندما قدم واجب العزاء للدعجاني في وفاة عمه دخيل الله الدعجاني أذاب جليد الخلافات تماماً، وأنهى المشكلة الكبيرة التي ألقت بظلالها على النادي في الفترات الأخيرة، وأدت إلى انقسام الوحداويين إلى حزبين الأول موال للتونسي وإدارته، والثاني مؤيد للدعجاني وموقفه، وهو ما شكل جدلاً واسعاً في الأوساط الحمراء. مناحي الدعجاني بدوره ثمن بادرة التونسي ومرافقيه وقال عبر اتصال هاتفي له مع"الحياة":"أولاً أشيد بالبادرة الجميلة من التونسي والخوقير ومن رافقهما في الحضور وتقديم واجب العزاء، والمؤكد أن ديدن الوحداويين هو الالتفافة الصادقة والتكاتف والترابط والوقوف مع بعضم بعضاً في مثل هذه المواقف الإنسانية، حتى وإن اختلفوا مع بعضهم بعضاً في مثل هذه المواقف الإنسانية، ما دام أن الرابط الحقيقي الذي يجمعهم هو حب الوحدة، والسعي إلى تطوير النادي، وعودته مجدداً إلى منصات التتويج. واختلافي الأخير مع التونسي وخوقير هو اختلاف من أجل الوحدة، ومثل هذا الاختلاف لا يفسد للود قضية، لأن الهدف الأساسي هو مصلحة الوحدة وجماهيرها الوفية، إذ كنت من الرافضين تماماً مبدأ انتقال أي موهوب وحداوي يستفيد منه الفريق، وكان ذلك إبان فترة انتقال المهاجم ناصر الشمراني إلى الفريق النصراوي بنظام الإعارة، وبعد فشل الانتقال تأكدت من صحة هذه النظرية، إذ سجل الشمراني أهدافاً حاسمة ومصيرية في شباك النصر والأهلي والاتحاد جلبت للفرسان نحو أربع نقاط، وتأكدت أكثر من أهمية وجود الشمراني في هذا التوقيت بالتحديد الذي تجتاح الفريق فيه أزمة المهاجمين عقب التحاق عيسى المحياني بمعسكر المنتخب السعودي الأول، وإيقاف علاء الكويكبي بثلاث بطاقات صفراء ستمنعه المشاركة في لقاء الأنصار المقبل، إضافة إلى عدم جاهزية الكنغولي كزادي، ليبقى الشمراني المهاجم الوحيد الذي تعول عليه الجماهير الوحداوية كثيراً لقيادة المقدمة الحمراء في لقاء الأنصار وهز الشباك وتحقيق الفوز والنقاط الثلاث". واختتم الدعجاني حديثه قائلاً:"رفضت أيضاً انتقال المحياني وأميدو وهما الآن يشاركان في معسكر المنتخب وكل ذلك من أجل مصلحة الوحدة، والتونسي والخوقير شقيقان عزيزان، وأقول لهما عفا الله عن ما سلف، وإن شاء الله نحتفل بحصد"الفرسان"كأس ولي العهد الأمين والعودة مجدداً إلى عالم البطولات والإنجازات".