أعادت عملية حي الجامعة أمس ومن قبلها أول من أمس في حي الأجواد، ذاكرة السعوديين إلى ما قبل عام ونصف العام عندما نجحت قوات الأمن السعودي في اقتحام شقة سكنية بحي الربوة في منتصف شباط فبراير من العام الماضي والقبض على ثلاثة مطلوبين أمنياً وقتل الرابع في تبادل عنيف لإطلاق النار. وظلت عروس البحر الأحمر وسكانها بعيدين من الأحداث الإرهابية طوال هذه الفترة، وانشغالهم بأحداث هذا الصيف الساخن والتي لم تنقطع بدءاً من التظاهرة الرياضية الكبيرة لكأس العالم في التاسع من حزيران يونيو والتي أخذت حيزاً كبيراً من المتابعة الجماهيرية حتى جاءت الحرب على لبنان في 12 تموز يوليو وما نتج منها من دمار كبير في البنية التحتية والمساكن، إضافة إلى تشريد مئات آلاف المدنيين منه. محافظة جدة لها تاريخ مع الإرهاب منذ ثلاثة أعوام، بدأ في 25 حزيران يونيو عام 2003 دارت أحداثها في حي البوادي وتم القبض على تشاديين بعد تبادل لإطلاق النار من دون وقوع ضحايا في هذه العملية. وشهد نيسان إبريل من عام 2004 أربع عمليات إرهابية تم إحباطها جميعاً، إذ استشهد أول رجل أمن أثناء ملاحقة اثنين من المطلوبين وتم القبض عليهما، وبعدها بأربعة أيام سقط جندي آخر إثر إطلاق نار عليه من جانب مطلوبين في أحد أحياء المحافظة. واعتقلت قوات الأمن السعودي في منتصف الشهر نفسه اثنين من المطلوبين في مبنى سكني في شارع التحلية من دون حدوث أي مواجهات، وقتل رجال الأمن في أواخر شهر نسيان أربعة من المطلوبين أمنياً في مواجهة عنيفة في حي الصفا، ثلاثة منهم من المطلوبين على قائمة ال26 التي أعلنت عنها وزارة الداخلية فيما فجر الخامس نفسه بعد محاصرته في أحد المباني السكنية. وفي الحادي عشر من شهر أيلول سبتمبر 2004 شهدت مدينة جدة انفجاراً تم القبض على مدبر العملية، وتوقيف آخر أثناء تجهيزه لعمليات تفجير، وفي إطار مخطط الإرهاب للقيام بعمليات تصفية واغتيال للأجانب في البلاد كانت جدة مقراً لإحدى هذه العمليات، ففي السادس والعشرين من الشهر نفسه قتل موظف فرنسي وتم القبض على الجناة في وقت قياسي . ونجحت قوات الأمن السعودي في شهر تشرين الثاني نوفمبر 2004 من قتل عنصر خطر من المطلوبين يدعى عصام صديق مباركي كان يهم بإلقاء قنبلة يدوية على الدوريات الأمنية بعد محاصرته في حي الجامعة. أما الحدث الأبرز في سلسلة المواجهات على ارض محافظة جدة فكان في 1 كانون الثاني يناير 2005 عندما اقتحم خمسة من الإرهابيين البوابة الرئيسة للقنصلية الأميركية في جدة في محاولة لاحتجاز رهائن من داخل القنصلية أطلقوا خلال الرصاص والقنابل اليدوية ما أسفر عن مقتل خمسة عمال فيها وإصابة ثمانية آخرين، وتمكنت قوات الأمن خلالها من قتل أربعة من الإرهابيين والقبض على الخامس. واستطاع رجال الأمن في نهاية شهر كانون الأول ديسمبر من القبض على أربعة مطلوبين سعوديين وثلاثة من جنسيات أخرى من دون مقاومة. وفي 14 آذار مارس 2005 اقتحمت قوات الأمن السعودي شقة سكنية في حي الربوة وتم القبض على ثلاثة مطلوبين وقتل رابع بعد تبادل لإطلاق نار مع العناصر الضالة نتج منه مقتل مواطنة وإصابة زوجها وإصابة 14 من رجال الأمن إصابات طفيفة. وجاءت آخر سلسلة هذه المواجهات أول من أمس عندما اعتقلت قوات الأمن السعودي خمسة مطلوبين أمنياً من دون حدوث أي إصابات في الطرفين بعد محاصرة المبنى السكني الذي لجأ إليه المطلوبون قرابة سبع ساعات.