لماذا اعتذر بوتين لرئيس أذربيجان عن حادثة تحطم الطائرة ؟    السعودي فوق.. فوق    بعد حين    أمير حائل يدشن إنتاج أسماك السلمون وسط الرمال    المسند: طيور المينا تسبب خللًا في التوازن البيئي وعلينا اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تكاثرها    جازان: القبض على شخص لترويجه 45 كيلوغراما من «القات»    بناء الأسرة ودور مراكز الرعاية الصحية الأولية    التعامل مع المرحلة الانتقالية في سورية    معرض الكتاب بجدة كنت هناك    البديوي: إحراق مستشفى كمال عدوان في غزة جريمة إسرائيلية جديدة في حق الشعب الفلسطيني    جمعية(عازم) بعسير تحتفل بجائزة التميّز الوطنية بعد غدٍ الإثنين    مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) نموذج مثالي لتعزيز الأمن والخدمات الإنسانية    الفريق الفتحاوي يواصل تدريباته بمعسكر قطر ويستعد لمواجهة الخليج الودية    جوائز الجلوب سوكر: رونالدو وجيسوس ونيمار والعين الأفضل    ضبط 23194 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.. وترحيل 9904    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    سديم "رأس الحصان" من سماء أبوظبي    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    حاويات شحن مزودة بنظام GPS    الأونروا : تضرر 88 % من المباني المدرسية في قطاع غزة    «سوليوود» يُطلق استفتاءً لاختيار «الأفضل» في السينما محليًا وعربيًا خلال 2024    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    رفاهية الاختيار    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    حلاوةُ ولاةِ الأمر    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد مرور أكثر من عامين على بدءالسعودية ملاحقة الفئة الضالة . المملكة ماضية في مواجهة الإرهاب ... والمطلوبون تحت مرمى النار 2 من 2
نشر في الحياة يوم 19 - 07 - 2005

اتسعت دائرة الأحداث الإرهابية وتنوعت بعد كشف الجهات الأمنية العديد من المخططات والتوجهات التي تستهدف أمن الدولة والمواطن، وبعد القبض على عدد من الخلايا الإرهابية التي تبيّن أنها على صلات واسعة بعدد من المنظمات التي تستهدف الأمن.
وتأتي المرحلة الأخيرة في سلسلة الأحداث بعد إعلان وزارة الداخلية أسماء المطلوبين ال36 إذ أوضحت وجود عدد من هؤلاء داخل المملكة بينما كان البعض الآخر مجهولي الإقامة. وتمكن رجال الأمن من القضاء على عدد من رموز التكفير والتفجير، وبعضهم أعضاء في ما يُسمى"اللجنة الشرعية"في"القاعدة"، والبعض الآخر قادة في التنظيم وعددهم أربعة، كما أُجبر آخرون على قتل أنفسهم انتحاراً استجابة لفتاوى مشايخهم الضالة.
ووجهت الأجهزة الأمنية ضربات موجعة وحققت انتصاراً في أكبر مواجهة شهدتها المملكة في حي الجوازات في الرس أسفرت عن مقتل 15 مطلوباً والقبض على أربعة واستسلام واحد. كما تم الإفراج عن جميع الذين سلموا أنفسهم خلال المهلة التي منحها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في كلمة وجهها في 23 حزيران يونيو 2004 ألقاها نيابة عنه ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وحددت وقتها لجميع المطلوبين مهلة شهر لتسليم أنفسهم.
ولا تزال السلطات السعودية تنفذ حملات أمنية مبرمجة في مختلف مناطق المملكة، إذ يتم إيقاف عدد من المشتبه فيهم واستجوابهم. وتجاوزت الخسائر المادية في الممتلكات والمنشآت - بحسب تصريح الأمير نايف بن عبدالعزيز - أكثر من بليون ريال سعودي، وتمكنت من خلال الجهود الأمنية الحازمة من إحباط 52 عملية إرهابية بضربات استباقية حالت دون وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات.
أعلنت السلطات السعودية في 22 شباط فبراير 2004 عن اكتشاف جثة عثر عليها في منطقة صحراوية تعود للمطلوب الأمني رقم 23 عامر بن محسن الشهري 23 عاماً، الذي كان ضمن عناصر إرهابية اقتحمت قوات الأمن في الخامس من نوفمبر 2003 موقعها، حيث كانت تلتقي في حي السويدي جنوب الرياض.
وفي منتصف آذار مارس 2004 قتل رجال الأمن القائد الثاني لتنظيم"القاعدة"في السعودية خالد علي حاج يمني - 30 عاماً والمعروف ب أبو حازم الشاعر ومرافقه إبراهيم المزيني، على إثر تبادل لإطلاق النار في حي النسيم غرب الرياض، بعد أن رفضا تسليم نفسيهما أمام إشارة مرورية. وعُثر داخل السيارة على أسلحة ومتفجرات وقنابل و516 ألف ريال.
وتمكنت قوات الأمن في الخامس من نيسان أبريل 2004من قتل إرهابي والقبض على آخر بعد إصابته، بعد أن بادرا بإطلاق النار على رجال الأمن أثناء مطاردة انتهت في حي الروضة شرق الرياض فردوا عليهما بالمثل. والإرهابيان هما: عبد الرحمن نايف السهلي وعبدالله غلاب السهلي.
واشتبكت الأجهزة الأمنية مع عدد من الإرهابيين الذين كانوا مختبئين داخل أحد المنازل في حي الفيحاء شرق الرياض في 12 أبريل. وقُتل بنتيجة ذلك المطلوب خالد السبيت وأصيب اثنان هما راكان الصيخان وناصر الراشد، وجميعهم على قائمة ال26. كما فرت مجموعة كانت داخل المنزل، واستشهد رجل أمن يدعى غدير القحطاني وأصيب أربعة آخرون.
وكان الصيخان والراشد لقيا حتفيهما بعد إصابتهما نتيجة عدم توافر الرعاية الطبية، فالأول أصيب بطلق ناري في صدره والآخر في ساقه، ما أدى إلى التهاب شديد تطور إلى حالة غرغرينا. ودليلاً على إمعانهم في غيّهم قام الإرهابيون ببتر ساقه بواسطة منشار كهربائي بطريقة بدائية، وقُبض على خمسة ممن شاركوا في هذه العملية.
واستشهد أربعة من رجال دوريات أمن الطرق برصاص مسلحين إرهابيين على طريق الرياض ? القصيم السريع في مكانين مختلفين قرب مركز أم سدرة 280 كلم شمال الرياض. وضبطت قوات الأمن سيارتين مفخختين بزنة 2827 كلغ من مادة الأمنول شديدة الانفجار، كانتا معدتين لتنفيذ عملية إرهابية في 13 أبريل.
تفجير مقر الأمن العام
عاد الإرهاب مجدداً إلى السعودية بعد عمليتين مختلفتين في التوقيت والمكان. ففي 21 أبريل 2004 فجر عبد العزيز المديهيش ومحمد الفراج نفسيهما بسيارة مفخخة مستهدفين تجمع إدارات الأمن العام في حي الوشم في الرياض. وخلفت العملية استشهاد 11 شخصاً وإصابة أكثر من 200 عسكري.
وفي 22 أبريل 2004 قتلت قوات الأمن في جدة ثلاثة إرهابيين هم: أحمد الفضلي، خالد القرشي، ومصطفى المباركي. وفجر طلال العنبري نفسه بحزام ناسف بعد أن ضيق عليه الخناق في إحدى البنايات السكنية في حي الصفا، وجميعهم مطلوبون على قائمة ال26. وفي 25 أبريل 2004 حاصرت الأجهزة الأمنية أربعة من المطلوبين في شعيب الحيسية في منطقة العمارية 35 كلم شمال غربي الرياض.
وفي أول عملية من نوعها قام أربعة إرهابيين جميعهم قتلوا في أيار مايو 2004 بالدخول إلى إحدى الشركات مستفيدين من التصاريح التي يحملونها بحكم وضعهم الوظيفي، وقاموا بإطلاق النار على خمسة غربيين، اثنان من الجنسية الأميركية وبريطانيين وأسترالي واحد، فأردوهم قتلى. فيما استشهد رجل أمن واحد وأصيب في الموقع 18 فرداً.
وفي 21 مايو 2004 تمكنت قوات الأمن من قتل أربعة مطلوبين وإصابة خامس بجروح خطرة، بعدما تم رصدهم في إحدى الاستراحات في منطقة خضيرة التابعة لمدينة بريدة في منطقة القصيم. وقتل في المواجهة رجل أمن وأصيب ثلاثة آخرون.
وبعد يوم واحد اتبع أفراد تنظيم"القاعدة"في السعودية نوعاً آخر من العمليات الإرهابية والعبث بأمن الدولة، فأطلقوا النار على مواطن ألماني يدعى دنكل هيرمان بعد إنهائه عملية بنكية من أحد المصارف في حي الحمراء شرق الرياض.
وفي الخبر هاجم أربعة مسلحين إرهابيين قبض على أحدهم في حزيران يونيو 2004 إحدى الشركات في المنطقة الشرقية مطلقين النار بشكل عشوائي، توجهوا بعدها إلى تجمع الواحة السكني مهددين السكان، ونتج من ذلك مقتل عدد من أفراد الجاليات الأجنبية وإصابة آخرين.
وفي السابع من يونيو الماضي قُتل في حي نمار جنوب حي السويدي غرب الرياض مصور صحافي أيرلندي يعمل لحساب"هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي وجرح زميله البريطاني فرانك غاردنر، أثناء عملهما على إنتاج برنامج عن الإرهاب في السعودية. ففي خلال تصويرهما على مقربة من المكان الذي قتل فيه المطلوب الرقم 6 على قائمة المطلوبين ال26 إبراهيم الريس في ديسمبر 2003 تعرّض الصحافيان لإطلاق نار مباغت.
وبعد يومين أطلق مسلحون الرصاص على روبرت جاكوب 44 عاماً أميركي الجنسية، الذي كان يعمل في شركة"فينيل"الأميركية التي تتولى تدريب قوات الحرس السعودي، أثناء دخوله منزله عائداً من مقر عمله في حي الخليج في الرياض.
وفي 13 يونيو قتل أميركي آخر يدعى كينيث سكروز في حي الملز وسط الرياض على أيدي مسلحين لاذوا بالفرار. وبعد أقل من ساعة على الحادث رصدت السلطات الأمنية سيارة تعود للمقيم الأميركي بول جونسون الذي كان اختطف من جماعة مسلحة كرهينة أثناء عودته إلى مكان سكنه. وكان مسلحون قاموا باختطافه عند نقطة تفتيش وهمية وضعوها بمحاذاة سور جامعة الإمام محمد بن سعود في العاصمة السعودية على بعد نحو 700 متر من البوابة الرئيسة للمبنى. ونُحر الرهينة جونسون بعد 72 ساعة من إعلان اختطافه عبر شبكة"الإنترنت".
وبعد إعلان الخاطفين نحر الرهينة وجهت السلطات السعودية ضربة موجعة إلى الإرهابيين، فقتلت الزعيم الثالث لتنظيم"القاعدة"في السعودية عبدالعزيز المقرن وساعده الأيمن فيصل عبدالرحمن الدخيل وهما من ضمن المطلوبين على قائمة ال26، إضافة إلى تركي فهيد المطيري وإبراهيم عبدالله الدريهم، وذلك إثر رصدهم في إحدى محطات الوقود في حي الملز وسط الرياض. ونتج من العملية استشهاد رجل أمن وإصابة اثنين آخرين. كما تم القبض على 12 شخصاً ممن يشتبه بأن لهم صلة بتلك الحوادث.
فتح باب العفو
أعلن خادم الحرمين الشريفين في 23 يونيو 2004 عن فتح باب العفو والعودة إلى الرشد لكل من ارتكب جرماً باسم الدين من أفراد الفئة الضالة. وحدد ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز صلاحية العفو بشهر واحد من تاريخ إعلانه. وبنتيجته قام عدد من المطلوبين بتسليم أنفسهم وهم: صعبان بن الشهري، عثمان هادي آل مقبول العمري المطلوب رقم 21 على قائمة ال26، خالد بن عودة الحربي الملقب ب"أبو سليمان المكي"، إبراهيم القايدي الحربي. كما استفاد فايز آل خشمان الدوسري وفوزان بن ناصر الفوزان من العفو الملكي فسلما نفسيهما قبل انتهاء المهلة بيومين.
ورصدت الجهات الأمنية سيارة تغادر منزلاً في حي الملك فهد شمال الرياض في يوليو الماضي، حيث اشتبكت مع من كانوا في داخلها، وتمت مطاردتهم حتى قتل صاحبها في حي القدس شرق الرياض ويدعى فهد بن دخيل القبلان. وعُثر على أسلحة ومتفجرات وعيادة طبية وأربع قذائف آر بي جي داخل المنزل. وبعد يوم واحد اقتحمت دورية أمنية منزلاً في حي الورود شمال الرياض وعثرت في داخله على أسلحة ومتفجرات وخرائط لشوارع الرياض وطرقها.
وبعد 21 يوماً رصدت الأجهزة الأمنية منزلاً آخر في حي الملك فهد واشتبكت مع من كانوا في داخله فقتلت عيسى بن عوشن المطلوب رقم 15 على قائمة ال26 ومعجب أبو رأس الدوسري، كما قبضت على حمد الحربي ومشعل الفراج وصالح الغيث، فيما لاذ بعض أفراد المجموعة بالفرار.
وفي 12 حزيران 2004 عثرت قوات الأمن على رأس الرهينة الأميركي بول مارشال جونسون الذي كان اختطفه الإرهابيون محفوظاً في ثلاجة، وضبطت كمية من الذخيرة الحية بينها صاروخ أرض - جو سام. وتم التحفظ على عائلة المطلوب صالح العوفي المطلوب على قائمة ال26 والذي لا يزال هارباً المكونة من زوجة وثلاثة أطفال.
وفي نهاية يوليو عثرت الأجهزة الأمنية على أسلحة ومتفجرات وقوالب شديدة الانفجار وقاذفتي آر بي جي وذخيرة كانت بحوزة مقيم قُبض عليه في أحد أحياء الرياض.
وفي الخامس من آب أغسطس الماضي قتلت قوات الأمن عبدالرحمن عبيدالله الحربي الذي بادر بإطلاق النار وإلقاء قنبلة يدوية على رجال الأمن الذين اشتبهوا به في منطقة المشاعر المقدسة في مكة المكرمة.
وسلم المطلوب الأمني عبدالله بن عبدالعزيز المقرن نفسه إلى السلطات السعودية بعدما قام بتأسيس خلية إرهابية في المنطقة الشرقية، سبق أن قبض رجال الأمن على ثلاثة من أعضائها في الثاني من أيلول سبتمبر الماضي.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من قتل مطلوب أمني واعتقال آخر، بعد أن ترجل الأول من السيارة التي كانت تقلهما على إثر مطاردة داخل الأحياء السكنية في بريدة في الثالث من أيلول سبتمبر 2004. وكانت دوريات أمنية رصدت في الليلة التي سبقتها سيارة تقل مسلحين من أحد المنازل في بريدة، حيث أطلقوا النار على رجال الأمن ولاذوا بالفرار، ونتج من ذلك استشهاد رجل أمن وإصابة ثلاثة آخرين. وتم العثور داخل المنزل على أسلحة وقنابل شديدة الانفجار وذخائر.
مسلسل القتل يعود
وعاد مسلسل قتل الأجانب على أيدي الإرهابيين من جديد، وكان المستهدف هذه المرة الفرنسي لوران باربو 40 عاماً الذي كان يعمل مهندساً إلكترونياً في مركز إصلاح السفن ضمن فريق شركة طومسون المتعاقدة مع البحرية السعودية. واخترقت رصاصتان الزجاج الأمامي لسيارته من طراز جيب متسوبيشي باجيرو بيضاء اللون وقتلتاه على الفور في شارع متفرع من شارع حراء التجاري، أثناء عودته بعد منتصف الليل إلى منزله الواقع في تجمع سكني بحي الزهراء شمال جدة في 26 سبتمبر الماضي.
وتمكنت السلطات السعودية في 12 أكتوبر 2004 من القضاء على عبدالمجيد عبدالله المنيع المطلوب رقم 18 على قائمة ال26، وهو أحد أعضاء اللجنة الشرعية المزعومة التي أصدرت فتاوى التكفير والتفجير. وفجر المنيع نفسه بعد محاصرة المنزل الذي كان في داخله في حي النهضة شرق الرياض، وقُتل اثنان آخران في العملية وهما عبدالحميد بن عبدالعزيز اليحيا وعصام بن مقبل العتيبي صاحب المنزل، وتم التحفظ على سبع نساء وطفل أطلق سراحهم بعد استجوابهم في 14 نوفمبر، وأصيب في الحادث سبعة من رجال الأمن بإصابات طفيفة.
واعتقلت السلطات السعودية مطلوباً أمنياً كان ينوي تأسيس خلية جديدة تابعة لتنظيم"القاعدة"في السعودية، في مدينة سدير 150 كيلومتراً شمال الرياض، وفي اليوم نفسه قبضت قوات الأمن على اثنين من المطلوبين أمنياً أصيب أحدهما بإصابة خفيفة بعد تبادل إطلاق النار في حي الخليج شرق الرياض في 16 أكتوبر الماضي.
وبعد يومين، تمكنت دوريات أمن الطرق من رصد مطلوبين على طريق حوطة بني تميم ? الدلم. فبعد الاشتباه بنوع السيارة وإيقاف سائقها، تمكن المرافق الذي كان متنكراً في زي امرأة من الفرار، واستمرت المطاردة لمسافة 60 كيلومتراً بحيث حاصرته الدوريات الأمنية وسلّم نفسه. وعُثر معه على قنابل يدوية وسلاح رشاش وذخيرة وأدوات تشريك وملابس نسائية بهدف استخدامها للتنكر.
وفي نهاية أكتوبر الماضي تمكنت قوات الأمن من القبض على ثلاثة من المطلوبين أمنياً والعثور على كبسولات تفجير كهربائية وقنابل شديدة الانفجار ورشاشات كلاشينكوف في أحد الاحياء السكنية المزدحمة في الرياض.
وأعلنت السلطات السعودية في 17 نوفمبر القبض على اثنين من المطلوبين أمنياً أحدهما مصاباً، وثلاثة من المشتبه بانتمائهم إلى خلايا متطرفة، وذلك بعدما تم رصدهم أثناء مغادرتهم أحد المنازل في حي القادسية متوجهين نحو منطقة صحراوية في مدينة عنيزة في منطقة القصيم 380 كيلومتراً شمال الرياض. وعُثر بحوزتهم على أسلحة وذخيرة وقنابل وأجهزة حاسوب واتصال ومبلغ 38 ألف ريال. واستشهد في المواجهة رجل أمن وأصيب ثمانية آخرون بجروح.
استهداف القنصلية الأميركية
في السابع من ديسمبر الماضي انتقلت ظاهرة الإرهاب في البلاد من قتل الأجانب إلى استهداف موقع القنصلية الأميركية في جدة، حيث قام خمسة من الإرهابيين قُتل أربعة منهم وقبض على آخر بعد إصابته بإلقاء قنابل متفجرة على بوابة القنصلية لحظة دخول إحدى السيارات، وتمكنوا من الدخول إلى محيط المبنى محاولين إحراق أحد المباني، كما قاموا بالاعتداء على الموجودين في الموقع. ونتج من ذلك مقتل خمسة من الموجودين داخل القنصلية وإصابة ثمانية، إضافة إلى استشهاد خمسة من عناصر قوى الأمن. وأوضحت"الداخلية"أن القتلى هم: فايز الجهني، وعيدالجهني، وحسين الحازمي، فيما لا تزال الإجراءات قائمة للتعرف على هوية الرابع.
وبعد أقل من 48 ساعة حققت الأجهزة الأمنية إنجازاً بقتل 11 إرهابياً، اثنان منهم على قائمة ال26، كانوا خططوا لتنفيذ عمليتين انتحاريتين في مواقع مختلفة بداية عام 2005. وأدت المتابعة الأمنية الدقيقة وقتها إلى كشف خيوط الخلية في إحدى محطات الوقود في حي الديرة، حيث قُتل شخص وقبض على آخر بعد إصابته، الأمر الذي دفع أفراد الخلية إلى الاستعجال بتنفيذ خمسة عمليات من بينها عمليتان انتحاريتان، استهدفت الأولى مقرّي وزارة الداخلية وقوات الطوارئ الخاصة في الرياض في 29 ديسمبر الماضي.
وانتقلت حركة الرصد الأمنية بعد دقائق من العملية الانتحارية إلى حي التعاون شمال الرياض، حيث تم دهم شقة سكنية اجتمع فيها سبعة مطلوبين جميعهم قتلوا كانوا يتأكدون من تنفيذ زميليهم الانتحاريين عمليتهما.
واصل رجال الأمن جهودهم في ملاحقة الإرهابيين في كل مكان.
وفي مايو الماضي تم إلقاء القبض على مطلوب أمني كانت السيارة التي في حوزة الإرهابيين مسجلة باسمه وله قضايا أخرى متعلقة في الإرهاب.
واعتقلت سلطات الأمن 18 إرهابياً 17 سعودياً وأفغاني واحد في مدينة الزلفي 280 كلم شمال الرياض، خلال عملية دهم بدأت في وقت متأخر من ليلة العاشر من مارس الماضي، وشملت مجموعة من الاستراحات في المدينة.
ونجحت المتابعة الأمنية الدقيقة في التضييق على الإرهابيين في مختلف مناطق المملكة، وتمكنت قوات الأمن بعد تطويقها أحد الأبنية في حي الربوة شمال غرب جدة في 13 مارس الماضي من قتل إرهابي والقبض على مطلوب بعد إصابته واثنين من مرافقيه، وأصيب في العملية مواطن وزوجته وبعض رجال الأمن.
وشهد حي الجوازات في الرس أقوى المواجهات بين رجال الأمن وخلايا من الفئة الضالة يفوق عددهم 20 إرهابياً كانوا مجتمعين في بناية سكنية. واستمرت المواجهات فترة 50 ساعة استطاعت الأجهزة الأمنية على إثرها أن تحصد رأس 14 إرهابياً، من بينهم قياديا"القاعدة"في السعودية آنذاك، سعود العتيبي والمغربي كريم المجاطي، وهما على قائمة ال26، كما تم القبض على خمسة بعد إصابتهم، واستسلم عنصر لرجال الأمن، فيما أدخل المستشفى 14 من عناصر قوى الأمن.
وبعد يومين فجر المطلوب رقم 25 في القائمة الثانية نفسه بحزام ناسف في حي الصناعية جنوب الرياض، بعد إصابته بنيران قوى أمن أثناء محاولته الهروب من منزل شعبي كان يختبئ في داخله، وقبض على المرافق الشخصي للمطلوب بعد إصابته، ونتج من ذلك إصابة خمسة من رجال الأمن.
التضييق على الإرهابيين
أعلنت"الداخلية"عن أنها قبضت على عبدالعزيز بن رشيد العنزي بعد إصابته في حي الروابي شرق الرياض، وهو مطلوب للجهات الأمنية وعضو في"اللجنة الشرعية"كان يستخدم أسماء مستعارة في النشر مثل"أخو من طاع الله"و"فرحان بن مشهور الرويلي"و"عبدالله بن ناصر الرشيد"، وكان مصدراً إعلامياً لخلايا الفئة الضالة.
وفي 21 أبريل الماضي تمكنت الأجهزة الأمنية من قتل اثنين والقبض على آخرين أثناء محاولتهم الهروب من أمام نقطة تفتيش لأمن الطرق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. وكانوا يستقلون سيارة، حيث جلس اثنان في المقاعد الأمامية بلباس الإحرام وتنكر آخران بملابس نسائية في المقعد الخلفي، وأثناء طلب رجل الأمن الأوراق الثبوتية هرب من في السيارة إلى حي السلامة في مكة، ونتج من العملية استشهاد رجل أمن وإصابة أربعة آخرون بجروح.
وفي مسلسل من نوع آخر، استهدف إرهابيون في 18 يونيو الماضي ضابط أمن سعودي برتبة مقدم كان يعمل في قسم التحقيقات في المباحث العامة، بعد أن أطلقوا عليه النار من سلاح رشاش أمام منزله في حي الشرائع بمكة المكرمة. وبعد ساعات من تنفيذ الجريمة حددت السلطات الأمنية القاتل ? بحسب تصريح وزير الداخلية ? وتحصن اثنان من الإرهابيين في مرتفع أرضي، حيث تبادلا من موقعهما إطلاق النار مع رجال الأمن وقتلا على الفور، وهما كمال فودة ومنصور الثبيتي.
وفي 28 يونيو الماضي فتحت وزارة الداخلية ملفاً ثالثاً يضم قائمة جديدة تتضمن 36 مطلوباً أمنياً، بينهم 15 مطلوباً داخل السعودية و21 في الخارج. وضمت القائمة أسماءً جديدة ظهر فيها جنسيات مختلفة، مغربية وموريتانية وتشادية وكويتية ويمنية.
وبعد أربعة أيام من إعلان القائمة، سلم المطلوب رقم 29 فايز إبراهيم أيوب 30 عاماً نفسه، وهو من ضمن الموجدين خارج المملكة.
وفي إنجاز جديد للسلطات الأمنية، قتل رجال الأمن المغربي يونس محمد الحياري الذي يعد من أخطر المطلوبين على القائمة، بحسب تعبير الأمير نايف بن عبدالعزيز، فبعد تنفيذ رجال الأمن عمليتي دهم متزامنتين لمنزلين في حي الروضة شرق الرياض في الثالث من يوليو الماضي، أمكن القبض على ثلاثة مطلوبين أمنياً، أحدهم أصيب واستسلم الآخران من دون مقاومة. وأصيب في الحادث ستة من رجال الأمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.