يشكو كثيرون من صعوبة الحصول على تأشيرات دخول عدد من الدول، بغرض السياحة خلال إجازة الصيف. ومع أن دول الاتحاد الأوروبي مثلاً تضع شروطاً موحدة للحصول على تأشيرة دخول لأي منها، إلا أن سفارات بعضها تسمح بالانتظار داخل السفارة بدل الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة. وفي المقابل يتجاهل مسؤولو سفارات أخرى معاناة مئات المصطفين أمامها يومياً. يقول خالد العجمي إنه كان ينوي قضاء إجازته في بيروت، إلا أن العدوان على لبنان، جعله يقرر السفر إلى باريس، على رغم علمه مسبقاً بالمعاناة التي تنتظره للحصول على تأشيرة دخول إلى فرنسا، على حد قوله. ويضيف أنه توجه العام الماضي إلى السفارة الفرنسية، بغرض الحصول على تأشيرة، لكنه بعد وقوفه لخمس ساعات في طابور طويل تحت شمس حارقة، أخبره الموظف المختص باستقبال الطلبات، أن صورته الشخصية المرفقة مع الطلب ليست مناسبة. ويقول:"لم تنجح كلمات الاستعطاف، في إقناع الموظف بأن يقبل الملف، على أن أزوده بالصورة المناسبة في اليوم التالي". أما ضيف الله الحربي فلم يثر استياءه الانتظار تحت الشمس والعطش والملل، بقدر ما أثار استياءه موظف أمن في السفارة الفرنسية كذلك. يقول الحربي:"كانت درجة الحرارة 48 بحسب ميزان حرارة السيارة، وهو ما جعلني أقف مع بعض المراجعين في ظل جدار السفارة، إلا أن أحد موظفي الأمن، أصر على أن نبعد نحو متر لدواع أمنية". ويضيف أنه عندما احتج لدى أحد موظفي السفارة على"ذلك التصرف المهين"، فوجئ بالأخير يقول له:"يجب أن تتعلموا النظام". ويشير الحربي إلى أنه قرر فوراً العدول عن فكرة السفر إلى فرنسا،"وعند مغادرتي الحي الديبلوماسي، استوقفني زحام خفيف أمام السفارة البريطانية، فقررت أن أجرب طلب الحصول على تأشيرة للسفر إلى لندن، فطلب مني الموظف المختص تعبئة النموذج وتسديد الرسوم، ولم يستغرق ذلك سوى ساعة ونصف الساعة، وتسلمت التأشيرة في اليوم نفسه". ويروي أحمد المغربي معاناته مع السفارة الإسبانية بقوله:"استقبلتني موظفة، ألقت نظرة سريعة على الملف، وطلبت مني تسديد رسوم التأشيرة نحو 170 ريالاً، ووضعت ختماً على جواز سفري، ثم أعادته لي، على أن أعود للحصول على التأشيرة بعد 12يوماً". ويضيف:"في الموعد المحدد، فوجئت بالموظفة تخبرني بأسفها لعدم منحي التأشيرة، رافضة الإفصاح عن سبب ذلك، فطلبت استعادة المبلغ الذي دفعته، إلا أنها أخبرتني أن الرسوم لا ترد". وعلى رغم رفضه إلقاء اللوم على أي من السفارات التي يعاني معها المواطنون والمقيمون الأمرين للحصول على تأشيرات الدخول، إلا أن كلام سعد العتيبي بدا ساخراً حين قال:"لم تجبر أي من تلك السفارات أحداً على مراجعتها أو الانتظار أمام أبوابها، وبالتالي لا يجب على من رغب في زيارتها التذمر، إذا واجه بعض المتاعب أو الصعوبات". ويضيف، أن الراغبين في الحصول على تأشيرة لزيارة اليابان يواجهون مصاعب أكبر، ويروي تجربة شخصية"عند مدخل السفارة، وجدت إجراءات أمنية، لم أشهد لها مثيلاً في سفارتي أميركا وبريطانيا، بلغت ذروتها حين أصر موظف الأمن على أن أخلع حذائي عند المرور من البوابة الالكترونية". ويشير العتيبي إلى أنه قرر التوجه إلى تونس، إلا أن خطته لم تكتمل، وقال:"على رغم بساطة إجراءاتها إلا أنني لم أتوقع قط أن تونس تشترط تأشيرة دخول، وفوجئت أن السودان أيضاً فرضت تأشيرة دخول على السعوديين، وهما ليستا الدولتين العربيتين الوحيدتين في هذا الشأن". وأنهى حديثه مداعباً:"هنيئاً لدبي، فقد وقع عليها الاختيار والقرار النهائي، وبالنسبة إلى الأعوام المقبلة، قد أتوجه إلى بعض الدول العربية، التي أشعر فيها أنني شخص مرحب به".