تشهد مدينة الرياض حالياً منافسة حامية بين محال العصائر الطبيعية وال"كافي شوب". واللافت أن محال العصائر اغتنمت فرصة حلول الصيف لتجد فيه فرصة تنقض فيه على محال ال"كوفي شوب"، من خلال افتتاح أكثر من 40 محلاً متخصصاً في أصناف العصائر الطبيعية. وهذا ما أدى إلى سحب البساط شيئاً فشيئاً من المطاعم وال"كوفي شوب". الا أن الأخيرة لا تزال تحافظ على المشروبات الباردة من انواع القهوة التي يزداد الطلب عليها في الصيف، الا أن هناك فرقاً واضحاً في الأسعار والدخل اليومي. وعلى رغم هذا الانطباع السائد حالياً إلا أن بعض اصحاب ال"كوفي شوب"لا يرون في افتتاح محال جديدة للعصائر تحدياً، انطلاقاً من تخصص كل في مجاله. ويقول مدير احد محال ال"كوفي شوب"المشهورة والمنتشرة في الرياض محمود عثمان إن"محالنا تتمسك بتخصصها فقط من خلال تقديم أنواع القهوة سواء الساخنة او الباردة ولا تقدم عصائر طازجة لقلة الطلب عليها، خصوصاً أن زبائننا يأتون ليحتسوا القهوة لا العصير، ونحن نعمل انطلاقاً من المقولة الشهيرة:"اعطِ الخباز خبزه حتى ولو أكل نصفه". وعن مدى تأثر محال ال"الكوفي شوب"بالمنافسة، قال:"لم تتأثر كثيراً لأن محال ال"كوفي شوب"تستقطب عدداً كبيراً من أطياف المجتمع سواء في أقسام العائلات أو الشباب، حتى أصبحت ملتقى للجميع من دون استثناء، وفي فترة الصيف يكون الاقبال كبيراً على القهوة الباردة مع الآيس كريم أو بدونه". وما يؤكد كلام محمود هي الدراسة التي تحدث عنها مالك عدد من محال ال"كوفي شوب"فضل عدم ذكر اسمه، وأظهرت أن الدخل السنوي لمعظم المقاهي وال"كوفي شوب"يزيد على 100 مليون ريال وأن هذا الرقم في ارتفاع متزايد. وفصلت الدراسة، التي أجريت العام الماضي، وتركزت على حجم استهلاك القهوة، توزيع الاستهلاك بحسب المناطق، وجاءت على النحو الآتي: الرياض 25 في المئة من جانب الاستهلاك وعدد المحال، والمنطقة الغربية تشكل 25 في المئة، والشرقية كذلك، بينما يشكل الربع الأخير من النسبة باقي مناطق السعودية. وتوقع أن يصل عدد المقاهي في السعودية إلى 2000 مقهى بمختلف الدرجات، سواء تحمل علامات تجارية عالمية أو ذات سمعة محلية أو محال بسيطة، ولا ننسى انتشار عدد كبير منها في محطات الوقود والطرق السريعة، وكذلك مراكز التسوق والفنادق والشركات وغيرها، وهي عبارة عن أكشاك صغيرة أو محال ذات مساحة كبيرة، مؤكداً أن الدراسة ذكرت أن مقاهي الرياض تستهلك 15 طناً من البن شهرياً، وأن هذا الرقم قابل للزيادة بسبب ازدياد افتتاح المقاهي وتوفير كل الخدمات لاستقطاب أكبر عدد من العملاء والزبائن. وفي المقابل يرى المستثمرون في محال العصائر أن قطاعهم يستقطب زبائن كثراً وله مكانته في السوق. وقال مالك محل للعصائر الطبيعية سعد السليمان"إن إقبال السعوديين والمقيمين ارتفع في الآونة الأخيرة على العصائر بمختلف أنواعها الطبيعية، خصوصاً ان محال العصائر توفر يومياً كميات كبيرة من الفواكه الطازجة من السوق المركزي استعداداً لطلبات الزبائن وتوصيلها لهم". وعن الأسعار قال:"تبدأ من 7 ريالات إلى 25 ريالاً، والسعر في محال العصائر أغلى سعراً من المطاعم، لأن عصائرنا طازجة ولا يمضي عليها يومان أو أكثر". وعن المنافسة مع محال ال"كوفي شوب"قال:"بالنسبة للمقارنة مع محال ال"كوفي شوب"لأن منتوجاتها أعلى سعراً من منتوجاتنا وعصائرها ليست طازجة بل من العصائر الجاهزة". وأضاف السليمان،"أكثر زبائننا من الرياضيين والشباب بشكل عام والنساء، ولهذا تتمركز أكثر محال العصائر بالقرب من الأندية الرياضية، وأماكن مزاولة رياضة المشي، وكذلك المجمعات التجارية، وأعتقد أن الوعي الحاصل في المجتمع هو دليل واضح على مدى الإقبال على العصائر الطازجة لما تحمله من فوائد وفيتامينات ضرورية للشخص وخلال الفترة الماضية حققت بعض المحال أرباحاً خيالية جراء الإقبال على عصائرها، والنكهات الخاصة بالخلطات من الفواكه مع الآيس كريم وقطع الفواكه، ويختلف الدخل اليومي على حسب الطلبات للحفلات والمناسبات الكبرى والموقع، فبعضها لا يقل دخله اليومي عن خمسة آلاف ريال، وبعضها الآخر يكون أقل بحسب الموقع، أما في ما يتعلق بموسم الإقبال فهو فصل الصيف الذي يتضاعف عدد الزبائن كثيراً على عكس فصل الشتاء".