شهدت المصارف في المنطقة الشرقية ازدحاماً مألوفاً في أول يوم للاكتتاب العام، على 30 في المئة من رأسمال شركة البحر الأحمر لخدمات الإسكان، البالغ 300 مليون ريال، بقيمة 58 ريالاً للسهم الواحد، بعد إضافة 48 ريالاً علاوة إصدار وبخفض الحد، الأدنى للاكتتاب الى عشرة أسهم ما يبلغ 580 ريالاً للمكتتب الواحد، على ألا يزيد الاكتتاب لكل فرد على 25 ألف سهم. ويستمر لمدة عشرة أيام، تنتهي في 21 آب أغسطس الجاري. ويتنافس نحو عشرة ملايين مكتتب في السعودية على أسهم الشركة البالغة تسعة ملايين سهم فقط، وهو ما يمثل 30 في المئة من رأسمال الشركة، التي عمدت إلى خفض الحد الأدنى للاكتتاب إلى 10 أسهم بدلاً من 50 سهماً، رغبة منها في استقبال اكبر قدر من طلبات الاكتتاب من المواطنين، وفتح المجال أمام الجميع للمشاركة في الاكتتاب بعد إضافة علاوة الإصدار. وأبدى عدد من المكتتبين انزعاجهم من قيمة السهم، الذين قالوا إن الشركة بالغت في احتساب علاوة الإصدار، التي قدرت بنحو 49 ريالاً للسهم، على رغم تبريرات رئيس مجلس إدارة الشركة ماجد القصيبي أخيراً، بأن سعر السهم البالغ 58 ريالاً مدعوم بقوة أرباح الشركة عبر السنوات المتتالية، والنمو الكبير في فرصها المستقبلية ومشاريعها المقبلة والأرقام تؤكد ان مكرر الربح للسهم اقل بكثير من متوسط مكرر الربح للسوق، إذ يبلغ مكرر الربح لسهم الشركة وفقاً لنتائج السنة الماضية 14 مرة، بينما يبلغ متوسط مكرر الربح في السوق 23 مرة، مشيراً إلى ان النتائج المالية للعام 2006، أظهرت ارتفاع صافي أرباحها بنسبة 28 في المئة، ليصل هامش الربح إلى 29.7 في المئة، إذ حققت الشركة إيرادات تصل إلى 420.6 مليون ريال، وصافي أرباح 124.9 مليون ريال. وقال المحلل المالي ناصر المير، إن الشركة ستبيع تسعة ملايين سهم للمكتتبين بنحو 531 مليون ريال، بما يعني أن الشركة لو وزعت أرباحها المعلنة، على 30 في المئة من أسهمها فقط، فإن كل سهم سيحظى بنحو 23 هللة، وهذا رقم غير مغرٍ للمستثمرين. وقال إن اكتتاب أكثر من تسعة ملايين شخص في الشركة، سيجعلها تلجأ الى هيئة السوق المالية للقيام بعملية التخصيص، إذ أعلنت الشركة أن عملية التخصيص ستتم على توزيع 10 أسهم لكل مكتتب كحد أدنى، على أن يتم تخصيص بقية الأسهم ان وجدت على أساس النسبة والتناسب وفي حال تجاوز المكتتبين 900 ألف مكتتب، ستكون عملية التخصيص بالتساوي على عدد المكتتبين، وفي حال تجاوز المكتتبين عدد الأسهم سيكون التخصيص حسبما تقرره الهيئة، وفي هذه الحال ستكون هناك كسور، وسيتضح هذا في 28 من الشهر الجاري، الذي حددته الشركة لعملية التخصيص، كما سيتم رد الفائض إن وجد خلال أيام من إعلان التخصيص. وأضاف، أن قسماً كبيراً من المكتتبين قد لا يقومون بالاكتتاب، لتوقعهم ان المردود منها قليل جداً ولا يستحق العناء الذي يواجهونه في عملية الاكتتاب والبيع، خصوصاً مع تخصيص سهم أو سهمين لكل مكتتب. وقال إن معظم الأحاديث تدور حول عدد الأسهم التي سيتم تخصيصها مع إقبال كبير مشابه للإقبال الذي شهدته"إعمار"، التي تعتبر الأكبر في تاريخ الاكتتابات السعودية. من جهته، قال محمد التركي مكتتب إن عملية الاكتتاب لم تشهد زحاماً يذكر على رغم أن البعض توقعوا ان تتم تغطية المبلغ المراد للاكتتاب في أول يوم، وهو مقارنة بشركة إعمار المدينة الاقتصادية، التي شهدت إقبالاً منقطع النظير، إذ تمت تغطية الاكتتاب في شكل كامل منذ أيامه الأولى، وأضاف، أن الاكتتاب عبر الانترنت والصراف الآلي خفف في شكل كبير من الزحام في عمليات الاكتتاب، ما سهل عملية الاكتتاب للجميع خصوصاً في الذين لا يريدون الوقوف في طوابير طويلة، وفي المحصلة النهائية يحصلون على مبالغ ضئيلة جداً لا تستحق العناء. يذكر أن البنوك المحلية كافة تشارك في عملية الاكتتاب، وذلك بمشاركة 1350 فرعاً وإمكان الاكتتاب عن طريق الصرافات الآلية والهاتف المصرفي والخدمات الالكترونية المطروحة من البنوك، وذلك لتسهيل عملية الاكتتاب لجميع المواطنين، ويدير الاكتتاب البنك السعودي الهولندي.