كانت الشركات والمؤسسات هي"نجم"الفترة الصباحية في حملة التبرعات في محافظة جدة، خصوصاً العينية منها، واكتظ مركز المعارض التابع لغرفة تجارة وصناعة جدة بالناقلات والشاحنات لتفريغ حمولتها من المواد الغذائية والأدوية والخيام. حضور المواطنين والمقيمين كان محدوداً، نظراً إلى تزامنه مع مواعيد عمل الموظفين سواءً في المؤسسات الحكومية أو الشركات الخاصة، ولكن ذلك لم يمنع حضور نماذج تفاعلت مع الحدث باكراً، ولو لم يكونوا من سكان عروس البحر. أحمد الشهراني، مواطن سعودي وهو من أبناء المنطقة الجنوبية، قدم أول من أمس من مدينة أبها، حرصاً على المشاركة في حملة التبرعات لمساعدة"إخواننا المنكوبين في لبنان"بحسب تعبيره. ويقول:"مطلوب منا المشاركة كل بحسب استطاعته ولو كان التبرع شيئاً بسيطاً". لكن الملاحظ هو كثافة حضور الجالية اللبنانية، خصوصاً أن القنصلية العامة، مقرها جدة، تزامنت حلمتها مع الحملة السعودية التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإطلاقها في المناطق السعودية كافة. ويقول عميد الجالية اللبنانية في جدة سمير كريدية:"بعد موافقة الجهات المسؤولة في السعودية مشكورة، باشرت القنصلية العامة للبنان في السعودية بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة جدة وجمعية الهلال الأحمر السعودي وهيئة الإغاثة الإسلامية، وبالتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء اللبناني ووزارة الصحة اللبنانية". وأضاف:"جهزنا مركز المعارض في موقع في محافظة جدة لجمع التبرعات والمساعدات العينية من التجار والمواطنين يستقبل المساعدات على مدى 10 أيام من الساعة العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساءً". مشيراً إلى أن الحاجات التي يتطلب تجهيزها تشمل ثلاثة أقسام، هي: المساعدات الطبية من أدوية ومستلزمات طبية، والمساعدات غذائية، والمواد الأخرى مثل مولدات الكهرباء والخيم. ولفت كريدية إلى تفاعل التجار والشركات باكراً مع هذه الحملة من اليوم الأول فأرسلوا أكثر من 20 شاحنة محملة بتبرعات ومساعدات متنوعة في ساعات النهار الأولى. مشيراً إلى أن القنصلية اللبنانية أرسلت أول من أمس من طريق الطيران السعودي شاحنة محملة بالمساعدات الطبية من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية. وعن آلية وصول المساعدات إلى المتضررين في لبنان قال كريدية سننسق مع هيئة الإغاثة اللبنانية لإرسال المساعدات الغذائية بطريقة السلات الغذائية، وهناك عدد من الطرق بإمكاننا إيصال المساعدات من خلالها، فحين اكتمال المساعدات، يتم إرسالها إلى مطار لبنان مباشرة إذا سمحت الأوضاع الجوية، أو إرسالها إلى دمشق، ومن هناك يتم إرسالها عبر الحدود الشمالية مع سورية، ومن الممكن بالنقل البحري إلى ميناء بيروت شريطة أن يؤمن الطريق إليها من دون احتمال تعرضها لأي عدوان إسرائيلي. وأعلن البنك الأهلي عن تبرعه بمبلغ مليوني ريال لأبناء الشعب اللبناني، وذلك استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للوقوف معهم ومساعدتهم في الأزمة الحالية التي يتعرض لها لبنان الشقيق من جراء العدوان الإسرائيلي. أعلن ذلك رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي عبدالله باحمدان الذي أشار إلى أن مساهمة البنك في هذه الحملة الخيِّره تأتي في إطار الأيادي البيضاء للمليك حفظه الله وتأكيداً لتضامن الشعب السعودي مع قيادته. وأضاف باحمدان أن الحكومة السعودية باقية دائماً في مساندة الأشقاء ودعم الأعمال الإنسانية وهو نهج تتبناه قيادتنا الرشيدة لإدراكها حجم الضرر الذي يتعرض له أشقاؤنا في لبنان.