غيب الموت الأديب والصحافي غالب حمزة أبوالفرج يوم السبت الماضي، أحد رموز الأدب والصحافة في المملكة عن 79 عاماً. أبوالفرج عمل على إثراء الأدب السعودي بالعديد من الكتب، التي شكلت محطة خاصة في تطور الرواية والقصة القصيرة. كما تمثل حياته في الصحافة السعودية مرحلة مهمة، تميزت بصناعة دور عميق ومؤثر للإعلام في معالجة قضايا المجتمع. هنا شهادات حول تجربتيه الأدبية والإعلامية. رضا لاري: منفتح وحضاري - غالب أبوالفرج - رحمه الله - علمٌ من الأعلام السعودية المخضرمة، جمع بين الأدب والصحافة والإعلام. تسلم مناصب عدة، أولها المدير العام للمطبوعات في وزارة الإعلام، كما ترأس التحرير في صحيفة"البلاد"، ثم صحيفة"المدينة". رجل بكل ما تعني الكلمة من معانٍ، يحمل في أعماقه قلبًا طيبًا، وعلى جسد ذاكرته فكر ثري منفتح على العالم بأسلوب حضاري. ويتعامل مع زملائه باحترام، ويملك رغبة جامحة في مساعدتهم، مهنياً أو شخصيًا. مشواره حافلٌ بالعطاء، حيث قدم مجموعة منوعة وكبيرة جداً من القصص القصيرة، التي كانت تعالج أوجاع المجتمع وقضاياه، بأسلوب قصصي جميل، إذ أنار الطريق لأناس كثيرين. وكان من الإعلاميين المخضرمين الذين تركوا بصمة حضارية في تاريخ الصحافة والإعلام والأدب. قينان الغامدي: كان يكتب بأكثر من اسم عرفته من خلال رئاسته لتحرير صحيفة"المدينة". كان يكتب بأكثر من اسم وكتاباته متعددة في العدد الواحد، لغناه الفكري والثقافي. قرأت له بعضاً من إنتاجه المميز في القصة والرواية، كما كان له دور كبير في الثقافة والصحافة والإعلام. أحمد عبدالوهاب آشي: مواقف صعبة فُجعنا بوفاة أحد رموز الصحافة السعودية غالبٌ أبوالفرج - عقب معاناة طويلة مع المرض - بعد أن ترك بصمة واضحة في مشوار صحيفتين رائدتين البلاد والمدينة، إذ سجل مواقف صعبة في بعض القضايا، سواء أكان على الصعيد الداخلي أم الخارجي، ما زالت شاهدة على عصره، كونه من رجال الإعلام السابقين والقصصيين، الذين لا يُشقُ لهم غبار في دنيا القصة الاجتماعية أو الإنسانية أو الموروثات. وكان مدافعاً عن فكره وقلمه، لا يرضخ لأحد، ما أدخله في مشادات مع أحد المسؤولين على خلفية إحدى قصصه. رحم الله الفقيد وعوض الصحافة والإعلام عنه بكل خير. ناصر الشهري: قامة أدبية وإعلامية عرفته عن قرب كمدير تحرير لصحيفة"البلاد"لفترة من الزمن، فوجدت صحافياً مخضرماً، وإعلامياً قديراً، وأديباً له فكر ثري ومنطلقات تنم عن تجربة طويلة في صناعة الكلمة، وصياغة الحرف بأبجدية أدبية رائعة، وبقدر ما كان أبوالفرج - رحمه الله - تصادمياً في كثير من المناسبات وفي كثير من المواقف، إلا انه كان يمتلك قلباً طيباً، لا يعرف الحقد له طريق، وفكراً أدبياً ترك بصمات ستظل تروي قصة علم بارزٌ في الإعلام السعودي، له تاريخ من العمل الأدبي المميز، الذي تم تكريسه في المناهج المدرسية. ويُعتبر من القلائل الذين حظوا بهذا التقدير اعترافاً بحجم ثقافته وإبداعه. يمتلك قدرة كبيرة على الإبداع الفكري والثراء الإنساني، إننا فقدنا قامة ثقافية وأدبية كبيرة في الوسط الأدبي خصوصاً، وفي الوسط الإعلامي والصحافي عموماً، ولكنه رجل لم يُعط حقه من الإنصاف. وبالتأكيد سيتحدث عنه الكثير في هذه المرحلة، وكنت أتمنى أن يُكرّم قبل رحيله، ولكننا على ما يبدو أننا مجتمع دفّان نتحدث عن الناس ونكرمهم بعد رحيلهم. هند باغفار: قدم الكثير لجيل بأكمله يعتبر غالب أبو الفرج من جيل الرواد في الرواية السعودية، حين أضاءوا شموعهم في طريق مظلم طويل لينيروا الدرب للآخرين. وغالب رجل منفتح الفكر والقلب في آن واحد. عرفته عبر الإعلام، فرأيت فيه قامة ثقافية وإعلامية كبيرة. أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام بأن يكرموا هذا الرجل، الذي قدم معطيات أدبية وثقافية وإعلامية في سبيل جيل بأكمله.