غاب سيناريو تزاحم المواطنين وتدافعهم أمام بوابات المصارف المحلية، بصورة مفاجئة أمس مع بدء الاكتتاب في أسهم شركة إعمار المدينة الاقتصادية مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. فالمشهد الذي اعتاد السعوديون على تسجيله مع كل شركة جديدة تطرح للاكتتاب العام، تحول بصورة كبيرة لتتم إجراءات الاكتتاب بشكل منظم وسريع. ويرجع المراقبون ذلك، إلى ارتفاع وعي المكتتبين باستخدام وسائل التقنية في الاكتتاب، بدلاً من التوجه المباشر نحو فروع المصارف المحلية. وبحسب مصادر مصرفية فإن اليوم الأول للاكتتاب سجل إقبالاً كبيراً من المساهمين، مع توقعات أن تشهد الأيام المقبلة ارتفاعاً في وتيرة الإقبال، نظراً إلى توافر هوامش حقيقية للربح والاستفادة من الاكتتاب. وعلى رغم التجهيزات التي اعتادتها المصارف من خلال فروعها المنتشرة في محافظة جدة لاستقبال المواطنين، إلى جانب عدد من المخيمات ليتم فيها الاكتتاب، إلا أن غالبية المساهمين توجهوا إلى الاكتتاب من خلال الصرافات الآلية أو من طريق الهواتف المصرفية للبنوك. ومن المنتظر أن تعمل شركة إعمار المدينة الاقتصادية على إعادة فائض الاكتتاب في حالة وجوده في الثامن من آب أغسطس 2006، وينظر المكتتبون هذا الفائض لترتيب له في دخول الاكتتاب التالي بحسب جدولة هيئة سوق المال، من خلال إعلانها عن أربع اكتتابات ستتم قبل نهاية هذا العام، والتي رأى المراقبون فيها بأنها ستعيد توازن سوق الأوراق المالية، وترفع من القيمة السوقية للمؤشر متى ما أدرجت تلك الشركات بعد الانتهاء من الاكتتاب والجدول الزمني الذي تم الإعداد له. وكانت هيئة سوق المال السعودية وافقت على طرح شركة إعمار المدينة الاقتصادية 255 مليون سهم عادي أي ما يعادل 30 في المئة من حجم رأسمالها للاكتتاب العام، إذ حدد سعر السهم بعشرة ريالات.