يستعيد السعوديون اليوم إنجازات عام كامل، منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، بكثير من الولاء، وكثير من الشكر لله والدعاء أن يحفظ البلاد وأهلها، وأن يديم عز ولاة أمرها. السعوديون استشرفوا ملامح هذا العام منذ اليوم الأول، وهم يتوافدون إلى قصر الحكم لمبايعة ملكهم وولي عهده، عندما خاطبهم الملك قائلاً:"الحمل ثقيل والأمانة عظيمة... وأطلب منكم مساعدتي في المسؤولية". عرف السعوديون بعد أن خاطبهم ملكهم بعد مبايعته مباشرة، أنهم أمام متغيرات جذرية في التعامل مع الأشياء على الأصعدة كافة، وهم أدركوا ذلك منذ أن أطلق الملك عبدالله، عندما كان ولياً للعهد، مشروع الحوار الوطني، وفتح لهم آفاقاً جديدة من التخاطب حول همومهم السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، وقبل ذلك، عندما فتح خادم الحرمين الشريفين، عندما كان ولياً للعهد أيضاً، ملف الفقر والفقراء، من خلال زيارته المشهورة للأحياء الفقيرة، وكان الحديث عن الفقر يتم قبل ذلك على استحياء. دشّن الملك عبدالله عهده بكلمة واضحة المضامين والأهداف، ترمي إلى تحسين الأداء السياسي والتعليمي والثقافي، واعتماد الشفافية وتغليب الحوار والقضاء على البيروقراطية، ولأنه الملك عبدالله يعلم أن هذا البرنامج السياسي الشامل لا يمكن أن يصبح واقعاً ملموساً، إلا إذا واكبه أداء اقتصادي وطني يحمي المكتسبات، نجد أن الملك عبدالله اتجه، ومنذ البداية، إلى تحسين الأداء الاقتصادي، من خلال العمل على تنويع مصادر الدخل الوطني، وتفعيل ما هو قائم من مؤسسات اقتصادية، ودعم الشركات الوطنية، والعمل على تحسين فرص عمل المشاريع المتوسطة والصغيرة. وليس بعيداً من تحسين أداء الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل، وفتح آفاق جديدة، وتوفير فرص عمل أكثر، أن قام الملك عبدالله بجولات على مناطق عدة في المملكة، تفقّد خلالها مواطنيه ووقف على حاجاتهم، ودشّن عدداً من المشاريع التنموية، وأعلن عن إنشاء مدن اقتصادية في المناطق التي زارها كافة. كان الملك عبدالله، ولا يزال، قريباً من نبض شعبه منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم، وربما قبل ذلك، لهذا التفت إلى الداخل، وأمر بتحسين المستوى المعيشي لمواطنيه من خلال منحهم زيادة في الرواتب مقدارها 15 في المئة، تشمل كل القطاعات، وهو ما حفز القطاع الخاص على مواكبة الأداء الحكومي المتسارع نحو المستقبل، فمنح هو الآخر العاملين فيه زيادات متفاوتة في الرواتب. وقبل أن يجف حبر القرار الأول - قرار زيادة الرواتب - كان الملك عبدالله يأمر بخفض أسعار المحروقات. كما أكد ضرورة استغلال زيادة الدخل الناتجة من ارتفاع أسعار النفط الاستغلال الأمثل، الذي يرفع من مستوى معيشة المواطن، وكذلك استكمال وتمتين البنى التحتية في المناطق كافة. الملك عبدالله وولي عهده لم يأخذهما الداخل عن استكمال الدور الريادي للمملكة عالمياً، ففي الوقت الذي استقبل فيه الملك عبدالله رؤساء وقادة دول فاعلة في المجتمع الدولي، مثل: الصين، فرنسا، النمسا، راح ولي عهده يمتن علاقات بلاده السياسية مع دول الشرق الآسيوي، ويفتح أبواباً جديدة وآفاقاً أرحب للاقتصاد الوطني والمنتج المحلي، في بلدان أذهلت العالم بأدائها الاقتصادي، مثل: اليابان وسنغافورة وماليزيا وغيرها. يعلم الجميع أن من أهم معوقات التنمية في أي بلد من بلدان هذا العالم، مقدار المشكلات الأمنية التي يواجهها هذا البلد أو ذاك، وحجمها، والمملكة ليست استثناء من هذا العالم الذي يجتاح الإرهاب جهاته الأربع، لكنها تمكنت من أن تكون استثناء فردياً، لجهة أن الإرهاب لم يستطع إيقاف عجلة التنمية، وكما كان الملك عبدالله واضحاً وصريحاً في مطلع الألفية الثالثة، عندما طلب من شعبه"شد الأحزمة"، صارح شعبه، مرة أخرى، عندما قال لهم:"سنلاحق الفئة الضالة ولو ثلاثين سنة"، قال هذا في الوقت الذي تمكّن فيه من إعطاء بلاده المقعد رقم 149 في منظمة التجارة العالمية. نعم، ملك أحب شعبه فأحبوه، بادلهم الإحساس وبادلوه الولاء والانتماء. ملك لا ينام ملء عيونه وبين شعبه محتاج. نعم، ولي عهد يحب الشعب ويحبه الشعب، يتلمس حاجاتهم ويقرأ مطالبهم، انه إحساس القيادة السعودية لا غير. لهذه الإنجازات كلها، والعطاءات المتواصلة، لا بد لأية صحيفة تخدم الإنجاز وتقدره، من أن تقف إجلالاً واحتراماً، ولهذا قررنا في"الحياة"أن نفتح ملف"365 يوماً في حياة الشعب السعودي بعد مبايعة عبدالله ملكاً وسلطان ولياً للعهد". [email protected]