لم يتبق في لبنان من السعوديين سوى الديبلوماسيين وأسر بعضهم، بمن فيهم أسرة السفير نفسه، بحسب ما أكده السفير السعودي في لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجه. وقال:"بقيت أسرتي، وعائلات زملاء آخرين، بعدما رفضت المغادرة وفضلت البقاء معنا"، لافتاً إلى إجلاء عائلات غالبية العاملين في السفارة السعودية في بيروت خلال الأيام الماضية. وأكد خوجه ل"الحياة"أن السفارة أجْلت أمس 500 من رعاياها من لبنان إلى سورية، ليرتفع العدد الإجمالي للذين نُقلوا عبر السفارة منذ بداية العدوان الإسرائيلي إلى 7500 سعودي. وأضاف أنه أُجليت غالبية السياح السعوديين"أستطيع القول أن 99 في المئة منهم أُجلوا، وليس هناك في السفارة مواطن واحد، جميعهم غادروا". وعمّا إذا كانت هناك خطة لإجلاء الديبلوماسيين السعوديين من لبنان في حال تفاقمت الأزمة الحالية اكتفى خوجه بالقول:"نتمنى إلا نصل إلى هذه المرحلة". ولفت إلى أن موظفي السفارة أجروا اتصالات ببعض السعوديين الموجودين في لبنان للاطمئنان عليهم ونصحتهم بالمغادرة، موضحاً أن غالبية هؤلاء ليسوا سياحاً بل"يسكنون في منازل يملكونها في المناطق الجبلية الشمالية". وشدد على أن السفارة لا تملك الحق في إجبار رعاياها على المغادرة،"السفارة تفتتح أبوابها منذ الصباح الباكر لاستقبال السعوديين الراغبين في المغادرة إلى سورية، ولا تجبر أحداً على المغادرة"، مضيفاً أن تسيير الحافلات إلى دمشق يكون خلال فترة النهار فقط لدواع أمنية، وإذا لجأ إلينا مواطن في أوقات أخرى من اليوم تُحجز له غرفة في الفندق المجاور حتى يحين موعد سفره". وتحدث خوجه عن استغلال بعض العاملين في مجال النقل البري الوضع الحالي،"هناك استغلال فأسعار إيجار الحافلات والسيارات الصغيرة، زادت خمسة إلى ستة أضعاف عمّا كانت عليه قبل الأزمة". وبدا مدخل فندق السفير المجاور للسفارة السعودية في بيروت أمس في حال لا تشبه أبداً تلك التي كان عليها في اليومين الأخيرين. مشهد السياح السعوديين الذين كانوا يتقاطرون في شكل كثيف إلى الفندق، فارين من جميع المناطق اللبنانية التي طاولتها الاعتداءات الإسرائيلية براً وبحراً وجواً، غاب عن الفندق أمس. الساحة الأمامية للفندق كانت فارغة إلا من بضعة موظفين وسائقين، وحقائب سفر موضوعة إلى جنب المدخل قد تكون لسيّاح ينتظرون حافلة تقلهم إلى سورية ومنها إلى السعودية، وفقاً لخطة الطوارئ التي اتبعتها السفارة السعودية في بيروت منذ بدأت العمليات العسكرية قبل خمسة أيام. وأمام مبنى السفارة الرابض على مرتفع في محلة قريطم، وقف 5 جنود اثنان من الجيش اللبناني وثلاثة من قوى الأمن الداخلي. مهمتهم حفظ الأمن وإرشاد السعوديين الآتين إلى السفارة إلى الفندق القريب الذي يناوب فيه مندوبو السفارة. يذكر أن السفارة السعودية في لبنان استحدثت غرفة عمليات على مدار الساعة لتقديم الخدمات كافة إلى جميع الرعايا السعوديين وتسهيل طرق خروجهم من لبنان. ونصحت السفارة السعودية المواطنين بتوخي الحذر إلى أن يتم تقديم كامل المساعدات لهم من طريق سفارة خادم الحرمين الشريفين في بيروت عبر العناوين الآتية منطقة قريطم، بيروت، هاتف 860248 - 860242 - 860351.