هل نقبل هذه الاعتذارات وشماعة الحظ التي مللناها من اللاعبين من دون المحاسبة؟ هل في كل مرة نقبل اللامبالاة من اللاعبين بعد إخفاقهم في تقديم المأمول والمطلوب منهم؟ لماذا يكون التسامح عندما تكون المسؤولية في حق"الوطن"وليس الفريق الذي ننتمي إليه؟ أليس من حق الأوطان أن تحاسب بنيها إذا أخطأوا في حق الوطن؟ لم يستطع المدرب أن يصل إلى تشكيل موحد يفيد"الأخضر"في خوض مباريات"المونديال"... اضافة إلى تردد المدرب في اختيار اللاعبين وفي تغييرهم أثناء المباراة. المدرب باكيتا ما له وما عليه؟ أقول إن له الضلع الأكبر في فشل المنتخب منذ بدايات اختيار اللاعبين، لأنه تجاهل لاعبين بارزين في فرق أخرى، ومن ضمنهم الموهبة هداف الدوري الممتاز اللاعب المحياني الذي لم يتم اختياره حتى احتياطياً في المنتخب، في حين تم اختيار الأقل منه عطاء، إضافة إلى فشله في جميع المباريات الودية التي خاضها المنتخب، وفشله في تكوين"توليفة"مناسبة للعب بها في"المونديال"، من أجل أن يكون هناك تفاهم تام بين اللاعبين أثناء اللعب، والتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة في الأوقات الحرجة في المباريات، والمجاملات في الزج بمن يريد، وترك اللاعب الجاهز على دكة الاحتياط، كل هذه الأسباب مجتمعة تجعله في موقع المسؤولية التي يجب أن يحاسب عليها ويسأل عنها، بعد تكوين لجنة لتقصي الحقائق عن الإخفاق في"مونديال"ألمانيا. أما اللاعبون فلم يقدموا المأمول منهم، وكانت مستوياتهم"متذبذبة"من مباراة إلى أخرى، لم يثبت واحد منهم على مستواه الذي عرف به في الدوري السعودي، إلا خلال ثلث الساعة الأخير من مباراة الإسبان، فهل هذا هو المطلوب من فريق وفرت له كل مقومات النجاح من الدعم المادي والمعسكرات وسبل الراحة، من أجل تحقيق الفوز وليس الظهور فقط في"المونديال"، وخرجوا من الجولة الأولى؟ فهل بعد كل هذا نقبل"بالاعتذار"فقط؟ أين كان الحارس مبروك زايد عندما ولجت مرماه أربعة أهداف من دون رد، وتصدى للإسبان وقدم مباراة جيدة، هل يلعب اللاعبون ب"المزاج"فقط أم من أجل الوطن في المقام الأول؟ الأسئلة كثيرة ولكن إقالة المدرب"باكيتا"هي المطلب الأول، لأنه فشل فشلاً ذريعاً في تكوين منتخب وطني بمعنى الكلمة، وإذا أردنا أن نتقدم في هذه اللعبة إلى الأمام، فلنعلم ان التخاذل والتردد والمحاباة لا تقدم فريقاً أو منتخباً إلى الأمام، وان اختيار المواهب الفاعلة حتى ولو كانت تنقصها الخبرة تعطي الفرصة والجرعات التدريبية لتكتسب الخبرة من خلال الأداء والعطاء الجيد الذي تؤديه، بصرف النظر عن لاعب الخبرة الذي لا يعطي ولا يبذل مجهوداً في الملعب وفي تطوير نفسه للأفضل والأحسن. جعفر حسن حمودة - الرياض