تسبب خلل في شبكة توزيع المياه في مدينة بريدة أخيراً، في قطع مياه الشرب عن حي الضاحي السكني الذي يضم عشرات المنازل، ما أدى إلى رفع أسعار الصهاريج إلى ثلاثة أضعاف، فبلغت 160 ريالاً للصهريج الواحد. ولجأ عدد من سكان الحي إلى الإدارة العامة للمياه في بريدة، منذ انقطاع المياه عن منازلهم، مبدين انزعاجهم من تجاهل الإدارة مطالباتهم المتكررة - بحسب قولهم -، وعدم تفاعلها مع المشكلة والحد من استغلال أصحاب الصهاريج للأزمة. وكان سعر الصهريج قبل"الأزمة"50 ريالاً، ولكن بعد زيادة الطلب على مياه الشرب، تضخمت الأسعار حتى بلغت ثلاثة أضعاف أي 160 ريالاً للصهريج الواحد. ويشير بعض السكان إلى أن حلول موسم الصيف وفترة اختبارات نهاية العام، أسهم في استغلال أصحاب الصهاريج انقطاع المياه عن الحي، مؤكدين أنهم ينتظرون نحو 12 ساعة أو أكثر ليتمكنوا من تغذية منازلهم"العطشانة"، لافتين إلى أنهم يدفعون نحو 500 ريال أسبوعياً من أجل مياه الشرب. ويقول محمد المطيري:"نعاني أشد المعاناة من انقطاع الماء واشتدت معاناتنا في أيام الاختبارات التي أصبحت أجواء البيوت فيها غير مهيأة نفسياً لأبنائنا، إذ أصبح من الصعب الحصول على صهريج مياه شرب بسهولة، وإذا حصلنا عليه بعد جهد وعناء فإنه يتأخر بسبب المواعيد التي لم نعرفها في السابق لدى أصحاب الصهاريج". ويؤكد أبو بدر 60 عاماً أن السكان لا يستطيعون مجاراة الارتفاع في أسعار صهاريج المياه لاضطرارهم إلى شراء ثلاثة صهاريج خلال الأسبوع الواحد. وحمل فوزان الشمري على المديرية العامة للمياه في بريدة، وأنها لم تتفاعل مع مشكلة عشرات السكان"تجاهلت المديرية ظروف الحي ولم تعرها الأهمية الكافية على رغم مرور فترة طويلة على ظهور المشكلة". واتجه عبدالله ناصر إلى محطات التحلية التجارية لسد حاجته من مياه الشرب على رغم أسعارها المضاعفة - على حد قوله - إلى جانب أنه لا يثق في نقاء مياه الآبار التي تتزود منها الصهاريج بالمياه، إضافة إلى فترة الانتظار الطويلة التي يجلسها السكان المعتمدين على مياه الصهاريج. في المقابل، تتمنى أم سارة إحدى ساكنات الحي، انقطاع المياه عن المسؤولين، ولو لنصف يوم، كي يشعروا بمعاناة المواطنين. وتؤكد أنها غير قادرة على شراء المياه كونها أرملة ولديها عدد من الأطفال. من جانبهم، عزا أصحاب الصهاريج ارتفاع أسعار المياه إلى ثلاثة أضعاف، إلى الإقبال الشديد من سكان الحي على صهاريج المياه حتى ساعات متأخرة من الليل، بسبب المواعيد المتراكمة مع طول الانتظار أمام"الأشياب". ويوضح أبو خالد صاحب صهريج، أن معاناتهم لا تقل عن معاناة المواطنين، ويقول:"نعطي الزبون موعداً محدداً وأحياناً لا نستطيع الالتزام بسبب الازدحام الذي تشهده الآبار حالياً، ما يوقعنا في حرج، ويضاعف من حجم الاتصالات من الزبائن ويوقعهم في طائلة اللوم". من جهته، أوضح مصدر في الإدارة العامة للمياه في بريدة، وجود خلل في شبكة توزيع المياه الخاصة بحي الضاحي، مؤكداً أن الخلل في طريقه إلى الحل، وسيبدأ ضخ المياه بوضعها الطبيعي إلى الحي خلال هذا الأسبوع. وأشار إلى تشكيل لجنة للنظر في الحلول المتاحة منذ شهر تقريباً، لكنه لم يفصح عن الحلول التي توصلت إليها هذه اللجنة.