يُعد عميد لاعبي العالم محمد الدعيع 181 مباراة دولية آخر جيل العمالقة في مركز حراسة المرمى في تاريخ كرة القدم السعودية، فهو امتداد لأحمد عيد وسالم مروان ومبروك التركي وشقيقه الأكبر عبدالله، ويأمل أن يكون مونديال ألمانيا خير ختام لمشواره الدولي المظفر الذي ارتقى خلاله أعلى درجات سلم النجومية. ويرى الدعيع أن ما حدث للمنتخب السعودي في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان كابوس يريد مع زملائه التخلص منه في مونديال ألمانيا، واعتبر الهزيمة أمام ألمانيا صفر - 8 بأنها"نكسة للكرة السعودية وكانت صدمة كبيرة أثرت على"الأخضر"في البطولة ذاتها فخسر أيضا أمام أيرلندا والكاميرون وودعها بذكريات سيئة"، مشيراً إلى أن"المنتخب السعودي سيشارك في ألمانيا لكي يمحو هذه الصورة، ويؤكد أن تأهله للمرة الرابعة على التوالي لم يأت بضربة حظ". وعن رغبته في الوصول إلى مباراته رقم 200 مع المنتخب لينفرد بانجاز اللاعبين الأكثر خوضاً للمباريات الدولية في العالم، قال الدعيع:"لا أفكر في هذا الموضوع حالياً لأن طموحي الأكبر هو المساهمة في إعادة الهيبة إلى الكرة السعودية وإعادة سيناريو تألقها في مونديال 1994 في الولاياتالمتحدة"، موضحاً، أن"النجوم الحاليين قادرون على إعادة هذا التوهج للأخضر". ورفض الدعيع الكشف عن موعد اعتزاله محلياً ولكنه أكد أنه سيعتزل دولياً بشكل نهائي عقب مونديال ألمانيا، وقال:"اقضي حالياً أفضل سنواتي مع الهلال وحققت معه خمس بطولات خلال عامين، وبمقدوري الاستمرار في الملاعب سنوات عدة، وفي كل مرة أفكر فيها بأنني اقتربت من ترك الفريق أشعر بحزن عميق لأن الهلال منحني الشهرة العريضة لشعبيته الجارفة في السعودية، كما أنني ألقى معاملة مثالية من مسؤوليه وجماهيره وزملائي اللاعبين". وعن مشاركته في بطولتي كأس العالم في الولاياتالمتحدة 94 وفرنسا 98 يقول الدعيع:"في الأولى كنا نريد مجرد المشاركة واكتساب الخبرة، ولكن وفقنا وحققنا مفاجأة كبيرة وتأهلنا إلى دور ال16 واكتسبنا شعبية كبيرة بين منتخبات العالم، في الثانية لم تكن البداية جيدة فخسرنا أمام الدنمارك صفر-1، ثم أمام فرنسا صفر-4 قبل أن نتعادل مع جنوب أفريقيا 2-2". وعزا الدعيع الخسارتين في فرنسا إلى المدرب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا،"الذي احترمه جداً لكنه عودنا على الأسلوب الدفاعي، وهذا لا يناسبنا خصوصاً في المنافسات الدولية، مع انه أفضل في المسابقات العربية أو الخليجية". وكان الدعيع يأمل أن يلفت الأنظار خلال مشاركته الثانية في المونديال،"لأن ذلك كان سيساعد على الاحتراف في أوروبا لأنه حلم كل لاعب". حارس القرن وكان الدعيع ارتقى سلم المجد تدريجيا حتى صار بين أفضل عشرة حراس للمرمى في العالم والأفضل على الإطلاق في آسيا، فاختير حارس القرن فيها، وذلك بفضل نصيحة قدمها له شقيقه عبدالله الذي ذاد عن عرين فريق الطائي سنوات عدة، ودافع عن ألوان منتخب بلاده في كأس الأمم الآسيوية عامي 84 و88 اللتين أحرزتهما السعودية. بدأت انجازات الدعيع في فئة الناشئين، عندما أحرز مع منتخب بلاده كأس العالم للناشئين، التي أقيمت في اسكتلندا عام 1989، ثم كان ضمن العناصر الأساسية للمنتخب السعودي الأول في مونديال عام 1994 في الولاياتالمتحدة، قبل أن يحرز مع منتخب بلاده دورة كأس الخليج ال12 وكأس الأمم الآسيوية عام 1996 في الإمارات، وكأس العرب عام 1998 في قطر، فضلاً عن مساهمته في بلوغ السعودية نهائيات مونديال فرنسا 1998.