ارتقى محمد الدعيع سلم المجد درجة درجة حتى صار بين أفضل 10 حراس للمرمى في العالم والأفضل على الإطلاق في آسيا فاختير "حارس القرن" وذلك بفضل نصيحة قدمها له شقيقه الاكبر عبدالله الذي ذاد عن عرين فريق الطائي سنوات عدة ودافع عن ألوان بلاده في نسختي كأس الأمم الآسيوية 84 و88 اللتين أحرزتهما السعودية. وبدأ محمد الدعيع، السابع بين ثمانية اشقاء والمولود في 2 اغسطس 1972، مشواره الرياضي كلاعب لكرة اليد عام 1980، قبل أن ينتقل إلى ممارسة كرة القدم عام 1985 في نادي الطائي بالذات حيث مسقط رأسه، كمهاجم وخاض بعض المباريات الودية على صعيد المنطقة في مركز قلب الهجوم و"كنت أفضل المسجلين بين زملائي" على حد قوله. ويستذكر الدعيع هذا التحول قائلا "اخبرني شقيقي باني أستطيع أن أكون حارس مرمى ممتازا في المستقبل، بينما كنت ارغب أنا في أن أكون مهاجما، وبعد أن أقنعني وبدأت في حراسة المرمى لعبت دور المهاجم في 3 مناسبات وسجلت". وفعلت نصيحة عبدالله فعل الساحر مع الشقيق الأصغر وانتقل إلى حراسة المرمى، وكانت مباراته الأولى ضد النصر في 2 مايو 1987، بيد أن إصابته عام 1993 أبعدته عن الملاعب لمدة عامين إذ اضطر إلى إجراء عملية جراحية فتأخر تألقه. ولم يكن يفكر يوما بالانتقال إلى احد أندية العاصمة (800 كلم عن الطائي) العريقة مثل النصر أو الهلال "لان كل ما اعرفه هو الطائي"، لكن الشهرة أغرته في النهاية فاستطاع الأخير ضمه. وبدأت انجازات الدعيع مع المنتخب في فئة الناشئين عندما أحرز مع منتخب بلاده كأس العالم للناشئين التي أقيمت نهائياتها في اسكتلندا عام 1989 ثم كان ضمن العناصر الأساسية للمنتخب السعودي الأول في مونديال عام 1994 في الولاياتالمتحدة، قبل أن يحرز مع منتخب بلاده دورة كأس الخليج الثانية عشرة في الإمارات وكأس الأمم الآسيوية عام 1996 في الإمارات بالذات، وكأس العرب عام 1998 في قطر فضلا عن مساهمته في بلوغ السعودية نهائيات مونديال فرنسا 1998. وحرمت الإصابة الدعيع من المشاركة بفعالية في التصفيات الآسيوية لمونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، فوجد حارس النصر محمد الخوجلي ضالته وشارك في معظم المباريات أساسيا قبل أن يستعيد الأول مكانه بعد شفائه ويساهم بقسط من بطاقة التأهل الى النهائيات. وكان الدعيع يأمل في لفت الأنظار خلال مشاركته الثانية في المونديال "لان ذلك يساعد على الاحتراف في أوروبا الذي هو حلم كل لاعب"،