تبذل شركات التبغ وبعض المجلات، وحتى بعض الفنانين المرموقين، جهوداً مضنية لحث الشباب على التدخين وإعطائه صفة ملازمة للرجولة، ولكنه بالنسبة للجلد فهو أبعد ما يكون عن ذلك، لأنه مسؤول عن الكثير من التجاعيد والخطوط والألوان البشعة حول الفم والعينين والأظافر، عدا سرطان الجلد. فالمدخنون معرضون للتجاعيد بنسبة خمس مرات أكثر من غير المدخنين. وتفيد الدراسات عن التوائم أن جلد المدخنين منهم أرق ولديهم شعر أبيض وتجاعيد في الوجه أكثر من غير المدخنين. ليس هذا فقط فالتجاعيد في وجه المدخنين أسمك وأكثر بروزاً من غير المدخنين. وقد وجد باحثون نيوزيلنديون أن المدخنين من المراهقين يعانون من مشكلات في اللثة بحلول عامهم ال20 بغض النظر عن مستوى نظافة الفم والأسنان لديهم. فالتدخين يتدخل في الأوعية الدموية الصغيرة داخل الجلد، ما يسبب عملياً اختناقاً داخلياً للجلد وحجزاً للدورة الدموية والأوكسجين والغذاء للخلايا، ما يعطي هذا الشكل المميز للمدخن بحيث تستطيع معرفته من بين الآلاف من دون أن يكون حاملاً للسيجارة. كما يحفز التدخين أنزيماً يدمر الكولاجين الذي يؤلف 70 في المئة من الجلد ويعطيه امتلاءه ويتركه كأسفنجة جف ماؤها. أن مجرد الحركة المتكررة من زم الشفتين حول السيجارة وشد الجفنين لتجنب الدخان مرة بعد مرة يزيد التجاعيد حول العينين والشفتين، كما يعمل النيكوتين على تجفيف الجلد وإفقاده حيويته. والطامة الكبرى هي أن من يدخن أكثر من علبة في اليوم معرض أربع مرات أكثر للإصابة بسرطان الجلد، والتوقف عن التدخين يعدل ذلك. ماذا يمكنك عمله لوقف هذا الدمار في جلدك؟ - من الواضح أن أول شيء تقوم به هو التوقف عن التدخين، فبعد ذلك بساعات تبدأ وظائف جسمك في العودة إلى طبيعتها وإنعاش جلدك بالغذاء والأوكسجين، ومع الكريمات التي يصفها لك طبيبك، يمكنك استرجاع نضارة وجهك، أما التجاعيد التي حصلت بفعل التدخين فلها حديث آخر في مقال قريب إن شاء الله. د. قاسم ارشيدات استشاري الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر عيادات ديرما - جدة