على رغم أن السعوديين يفضلون أن تكون أعراسهم يومي الأربعاء والخميس لضمان حضور أكبر عدد ممكن من الأقرباء والأصدقاء، فإن إجازة الصيف، تشهد طلباً مكثفاً للاحتفالات العائلية وخصوصاً الأعراس، ما أسهم في زيادة أرباح قصور الأفراح التي يصل عددها في المدينةالمنورة إلى نحو 25 صالة أفراح. وبحسب تقديرات خاصة، يتوقع أن تشهد المدينةالمنورة أكثر من 1500 حفلة زفاف تضخ ما قدره 75 مليون ريال، أي بمتوسط 50 ألف ريال كلفة الحفلة الواحدة. وتنافس الراغبون في الزواج على الفوز باكراً بفرصة حجز قاعات الاحتفالات خلال الأيام الأولى من الصيف لإتمام مراسم زواجهم بالأسلوب التقليدي السعودي الذي بدأ الخروج من دائرته في استبدال قصور الاحتفالات والفنادق، بالإستراحات التي تعتبر ذات أسعار منخفضة، مقارنة بأسعار القاعات في قصور الأفراح والفنادق، خصوصاً الأخيرة التي ارتفعت أسعارها لتتجاوز 200 ألف ريال 53 ألف دولار لليلة الواحدة، إضافة إلى الكلفة الأخرى لهذه المناسبة والتي تتطلب موازنة كبيرة مقارنة بالمستوى العام للدخل. وقال منظم الحفلات نزار السيد في حديث إلى"الحياة":"إن أسعار إيجار قاعات الاحتفالات في قصور الأفراح والفنادق شهدت ارتفاعاً بحدود 35 في المئة، نظراً إلى الإقبال المتزايد على الزواج في هذه الفترة من كل عام والتي تعتبر الموسم الأساس للأعراس في البلاد". وفي حين يحرص السعوديون على حجز قاعات الاحتفالات في الأسابيع الأولى من إجازة الصيف لضمان حضور جميع الأهل والأصدقاء حفلة الزفاف، خوفاً من عدم وجودهم ، يشير نزار السيد إلى أن الحجوزات لموسم زفاف الصيف انتهت منذ نحو شهر تقريباً، ليتم بعد ذلك الاتفاق مع المطاعم أو الفنادق على تقديم العشاء في كل هذه المناسبات، والاتفاق مع بعض الفنانين لتقديم التأثيرات الخاصة وتنظيم الزهور، والمصورات والفرق الغنائية النسائية التي تسمى في السعودية الطقاقات والتي تقدم وصلات غنائية مشهورة مقابل نحو عشرة آلاف ريال دولار، والفرق الشعبية الرجالية وغيرها من المستلزمات كالهدايا التذكارية وبطاقات الدعوة. وعلى ذات الصعيد، يوضح أبو الحسن عبدالقادر الذي كان من المتوقع، بحسب الترتيبات، أن يعقد قران ابنته في الأسبوع الثالث من بدء الإجازة الصيفية، أن الطلب المتزايد على قصور الأفراح في هذه الأيام يرفع من قيمة إيجار القاعات التي يعتمد بعضها إيجار القاعة بشكل مقطوع"مبلغ محدد"، أو أنها تعتمد على عدد الأشخاص المدعوين للحفلة مع تحديد الخدمات المقدمة ولائحة الطعام التي يتم بموجبها تحديد الأسعار للشخص الواحد. ويقول:"إن الراغبين في الزواج يتعرضون إلى استغلال كبير نظراً إلى اشتراط أهل العروس إقامة العرس في قاعة خاصة بالاحتفالات ورفضهم إقامة احتفالات الزفاف في المنازل أو الاستراحات أو في المزارع، كما كان يحدث في السابق، ليتحول قصر الأفراح إلى جزء من العادات والتقاليد السعودية الدخيلة التي رسخت في المجتمع".