"صحيح أننا نتعلم أصول التصرف في الحياة، لكنني لم أكن أتخيل أن الإتيكيت يعلمنا أدق التفاصيل"، بهذه الكلمات تختصر إحدى السيدات اللواتي تعرفن إلى فن الإتيكيت. مبينة احتياج كثير من السيدات له، للتوصل إلى معرفة أصول التصرف في المجتمعات، وبخاصة مع الانفتاح الذي يشهده المجتمع، وازدياد العلاقات الاجتماعية اتساعاً. وهناك الكثيرات حريصات على الإلمام بفن"الإتيكيت"على اعتبار أنه"يسعفهن في مختلف مرافق الحياة من أعمال وأعراس ومطاعم ولقاءات عامة". إلا أن سيدات يعتبرن الأمر"بالغ التعقيد"، وتفضل زينب التصرف بعفوية على التقيد بتصرفات معينة لمجرد أنها"عادات اجتماعية منقولة من الغرب"كما تقول. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن فن"الإتيكيت"كما نعرفه اليوم ينسب إلى الغرب، لكن الإسلام كان السبّاق، وبخاصة مع إتباع القرآن والحديث النبوي، حيث نجد أن"الإتيكيت"أصوله إسلامية. وتعرف رئيسة اللجنة النسائية في جمعية العوامية المدربة المعتمدة من المركز الكندي للتنمية البشرية سعاد المختار"الإتيكيت"بأنه"فن الخصال الحميدة والسلوك البالغ التهذيب، فهو الكلمة الرقيقة والابتسامة الحلوة والأصوات المحببة". وتوضح أن"آداب السلوك نشأت مع نشأة الحضارة وأصل كلمة"إتيكيت"فرنسية، كانت تستعمل للدلالة على البطاقات التي تُكتب عليها التعليمات الواجب التقيد بها عند حضور المآدب والحفلات الرسمية التي تُقام في القصور الفرنسية في حضور الملوك والأمراء وطبقة النبلاء". وتلفت المختار النظر إلى أن"إتيكيت الآداب الإسلامية انتقل إلى أوروبا من طريق الأندلس عندما فتحها المسلمون". وأول من طبق الإتيكيت بمفهومه الحالي كما توضح المختار"بمعنى آداب الزيارة والضيافة كان النبي إبراهيم عليه السلام عندما جاءته الملائكة على هيئة بشر، ومن خلال الآيات، نلاحظ أن نبي الله ذهب خفية، وأحضر الطعام، قدم أفضل ما عنده، قرب الأكل بنفسه، سألهم عن عدم أكلهم". كما تشير إلى أنه"لنا في النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد جاء عنه"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وكان إذا اشتهى طعاماً أكله، وإن لم يشته سكت ولم يعب طعاماً قط، وهذا ما ينص عليه الإتيكيت اليوم". وهناك الأحاديث التي تحث على الآداب والأخلاق الفاضلة، ومنها"تبسمك في وجه أخيك صدقة"،"لا يتناجى اثنان دون الثالث"،"من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل وطيب الرائحة". وسبق لسعاد المختار أن نظمت دورات عدة في فن الإتيكيت، توضح أنه"في الوقت الراهن أصبحت المرأة السعودية تحرص على تثقيف نفسها في شتى مناحي الحياة، وتحرص على معرفة كل جديد، فهي لا تقل عن أي امرأة في مجتمع آخر متحضر". وتستخدم السعوديات"الإتيكيت"في علاقاتهن الاجتماعية والأسرية وفي الحفلات والمطاعم والأسواق، وهن يحرصن على تطبيقه في جوانب الحياة المختلفة". وتشير المختار إلى الإقبال اللافت على دورات الإتيكيت، حيث شاركت 20 متدربة في آخر دورة نظمتها في"مركز إبداع للتدريب والاستشارات"في القطيف، وتذكر أن"الإقبال كان رائعاً جداً، وكانت المشاركات متفاعلات في شكل كبير لم أكن أتوقعه، وكن متميزات في طريقة طرح الأسئلة وفي استفساراتهن التي تنم عن رغبة قوية في معرفة كل شيء خاص بفن الإتيكيت". وتشير إلى وجود فرق بين الإتيكيت والبروتوكول، فالأخير أتى نتيجة"تبادل العلاقات الديبلوماسية بين الدول، ما أدى إلى ظهور الحاجة إلى الاتفاق على قواعد وتقاليد معينة". لكنها تشير إلى أن"الإتيكيت والبروتوكول يكمل كل منهما الآخر ويصبان في اتجاه واحد". وتوجد جوانب عدة في الإتيكيت تحكم مهارات التعامل مع الناس وكيفية التصرف في الأماكن العامة، وآداب الطعام وترتيب المائدة، وإعداد البوفيهات وإتيكيت المطاعم والحفلات والاستقبال ، وطريقة تناول بعض الأطعمة، وإتيكيت الأسبقية والمجاملة واستخدام الهاتف وتقديم الهدية وارتداء الملابس والزيارة والتقديم والتعارف وآداب السفر.