تعلن الأمانات العامة والبلديات في المناطق من وقت إلى آخر، عن إغلاق محال مخالفة لأنظمة الصحة، وكثير منها يتم إثر تبليغ مواطنين اشتبهوا في ما يقدمه المطعم أو المحل التجاري، أو بعد وقوع حالات تسمم، أو نتيجة ما يشبه حملة تفتيشية لبعض المحال. ويتم اكتشاف المتجر غير المحافظ على النظافة أو الذي يروج لبضائع انتهت صلاحيتها في سهولة، تكفي في ذلك عين فاحصة وسريعة، لتكتشف مكمن المخالفة. ولم تجر إلى الآن عمليات دهم لأكواب أو علب البلاستيك في المطاعم، وإن جرت مثل هذه الحملة فإنها ستدعو للضحك قبل التساؤل. فضلاً عن عدم الحاجة إلى مثلها، فمن يتوقع أن يقوم عاملون في مقهى أو بوفيه بتقديم أكواب سبق استخدامها، أو إعادة تقديم طعام إلى عميل بعد رفض زبون سابق له. وربما لم يعد تقديم أكواب مستخدمة مستغرباً، وبخاصة مع معرفة ما وقع إلى محمد صبحي يامين، ولكن ما يدعو للاستغراب أكثر أن يكون مقدم الكوب المستخدم أحد المقاهي ذات العلامة التجارية العالمية، وتزداد حالة الاستغراب أكثر حين يكتشف الزبون أن الكوب كان مستخدماً في إطفاء سيجارة. وقصد يامين أحد تلك المقاهي المشهورة بماركتها، ويؤكد أن"المقهى متخصص في مجال تحضير القهوة في مختلف أنواعها"، ووضعه نصف الساعة الذي قضاه في المقهى أمام تساؤلات عدة، أبسطها: كيف يطمئن المواطن بعد الآن أمام مثل هذا التلاعب في صحته من جانب مقاهٍ ذات سمعة عالمية؟. ويذكر"طلبت فنجان قهوة اسبرسو، وأثناء شربي له كان له طعم قريب من السجائر"، وأكمل شرب قهوته بارتياح، لكن قعر الكوب الورقي قلب تلك الراحة إلى إزعاج، ويقول:"وجدت آثار حرق سيجارة في قعر الكأس، وحاولت أن أزيله بالملعقة ظناً مني أنه بقايا القهوة". ويعلق حانكاً"لم يكتفوا بإعطائي كوباً مستخدماً، وإنما لم يلتفتوا إلى أنه محروق في الداخل"، متسائلاً"أيصل الاستهتار إلى هذه الدرجة؟". ويشير إلى اعتراف العاملين في المقهى، ولكن في صورة غريبة، ويذكر"قال لي العامل إن بعض الزبائن يعيدون الطلب، ولأن الكوب يحسب على العامل فإنه يستخدمه لعميل آخر"، صدمت هذه الإجابة يامين، موضحاً"أدركت أن هؤلاء العمالة سيئون، ولا يهمهم غير الكسب المادي بأي طريقة"، مضيفاً أنهم"لكي يستفيدوا مادياً أكثر يقومون بجمع الأكواب مرة أخرى وتقديمها للزبائن من دون أدنى مسؤولية بما يفعلونه، وبهذه الطريقة يستفيدون من مبلغ لا يدخل ضمن حساب المحل"، إلا أن العاملين في المقهى هذه المرة لم يلتفتوا إلى أن الكوب غير صالح للاستخدام مرة أخرى مطلقاً، ويعبر عن خوفه من هذا التصرف"لا أدري إن كان من سبقني وشرب من الكوب يحمل أمراضاً معدية أم لا"، مشيراً إلى تحدثه مع المدير المسؤول عن سلسلة المقاهي في المنطقة الشرقية، ويذكر"قلت للمسؤول أن الشركة تعد على الموظفين عدد الأكواب المباعة، إلا أنه نفى ذلك، وقال لي: لا مصلحة لنا في عد الأكواب"، إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً، ويوضح"توجهت إلى فرع آخر من المقاهي نفسها، وطلبت من العامل أن يعطني كوباً فارغاً من النوع نفسه، إلا أن الموظف رفض وقال إن الشركة تحاسبنا على كل كوب"، ويقول:"إن المدير يكذب في هذه الحالة حتى يخفي المشكلة التي وقع فيها المقهى"، لكنه لم يكتف بالحديث مع المسؤول بل وجّه خطاباً إلى الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية مطالبها"بإيقاع العقوبة اللازمة على المقهى، والتعويض المادي والمعنوي لما حصل لي من هذا التصرف، الذي لا يمكن أن يقوم به أي شخص مهما كان جنسه أو دينه، وبخاصة إذا كان يتعامل مع أطعمة ومشروبات تقدم للبشر وليس للحيوانات".