خلال اجتماع استمر قرابة ساعتين مساء الثلثاء الماضي، أقرت لجنة نشاط الشعر في النادي الأدبي في جدة، التي يرأسها الشاعر أحمد قران الزهراني، مسمى النشاط الجديد ب"ملتقى الشعر". وكان المنتدون في الصالتين الرجالية والنسائية، تناقشوا كثيراً حول اختيار هذا الاسم، لا سيما أن الدكتور يوسف العارف كان اعترض في بداية الجلسة التشاورية على فعاليات النشاط المطروحة، من خلال ورقة تقدم بها الشاعر عيد الخميسي، يقترح فيها برنامجاً شعرياً لتقديم الأصوات الجديدة، إضافة إلى فعاليات موازية للفنون التشكيلية والبصرية والسمعية والمسرحية. ودعا الشاعر عيد الخميسي في ورقته إلى ضرورة وجود الفنون كافّة من دون انغلاق، في الوقت الذي طالبت فيه التشكيلية اعتدال عطيوي بتمازج الفنون، وعدم تكريس الانفصال. وتمنى عبدالعزيز الشريف أن يكون الملتقى تلقائياً بسيطاً شاملاً وجامعاً،"حتى لا تكون هناك رتابة وروتين، بل مجرد فضاء بسيط متسامح". وأظهر نبيل جنبي، وهو مصور فوتوغرافي حضر إلى نادي جدة للمرة الأولى، امتعاضه لفكرة التخصص، لأنه لا ينتمي لأي طائفة شعرية أو فنية، إلا أن لديه تذوّقاً لكل منهما. وذهبت هدى الزهراني، وهي شاعرة نبطية، إلى الدعوة إلى الاهتمام بالشعر بمختلف أطيافه، بما في ذلك الشعر الشعبي، إلا أن بعض الحاضرات أبدين عدم استحسانهن الفكرة. وتساءل الروائي محمود تراوري عن مكان عرض اللوحات الفنية، خصوصاً أن القسم النسائي منفصل، وكان الرد بضرورة وجود آلية معينة لنقل اللوحات، أو عرضها من خلال شاشة مرئية، وأن الآليات ستناقش لاحقاً. وعلى إثر ذلك الاعتراض، انقسم المجتمعون من الرجال والمجتمعات في صالة النساء الى فريقين، أيد أحدهما فكرة الشاعر عيد الخميسي، وانحاز الفريق الآخر إلى رأي الدكتور العارف، القائل بتخصيص نشاط الشعر للشعر فقط، بعدها أيقن مدير الجلسة بأهمية الاقتراع، وتم ذلك على أن يكون النشاط شاملاً للفنون الأخرى، وبناء على ذلك تم الاقتراع على مسمى"ملتقى الشعر". يذكر أن سمة الارتياح بدت على الجميع بعد إقرار المسمى والهيكل العام للملتقى. ورحب بذلك الضيوف الذين دخلوا النادي للمرة الأولى في حياتهم، حيث أعرب المصور الفوتوغرافي سعود محجوب، وزميله الفنان نبيل جنبي عن سرورهما، لإمكان مشاركة المصورين والفنانين التشكيليين في جلسات الملتقى. وكذلك عبر الموسيقي والتشكيلي سلطان نانية - وهو أيضاً يدخل النادي للمرة الأولى، هو وزملاؤه علي الغامدي ومهدي الجريبي - عن أهمية تلاقح الفنون بالشعر، مؤكداً أن الإبداعات الكتابية والفنون التشكيلية والموسيقية مستمدة دائماً من أرضية واحدة، هي أرضية الفن في شكله العام. وعلى هذا النحو تقرر انعقاد ملتقى الشعر، في الأحد الأول من كل شهر بداية من شهر شعبان، وسيجتمع الأعضاء لتحديد تفاصيل البرنامج السنوي، وأسماء الشعراء والشواعر والنقاد وأوراق العمل، إضافة إلى تخصيص لجان مصغرة للاهتمام بالأنشطة الموازية الأخرى، التي لاقت ترحيباً في الصالة النسائية.