"الطريق إلى نقود المرأة يبدأ من أدوات الماكياج"، يردد خبراء التسويق الذين يعملون دائماً على ابتكار الوسائل المختلفة هذه العبارة للترويج لمنتجاتهم، وتأتي الكتالوجات الملونة المبهرة للعميل ومحاولة تقديم عينات دعائية مجانية وغيرهما من الأساليب لتعبر عن ذلك. بحيث تلجأ بعض شركات التجميل للترويج لمنتجاتها من خلال"مندوبات التسويق"في مقابل منحهن نسبة من عائد المبيعات. تختلف من شركة إلى أخرى."الحياة"رصدت عالم مندوبات شركات التجميل المعتمدة على التسويق المنزلي، للتعرف على طبيعة عملهن، وخرجت بتصور العاملات في هذه المهنة عن عالم التسويق ومشقة المقابل المادي المتدني مع الجهد الكبير المبذول بحسب تعبيرهن. "البداية تكون بدفع اشتراك رمزي مبلغ 50 -100 ريال في مقابل الحصول على كتالوج وتوصيل الطلبيات"، هذا ما ذكرته الطالبة في الجامعة المفتوحة نسرين العطوي التي اضطرت إلى العمل مع شركة منتجات التجميل لتغطية بعض مصاريفها الدراسية، وتضيف:"تحصل العضوات من مندوبات المبيعات على نسبة خفض لما تقتنيه لاستخدامها الشخصي، وعرض مجاني كل 3 شهور، وفي حال حققت قدر مرتفع من المبيعات، يتم ترشيحها لتكون قائدة لخمس عضوات فأكثر، تقنعهن بالانضمام إلى العمل، فتحصل على هدية، عبارة عن نصف قيمة اشتراكهن، ونسبة 7 في المئة من مبيعاتهن بشكل دائم، كما تلفت"صحيح العمل ممتع، لكن مجهد بدنياً لكثرة التنقل، ونفسياً بالإقناع، وتعدد طرق العرض الذي يحتاج إلى صبر وشبه تفرغ، ما دفعني لرفض عرض الشركة لإدارة العمل في احد الفروع الكبيرة، بشرط تحصيل حد أدنى 60 ألف ريال خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع". أما طالبة الثانوية هدى محمد الصومالي الباحثة عن عمل خلال فترة الصيف الماضية، فوجدت ما تبتغيه في إعلان يطلب موظفات، لتفاجأ عندما ذهبت بان طبيعة هذا العمل"مندوبة تسويق"بعد دفع 100 ريال، قيمة اشتراك في عضوية الشركة، ولها نسبة 15 في المئة من المبيعات التي من المفترض ألا تقل عن 200 ريال كحد أدنى. هدى لم تستمر أكثر من شهرين، وتبرر عدم استمرارها بأن"أسعار المنتجات الموجودة في الكتالوج معقولة، لكن عليِّ البحث عن أكثر من زبونة حتى احقق الحد الأدنى، ما يستدعي دفع مصاريف المواصلات التي تزيد أحيانا على 30 ريالاً وهي نسبتي من المبيعات". اختصاصية التجميل إيمان الصياد استفادت من الخصومات الممنوحة ونظام النقاط التي تحسب للمندوبة عندما تشتري العضوة في الشركة، بحكم عملها كوافيرة في مشغلها الخاص، فهي تستخدم منتجات التجميل بشكل دائم، وتقوم بالتسويق للعميلات والزبونات إضافة إلى المعارف، وتقول:"هذه الطريقة خففت من عدد مرات الذهاب للتسوق ودعمتني مادياً، واشتركت في شركة توظف مندوبات مبيعات، خلال دراستي في معهد التجميل منذ أربعة أعوام، وأنا اقتني مستحضرات تجميل بمبالغ طائلة واستفيد من الخصم، ونظام النقاط الذي يفاجئني بهدايا بين الحين والآخر". فيما تحكي الطالبة الجامعية مرام الجساس تجاربها مع أكثر من شركة، وهي مستمرة في العمل الآن بإحداهن منذ سنتين كما تقول:"علاقتي مع الشركة عبر التليفون فقط، ويبدأ الاشتراك عند طلب أول طلبية، ولي نسبة 5 في المئة فقط". عن تجربتها الفاشلة مع شركة أخرى، توضح"كان تأخرهم في توصيل الطلبيات والمماطلة سبباً لتركي العمل معهم، على رغم أن نسبتي كانت أعلى 15 في المئة. وعن الأماكن التي يتم من خلالها تسويق الكتالوج قالت:"أسوقه بشكل محدود وأمرره إلى الأقارب والصديقات، واستفادتي الشخصية من خصومات خاصة للمشتركات، عدا الهدايا التي تتوافر مع الطلبيات في كل حملة جديدة للشركة". ظروف ترمل نورة الفهد، بعد وفاة زوجها مخلفاً وراءه مسؤولية مجموعة من الأبناء، دعتها إلى البحث عن عمل يساند راتب زوجها المتوفى، ويناسب مستواها التعليمي البسيط، ودفعت قيمة العضوية 100 ريال مقدماً، ولها نسبة 15 في المئة من المبيعات،"وبدأت التسويق بأهلي والجيران من حولنا، وقمت بالمرور على بعض المشاغل، لكن للأسف رفضوا، لوجود اتفاق بينهم وبين شركات تجميل أخرى توفر لهم ما يحتاجونه بأسعار منافسة"، وعن المشكلات التي تواجهها مع الشركة تضيف"رفضوا إعطائي عينات للمنتجات لإقناع العميلات، إلا بعد أن ابتاع منهم العينات في مقابل ألف ريال، حتى تصبح ملكاً لي أتصرف فيها كما أشاء، على حد قولهم، وأتحمل وحدي الخسائر الناجمة عن عدم البيع!".