زف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود البشرى إلى أبناء شعبه الوفي بافتتاح جامعتين جديدتين في منطقة تبوك وفي منطقة الباحة، وذلك مساء الأحد 16 ربيع الآخر 1427ه، من رحاب جامعة الملك سعود أولى وأكبر الجامعات السعودية. ويضيف الملك، حفظه الله، بهذه البشرى انطلاقة جديدة لهذه البلاد إلى آفاق العلم والبحث والابتكار. ويأتي القرار الملكي بافتتاح الجامعتين ضمن جهوده في الأخذ بأسباب العلم في ما يحقق الحياة الكريمة للشعب في وطن كريم. إن العلم أساس الإيمان وهو الطريق السليم لتقدم البلاد وتطورها، والشعوب التي سبقتنا في التقدم ما وصلت إلى ذلك إلا بالعلم والبحث والابتكار، وما تراجعت أمة ولا تخلف شعب إلا عندما انحسر العلم وانتشر الجهل، ولنا في شعوبنا العربية وأقطارنا الإسلامية خير مثال. فعندما غاب العلم وتبلد العقل الإسلامي العربي، تأخرنا وتقهقرنا إلى الوراء. لكن الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقراراته الحكيمة في زيادة موازنات التعليم والتدريب، ودعمه المستمر للبحث العلمي وللجامعات وثقته الكبيرة بالعاملين فيها، يهدف إلى دفع بلادنا العزيزة إلى مصاف الدولة المتقدمة، لينقلها من منظومة الدول النامية إلى ساحة الدول المتقدمة. وبصفتي أحد العاملين في حقل التعليم الجامعي والعام وأحمل من منطلق إيماني بديني ووطني هم التربية والتعليم، أتقدم بالشكر الجزيل إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على ما يقدمانه من جهود وأفكار في سبيل خدمة الدين والوطن والمسلمين. إننا نهنئ المواطنين في بلادنا الغالية ونأمل من جامعاتنا الوليدة ? كما هي الحال بالنسبة الى جامعاتنا العملاقة القائمة ? أن تأخذ بأسباب التخصصات النادرة التي تركز على التطبيقات العلمية والابتكارات التقنية، ونريد من جامعاتنا أن تزود أبناءنا من الجنسين بالمعارف والعلوم التي تساعدهم على التحصيل العلمي المتفوق، وتأخذ بأفكارهم إلى ساحات البحث العلمي الذي لا يقبل غير التحليل والمقارنة والتجديد وصولاً إلى الابتكار والاكتشاف والاختراع. نريد من جامعاتنا أن تغرس في نفوس طلابها وطالباتها حب التعليم والشغف بالمعرفة والطموح إلى البحث العلمي ومنافسة العلماء والمبدعين والباحثين في الدول المتقدمة. أما جامعة الباحة ? على وجه التحديد ? فنريدها أن تركز على درس الطب والعلوم الطبية وهندسة الجينات، وإدارة المستشفيات ودرس التربة وأساليب الزراعة الحديثة والصناعات المتطورة مع الاهتمام بالصناعات والحرف الريفية، إلى جانب درس الغابات وتطويرها، فالتنمية الريفية يجب أن تأخذ المكان الأبرز في هذه الجامعة الوليدة. إننا نتطلع إلى أن تسافر هذه الجامعة ? والسفر هو عادة أهل المنطقة ? إلى ساحات المعرفة الرحبة ودنيا البحث والتقنية العالمية، لتسهم في تحويل بلادنا إلى ورشة علم وبحث وابتكار وما ذلك على الله بعزيز. عميد كلية الباحة