المناسبة التي تهيمن على عقول من أسهموا وجاهدوا في سبيل تنشئة جيل متعلم ومثقف يعي المسؤولية فرضت نفسها على واقع التعليم العالي في السعودية، ألا وهي مرور 50 عاماً على إنشاء جامعة الملك سعود"أم الجامعات". وهؤلاء المساهمون في بداية الحركة التعليمية الجامعية هم أصحاب الفضل في الارتقاء بالتعليم العالي الى مستويات تثقيفية بالغة التخصص والتركيز في الدراسات النظرية والتطبيقية. وبالحديث عن خاصية هذه الحركة التعليمية المتطورة تتوجه عيوننا ومسامعنا وعقولنا بانتباه الى من يحتفلون بالكيان الذي ضم تلك الحركة، واسهم في تحقيق انجازاتها في ريادة التعليم العالي في المملكة. إنها جامعة الملك سعود، التي تحتفل هذه الأيام بيوبيلها الذهبي، وفي هذه المناسبة نزف التهنئة لجميع الأكاديميين، خصوصاً الدكتور عبدالله الفيصل المتربع على رأس هذا الهرم في اكبر وأول جامعة في المملكة، الأكبر من حيث اعداد الطلبة والخريجين والمساحة التي تشغلها، والأقسام والكليات التي تضمها ويناط بها تحقيق طموحات وأحلام شبابنا المجد والمجتهد لرفعة شأن بلاده أمام العالم، متسلحاً بالعلم والتعليم المستمر. ومن هنا، كان لجامعة الملك سعود الفضل الواسع والنصيب الأوفر في انتهاج منهجيات مرنة والتعامل بشفافية واضحة من خلال عمادة القبول والتسجيل المثقلة بالأعباء والمسؤوليات، لأنها المعني الأول بمعيار القبول من عدمه لتلك الشريحة الطلابية المتزايدة، التي تتدفق في وقت واحد وفي مدة محددة أيضاً، وكل له حلمه وأمنيته وهدفه وأمله في أن يكون ضمن المقبولين في المجال الذي يريده، وبالتالي العمل على النجاح أو التفوق. ونعلم أن هناك جهوداً واستعدادات على قدم وساق لاستقبال هذه الأفواج الطلابية المتنافسة للحصول على مقاعد في هذه الكلية أو تلك بحسب نسبة كل طالب ومعدله أو بحسب معايير أخرى تحدد من العمادة مسبقاً، لمحاولة ضم وتقسيم الطلبة في جميع التخصصات، إن كانت علمية أو نظرية أو كليات خدمة المجتمع، والتي كان لها الفضل في استقطاب الطلبة الذين لا يحالفهم الحظ في القبول في الكليات الأخرى لأسباب تتعلق بالنسبة أو عدم الكفاءة الناضجة للدخول في أقسام تستدعي بعض المهارات والمميزات الشخصية بغض النظر عن الدرجات، والتي أحياناً لا تكون معياراً لتوجهات الطالب أو هواياته أو ميوله العلمية. في الحقيقة نسمع عن استحقاقات ومطالب يراد لها أن تطبق بسرعة جنونية ووفق الأهواء الخاصة من بعض أعضاء هيئة التدريس أو غيرهم من المعنيين بإثارة موضوع تطوير الكوادر ومثل هذه المواضيع الحساسة جداً لا تتعلق بالجامعة أو غيرها من الجامعات الأخرى، وإنما بسياسة عامة تشمل وضع منهجيات وإقرار لمسؤوليات جديدة، تتوافق مع أي تقدم قد يحصل هنا أو هناك يستفاد منه في واقعنا الحضاري والتثقيفي عموماً بما يتواءم مع المتطلبات المحلية والاقليمية. لذلك فإن التمهل والدراسة المستفيضة من جميع النواحي هي الحل الواقعي، والمطلوب هو عدم الاستعجال. وهنا نتقدم بشكرنا الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحريص دائماً على نماء وتطوير العلم بكل أشكاله وألوانه وتأكيده كصاحب قرار على أهمية ووضع التعليم العالي، ونتقدم له أيضاً بشكرنا العميق لتشريفه حفلتنا الكبيرة والمتميزة بنظرته ورؤيته التي تحّسن في كل شيء، ولأن تشريفه للحفلة زاد من أهمية الحب والألفة لأم الجامعات"جامعة الملك سعود". والتهنئة الحارة والخالصة لجامعة الملك سعود بأكاديمييها وكوادرها وعامليها، نشاركهم فرحتهم بحضور خادم الحريمن الشريفين رعاه الله لهذا العرس الوطني التعليمي، وهو دليل على قوة اللحمة والعزة لقيادة أعزها الله بإذنه ورفع شأنها بتوفيقه تعالى. [email protected]