تعرضت متدربات كليات التربية والتعليم المستويان الثالث والرابع في محافظة الخرج أخيراً أثناء فترة التطبيق المخصصة في كل موسم إلى مواقف متباينة بين محرجة ومحرجة للغاية. وبحسب ما جرت به العادة، تتكفل رئيسة كل قسم في الكلية بتوزيع الطالبات على هيئة مجموعات، ومن ثم يتم توجيههن إلى مختلف المدارس للتمرين واكتساب المهارات اللازمة، وترافق كل مجموعة منهن مشرفة تقوم بتقويم أدائهن ونقد طريقة شرحهن ولفت النظر إلى نقاط الضعف والقوة في عملهن. طالبات المستوى الثالث يتم توجيههن إلى مدارس المرحلة المتوسطة في الترم الثاني، بينما يخصص تطبيق المرحلة الثانوية لطالبات المستوى الرابع في الترم الأول من السنة، وتبدأ كل معلمة بإعداد الدرس وتحضير أدواته، ثم إلقائه مرة في الأسبوع لمدة ثلاثة أسابيع وهو ما يسمى التدريب"المنفصل"، ثم تقوم بإعطاء درسها كل يوم خلال أسبوعين متواصلين وهو ما يسمى بالتدريب"المتصل". خلال هذه الفترة، وقبل بدء تطبيقهن، تعمدت الكثيرات منهن إلى إلقاء درسها أمام مجموعة من زميلاتهن حتى تتلافى أخطاءها ويزول عنها الخوف والتوتر لاحقاً، في حين أن معلمات أخريات يعمدن إلى شرح دروسهن أمام مجموعة من أفراد أسرتهن قبل عرضها أمام الطالبات. من هنا، تباينت مشاعر طالبات كلية التربية أثناء تطبيقهن، كما اختلفت طريقة أدائهن ما بين واحدة وأخرى. وفي هذا الصدد، وصفت طالبة المستوى الثالث قسم اللغة الإنكليزية مها محمد مشاعرها عندما دخلت الفصل للمرة الأولى قائلة:"عندما توسطت ذاك الحشد الهائل من الطالبات، شعرت بأن أنظارهن كلها موجهة إلي، انتابني القلق وبدأ العرق ينساب على وجهي ثم وقفت صامتة لم أتفوه بكلمة واحدة، ثم أغمي علي"، وعللت موقفها بأنها لم تعتد بعد على مواجهة الطالبات، وعرض الدرس أمامهن بشكل مباشر، وأضافت بأن شخصيتها الانطوائية لم تخدمها في هذا الموقف. أما طالبة قسم اللغة العربية سارة جمعة، فذكرت أنها شعرت بالتوتر للوهلة الأولى أثناء دخولها الفصل، لكنها سرعان ما تمالكت نفسها وعزمت على إعطاء درسها على أكمل وجه مهما كان شعورها، ونوهت:"في البداية تلعثم لساني، ونسيت المعلومات التي كنت سألقيها على الطالبات، وبعد دقائق عدة استرجعت كل شيء حفظته وتعمقت في الشرح حتى موعد انتهاء الحصة". في ما يتعلق بردود فعل التلميذات نحو معلمات التطبيق، أوضحت طالبة قسم الدراسات الإسلامية منيرة حمد أنها تعرضت للكثير من الإحراج بسبب استهزاء الطالبات بها وعدم احترام بعضهن لها، لدرجة تطاول إحداهن بقولها:"إننا ندرك تماماً أنك مجرد طالبة مثلنا لا أكثر ولا أقل". متدربة أخرى أصيبت بالإحباط أثناء شرحها لأحد الدروس للمرة الثانية في الفصل نفسه، تقول عمشاء علي إن الطالبات أثناء الحصة المخصصة لها أضربن عن المشاركة ولم تؤد أي منهن الواجب كرد فعل لتعنيفها ونهرها لهن في الحصة السابقة، ما أدى إلى إحراجها أمام المشرفة وانتقادها لها، وتحول الحصة من ممتعة إلى جامدة. كما أوضحت هيلة محسن أن طالباتها اللاتي طبقت عليهن درسها كن مثالاً في الأدب والنشاط والحيوية، وذكرت بأنهن لعبن دوراً كبيراً في إنهاء الدرس بسلاسة، لافتة إلى أن البعض منهن قدمن لها الهدايا تعبيراً عن الامتنان والتقدير.