يشير الدكتور سعيد الغامدي في كتابه"في بيتنا جامعة... تكنولوجيا التعليم عن بعد"إلى أن أول مؤسسة للتعليم بالمراسلة بالمعنى الصحيح كانت"معهد توسان لانجشيد"، الذي تأسس في برلين عام 1856، وتخصص في تعليم اللغات. ومع حلول البثّ الإذاعي في الولايات المتّحدة صدر أول بثّ إذاعي للدروس التعليمية عبر الراديو من جامعة"لاتر داي ساينت"في مدينة سالت ليك عام 1921. وبذلك تم إيجاد نظام جديد للتعليم هو التعليم عن بعد، ويسمى أحياناً التعليم المرن أو التعليم المفتوح، وهو برنامج دراسي يتوجه إلى التعليم من خلال الفيديو والمطبوعات والوسائط الإلكترونية، ويساعد الطالب على التعلّم من المنزل. والتعليم عن بعد في أبسط صورة هو تعليم الطالب في الوقت الذي لا يكون فيه وجهاً لوجه مع المعلّم. ولتغطية هذا النقص توجد تقنيات خاصّة كالصوت والصورة المرئية والمطبوعات، التي تحل مكان التعليم من مقاعد إحدى المؤسسات التعليمية التقليدية، التي قد يتعذّر على المرء الالتزام بها بسبب ضيق الوقت والبعد من المكان، أو بسبب وجود إعاقة جسدية أو لإثراء أحد الاختصاصيين بمعلومات عن اختصاصه، ليكون مواكباً لآخر المستجدّات وهو في مكان عمله، وأخيراً البحث عن التعليم بطرق متطوّرة وبأسعار مخفّضة. والتعليم عن بعد أصبح شائعاً خلال السنوات الأخيرة، بعد أن أصبح الإنترنت موثوقاً به كقناة للتعليم. وتقدّم معظم الجامعات والكليّات برامج للتعليم عن بعد تبدأ ب"كورسات"للغات وتنتهي بشهادات التعليم العالي مثل الماجستير في إدارة الأعمال، مع العلم أن هناك برامج كاملة تدرّس عبر الإنترنت. ويتطلب إكمال برنامج التعليم عن بعد - في الوقت نفسه الذي يعمل فيه المرء طوال اليوم - التصميم والمثابرة. ويلزم إكمال الدراسات العليا ما بين 12 ساعة إلى 20 ساعة في الأسبوع، لمدّة عشرة أشهر على امتداد عام. ويتطلب الحصول على شهادة إدارة الأعمال ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام. أهم ما يميز برامج التعليم عن بعد أنها تضع الطالب في المرتبة الأولى، وتضع المؤسسات التعليمية في المرتبة الثانية، وتركز على حاجات المتعلّم أكثر من تركيزها على ما يحقق راحة المؤسسة التعليمية.