شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملموسة في أعداد الدارسين الملتحقين ببرامج تعليمية على أساس عدم التفرغ، سواء في مرحلة الدراسة الجامعية أم الدراسات العليا . فازدياد تكاليف التعليم جعل من الصعب على الكثير منهم الالتحاق ببرامج دراسية تتطلب التفرغ الكامل. ومن ثم ، يتعين على الجامعات في المرحلة الحالية العمل على توفير فرص للدراسات العليا من خلال استخدام التقنية . وعن التعليم عن بعد وإيجابياته للمتعلم وعيوبه التقينا بالمهندسة الاستشارية بسمة الزين المحاضرة في كلية دار الحكمة بجدة في قسم ادارة نظم المعلومات والباحثة في جامعة ليل-فرنسا ولها أبحاث في مجال النانو تكنولجي وأنظمة المراقبة الذكية وقالت في مضمون التغير التقني السريع وتغير أوضاع السوق، يواجه النظام التعليمي تحديا يتمثل في زيادة فرص التعليم بغير زيادة الميزانيات. وهناك مؤسسات تعليمية عديدة تتعامل مع هذا التحدي من خلال وضع برامج للتعلم عن بعد. على هذا المستوى المتناهي في البساطة، يتم التعليم عن بعد عندما تكون هناك مسافة مكانية تفصل بين المدرس والطلبة وفي هذه الحالة، تستخدم التقنية (الصوت، الصورة، البيانات والطباعة) المصاحبة للاتصال وجها لوجه لتكون جسرا يساعد على عبور هذا الفاصل. ويمكن لمثل هذه النوعية من البرامج إعطاء الكبار فرصة ثانية للتعليم الجامعي، والوصول إلى المحرومين من مزاياه بحكم ضيق الوقت أو عائق المسافة أو المعوقات الجسمانية، وتفيد هذه البرامج أيضا في تحديث قاعدة معارف العاملين في أماكن عملهم . يعد التفاعل من أهم القضايا التي تواجه الجامعات التي خاضت مجال التعليم عن طريق الإنترنت، سواء من حيث مستواه أم صيغته، أي كيف يمكن للمدرس جعل التدريس المعتمد على شبكة "وب" أكثر تفاعلا ؟ وكيف يمكنه خلق بيئة فصل وهمية تعظّم المشاركة ؟ إن ما يمثل "تفاعلا" واضح بالكاد لبعض المعلمين، فهو يعني بالنسبة لبعض الأشخاص تمكين المتعلمين والمعلمين من المشاركة في الأفكار في قاعة يتم فيها تبادل الحديث وهميا، وبالنسبة لآخرين يعد مجرد تعليق سؤال على لوحة النشرات تفاعلا متبادلاً، وعلى الرغم من التصور الشائع عن الإنترنت بأنها أكثر الوسائط التي نستخدمها تفاعلا، يتم التفاعل في اتجاه واحد بالكامل في الغالبية العظمى من الدورات المعتمدة على شبكة "وب"، ولذلك يجب أن تكون اهتمامات الطلبة ودوافعهم وأسئلتهم وتفاعلاتهم معلنة للجميع طوال عملية التعلم . م. بسمة الزين وحول الانترنت والتعليم عن بعد أضافت تعد شبكة الإنترنت أكبر وأقوى شبكة كمبيوتر في العالم، ومع اتصال المزيد من الكليات والجامعات والمدارس والشركات والأفراد بالإنترنت، إما من خلال الإنتساب إلى شبكات إقليمية غير ربحية أو عن طريق الإشتراك في خدمات المعلومات التي توفرها شركات ربحية، تنفتح مسئوليات أكثر أمام المعلمين عن بعد للتغلب على عائق الزمان والمكان من أجل الوصول إلى الطلبة. ومن خلال الاتصال بالإنترنت، يصبح بإمكان المعلمين وطلبتهم استخدام البريد الإلكتروني للمراسلة بين شخص وآخر مع تغذية عكسية من المدرس، واستخدام لوحات النشرات لتشجيع الطلبة على التفاعل مع بعضهم البعض، ويمكن أيضا استخدام التشاور للإعلان عن كافة التعديلات في الجداول أو المناهج، والواجبات والإجابة عليها، واستخدام شبكة "وب" العالمية لمساعدة الطلبة على اكتساب فهم أساسي لكيفية التجوال في الشبكة، وإشراك الطلبة في حوار مع الطلبة الآخرين وأعضاء هيئة التدريس والباحثين من خلال تشجيعهم على الانضمام الى الاعلان على لوحة النشرات عن موضوع مرتبط بالفصل، واعداد صفحة موطن للفصل تغطي معلومات عن الفصل بما في ذلك المنهج والتدريبات والاشارات للأدبيات والسيرة الذاتية للمدرس، وبامكان المدرس أيضا توفير الربط بالمعلومات التي تظهر على شبكة وب العالمية والتي يمكن أن تفيد الطلبة في الفصل، وهناك روابط أخرى يمكنها الوصول الى فهارس المكتبات أو صفحة الموطن الفردية الخاصة بكل طالب، وبتوفير عنصر طباعة قوي يوفر الجزء الأكبر من المحتوى التعليمي الأساسي في شكل نصوص مواد، اضافة الى القراءات، والمقرر، والجدول اليومي. التشاور التفاعلي بالصوت أو الصورة يمكن أن يوفر تفاعلا وجها لوجه (أو صوت لصوت) في الزمن الحقيقي وهي أيضا وسيلة ممتازة واقتصادية لإشراك الضيوف المتحدثين وخبراء المحتوى، ويمكن أيضاً استخدام شرائط الفيديو المسجلة مسبقا لعرض محاضرات الفصل والمحتوى الموجه بصريا، واستخدام الفاكس لتوزيع التكليفات وإعلانات آخر لحظة ولاستلام التكليفات الخاصة بالطلبة ولتوفير تغذية عكسية في حينه، ويتمثل الهدف من ذلك في تكوين مزيج إعلامي تعليمي يلبي احتياجات المتعلمين على نحو فعال تعليميا واقتصادياً. كيف يتم التعليم عن بعد ؟ هناك مجموعة واسعة من الخيارات التقنية المتاحة للمعلم عن بعد. وتنقسم هذه الى أربع فئات رئيسية هي : الصوت: ويشمل أدوات التدريس الصوتية التقنيات المتفاعلة كالهاتف والتشاور الحاسوبي الصوتي والموجات الاذاعية القصيرة، أما الأدوات الصوتية السلبية (أي في اتجاه واحد) فتشمل الشرائط والراديو. الصورة: وتشمل أدوات التعليم بالصورة صورا ثابتة مثل الشرائح (السلايد) والصور المتحركة التي تم اخراجها مسبقا (أي الأفلام وشرائط الفديو) والصور المتحركة في الزمن الحقيقي مقترنة بالتشاور الحاسوبي الصوتي (صورة في اتجاه واحد أو اتجاهين مع صوت في اتجاهين). البيانات: يرسل الحاسوب ويستقبل المعلومات إلكترونيا، ولهذا السبب، تستخدم كلمة "بيانات" لوصف هذه الفئة العريضة من الأدوات التعليمية. الجدير بالذكر أن تطبيقات الحاسوب الخاصة بالتعلم عن بعد منوعة وتشمل ما يلي: التدريس بمساعدة الحاسوب: وهذا النوع من التدريس يستخدم الحاسوب كآلة قائمة بذاتها لعرض الدروس. التدريس بإدارة الحاسوب: وهو استخدام الحاسوب لتنظيم التدريس ومتابعة سجلات الطلبة وتقدمهم، علما بأن التدريس ذاته لا يتم بالضرورة من خلال الحاسوب رغم اقتران التدريس بمساعدة الحاسوب غالبا بالتدريس بإدارة الحاسوب. التدريس بواسطة الحاسوب: ويصف تطبيقات الحاسوب التي تسهل تقديم التدريس، وتشمل أمثلة ذلك البريد الإلكتروني، الفاكس، التشاور الحاسوبي في الزمن الحقيقي، وتطبيقات شبكة "وب" العالمية. النسخ المطبوعة: عبارة عن عنصر تأسيسي في برامج التعليم عن بعد والقاعدة التي ارتكز عليها تطور كافة أنظمة التلقين الأخرى، وهناك العديد من الأشكال المطبوعة المتاحة مثل (الكتب المدرسية، أدلة الدراسة، كتب العمل، مقررات المواد، ودراسات الحالات). مقارنة بين التعليم عن بعد والتعليم التقليدي من حيث المنافع والتكاليف لدى تأسيس برنامج للتعلم عن بعد، تكون تكلفة النظام أحد أول الأشياء التي تؤخذ في الاعتبار، وهناك العديد من عناصر التكلفة المؤثرة على تصميم نظام التعليم عن بعد مثل التقنية من أجهزة وبرمجيات، والإرسال والتجهيزات الأساسية (الشبكة التأسيسية، التجهيزات الأساسية للاتصالات عن بعد والكائنة في الحرم التعليمي المرسل والمستقبل) والانتاج أو بمعنى أصح الدعم التقني ودعم الجهاز الفني المطلوبين لتطوير وتكييف مواد التدريس، والدعم (المصروفات من ادارية ومصروفات التسجيل والاستشارات والارشاد، وتكاليف الدعم المحلي، والمرافق، والتكاليف الاضافية) والقوى العاملة. وعلى الرغم من أن تكلفة عرض برامج التعلم عن بعد قد تكون مرتفعة، فهناك تكاليف مرتفعة مرتبطة بالبرامج التقليدية، وتشمل منافع برامج التعلم عن بعد ما يلي بالنسبة للدارسين من امكانية وصول الطلبة في المناطق الريفية الى التدريب، وامكانية اكمال الطلبة للمقررات الدراسية بغير معاناة خسارة رواتبهم نتيجة للانتقال، واستفادة الطلبة من خبرة أكثر المدرسين كفاءة. منافع وتكاليف التعلم عن بعد بواسطة الانترنت كما هو الحال بالنسبة لأي شيء آخر، فان للتعلم عن بعد منافعه وتكاليفه ولكن يبدو أن المنافع أغرت العديد من الأشخاص بما أنها تصاعدت بمثل هذا الشكل الكبير في السنوات الأخيرة. وربما كان من المناسب اعداد قائمة تقارن بين منافع وتكاليف التعلم عن بعد حتى تتاح للجميع فرصة تكوين فكرة عنه عن علم. وللتعلم عن بعد ميزة كبرى هي عدم اجبار الطلبة على الانتقال بعيدا عن منازلهم الى حرم جامعي غالبا ما يبعد عنهم كثيرا. فماذا يمكن أن يكون أكثر جذبا من البقاء في المنزل ودراسة المجال الذي تختاره وخلال الفترة الزمنية التي تفضلها، بلا خوف من أن تكون أقصر مما ينبغي أو أن تكون مواد الدراسة أكبر من أن تستوعبها مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة ؟ الطالب اذن قادر على الدراسة بإرادته وكلما أراد ذلك أو كلما كان لديه الوقت لذلك.