استطاع الفنانون المشاركون في معرض"ومضات لونية"، وضع أقدامهم بثقة على طريق الفن التشكيلي، وشارك سبعة من الفنانين التشكيليين والتشكيليات في المعرض الذي نظمته قاعة إبداع للفنون في القطيف. ويذكر المشرف العام على معرض"إبداع"الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن أن"اعتمادنا في خطتنا لهذا العام التركيز على بعض الأسماء المختارة بعناية لتسليط الضوء عليها، وإبراز تجاربها الفنية"، ولفت إلى أن"المعرض يستمر أسبوعين، ومن المتوقع إقامته في جدة في الإجازة الصيفية". ويستوقف الفنان راشد الراشد الزوار بأعماله التي تحمل مشاعر إنسانية عدة، جسّدها في نظرات أشخاص لوحاته"، وما تحمله من ألم وخوف وحزن، كان واضحاً في لوحة عن العراق، من خلال المرأة المسنة كمثال عن الشعب العراقي. وجسّدت المعاناة نفسها الفنانة التشكيلية عبير عبدالله، ورؤيتها في الوجه الإنساني الجريح وجه العراق، وما يتطاير حوله من دماء وأكفان بشرية في كل مكان. ومالت عبير في لوحاتها إلى السريالية، متناولة موضوع الانفصال بين الأزواج في لوحة تعتبرها الأهم بين أعمالها. وتميزت ألوانها بغرابتها كما في لوحتها التي تظهر محاولة تحرر المرأة من مشكلاتها، وفي اللوحة التي تمثل أميرة أندلسية فستانها واضح في الصورة والوردة في فمها. وتحضر المرأة في لوحات صديقة المهدي، لكنها لا تعتبر الأمر مقصوداً"لا أدري لماذا كل من يشاهد يعتبر أن محور اللوحات هو المرأة". وتجد أن إسقاط هويتها جاء"من دون قصد على الأعمال"، وتؤكد أن ما يهمها"هو إظهار شيء من الذات الإنسانية بغض النظر أنثى أم ذكر، كما لم أتقصد الحزن البادي". وبررت سيطرة"البورتريه"على اللوحات بأنها"كفنانة يستثيرني الوجه الإنساني للرسم، وهي محاولة مني لاكتشاف الأعماق للروح البشرية التي تظهر في الملامح في الوجه، وإن كان ساكناً أحاول إخراجه في لوحاتي". وهذه السريالية - الواقعية - بدت أيضاً في بعض أعمال عاتقة الداود ورضية البشري، إذ تمكنت الفنانتان من تجسيد الواقعية إلى أقصى حدود عندما يلزم الأمر في بعض اللوحات، والسريالية في أخرى. وإن كانت الداود تميزت برمزيتها الحالمة وبرسم"البورتريه"الطفولي الوديع. بينما مزجت الحلم بالواقع في لوحات أكثر مباشرة. وكانت مشاركة الفنان حسن أبو حسين من خلال موضوع واحد هو"الحصان"، نظراً إلى تأثره الشديد منذ الطفولة بهذا الكائن،"فهو عربي جميل تفاصيله، دقيقة وجميلة في الرسم". ولم يَبْدُ أن التكرار أثر في الأعمال المشاركة، إذ تميزت كل لوحة بأسلوبها وخصوصيتها. وتتوزع اللوحات بين الكلاسيكية التي كانت منها انطلاقة الفنان، وفيها تركيز على التفاصيل. واستطاع حبيب شلهوب التميز في المعرض من خلال توليفاته الخطية المتناسقة، التي جسدت حبه للخط العربي في لوحات حملت الجهد والإبداع في جعل الكلمة بحد ذاتها لوحة.