عانت بعض الدول الخليجية في السنوات الأخيرة من قلة في المواهب الكروية واختفائها في الملاعب الخضراء، بعد أن كانت تعج بهم. وتناقل الكثير من النقاد والمتابعين الرياضيين أن الإنتاج الخليجي للاعبين الموهوبين، الذي كانت أندية مجلس التعاون تتسابق على ضخه في ملاعبها انعدم، وأرجعوا الأسباب إلى إغلاق الأندية المدارس الكروية لضعف الدعم المادي لها وقلة اللاعبين البراعم، غير أن تلك الأزمة لم تصب الكرة السعودية التي ما زالت تواصل عملية الإنتاج بأعداد كبيرة من اللاعبين الموهوبين، بفضل الدعم والاهتمام الذي تجده من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، ووجود المدارس الكروية في معظم الأندية وأكاديميات تعليم كرة القدم التي بدأت أخيراً في ناديي الشباب والأهلي، والتي قدمت أجيالاً واعدة من اللاعبين المميزين، ما ساعد على استمرار نجاح وتفوق المنتخبات الوطنية السنية على الأصعدة الخليجية والعربية والآسيوية. وبالأمس القريب ظفر نادي الهلال بموهبتين كرويتين تم قيدهما في سجلات المدرسة الزرقاء، وذلك لصقلهما وتطوير موهبتيهما وفق أحدث الامكانات الفنية والتدريبية. ويلعب عبدالعزيز السلطان 15عاماً في خانة الوسط الأيسر ويمتاز بموهبة عالية في المراوغة وصناعة اللعب وتنفيذ الكرات الثابتة، فيما يلعب شقيقه فيصل12عاماً في الجهة المقابلة وسط أيمن ويمتاز هو الآخر بمهارته وإجادته صناعة الكرات للمهاجمين. وبزغت موهبتيهما في المرحلة الابتدائية التي يتلقيان تعليمهما فيها حالياً، وساعد في ذلك الصالة الرياضية الخاصة التي أنشأها لهما والدهما في المنزل، إلى جانب مشاركتهما في الدورات والمسابقات الكروية التي يقيمها نادي الخطوط السعودية. وأكد والدهما سلطان السلطان أنه بعدما اكتشف ولع ابنيه بكرة القدم ومتابعتهما المستمرة للمباريات المحلية والأجنبية عبر التلفاز، قرر الاهتمام بذلك وقال:"حرصت على توفير ما يحتاجه عبدالعزيز وفيصل من ملعب وصالة رياضية صغيرة في المنزل، لكي يزاولا لعبتهما المحببة بكل حرية مع التدريبات التي يتلقونها في نادي السعودية، ولكون كرة القدم تحظى بدعم واهتمام كبير من رئيس اتحاد الكرة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل ومن الأندية الكبيرة مثل الشباب والهلال والاتحاد والأهلي، أخذت بالنصيحة التي قدمها لي اللاعب السابق فهد الهريفي لتسجيل ابنيّ في أحد الأندية، وكنت أرغب في تسجيلهما في نادي الشباب الذي يمتاز دون غيره بالنموذجية، واهتمامه باللاعبين الصغار، وتلقيت منه عرضاً كبيراً، لكن رغبة أحد أقاربي القوية حالت دون إنضمامهما للشباب". وأوضح السلطان أنه وفر في منزله 12 قناة رياضية لتمكين ابنيه من متابعة المسابقات والبطولات الكروية السعودية والخليجية والعربية والآسيوية والعالمية، وذلك لأن"اللاعب الصغير يجب أن يتم تثقيفه وتعليمه كرة القدم بطريقة مناسبة، من خلال توفير القنوات الرياضية المتخصصة ولعبة البلاي استيشن التي تكسبهم ثقافة كروية جيدة". وطالب أولياء الأمور بالتعاون مع الأندية الرياضية كافة وكسر حاجز الخوف على ضياع أبنائهم فيها"الأندية جزء من المجتمع، وتتطور في سبيل تقديم الأفضل في الجوانب الرياضية والاجتماعية والثقافية لكل شرائح المجتمع، وعلينا أن نتعاون معها". وأوضح اللاعب عبدالعزيز أنه يحرص على تعلم المزيد في كرة القدم وقال:"أريد أن أصبح أفضل من محمد الشلهوب، وأن ألعب في المنتخب"، أما فيصل فأكد أنه يتابع الفرنسي زين الدين زيدان كثيراً، ويسعى إلى أن يكون خليفته في الملاعب السعودية. وتعد السعودية من دول الخليج الأولى التي تقدم الدعم للأندية كافة، لاستمرار إنتاج اللاعبين الموهوبين، وتقديمهم للمنتخبات الوطنية.