تعد ملاعب الأحياء في المدن السعودية الكبيرة الحواري من روافد دعم الأندية والمنتخبات بلاعبي كرة القدم، بسبب احتضانها المواهب الكروية في ملاعبها الترابية والأسفلتية، التي تقام عليها دورات وبطولات مصغرة لفرق الحواري المختلفة، التي تضم مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين، السعوديين وغير السعوديين من الجاليات العربية المقيمة في مدن الرياضوجدة والدمام ومكة والطائف وغيرها. وأصبحت تلك الملاعب مقصداً لكشافي الأندية المكلفين بالبحث عن المواهب الكروية واستقطابها لأنديتهم الرياضية. وتشهد الحركة الرياضية الكروية في السعودية تطوراً لافتاً من عام إلى آخر بفضل الدعم والاهتمام الذي تجده من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد، ونائبه الأمير نواف بن فيصل، وكانت ولا تزال الأندية تزخر باللاعبين الذين استقطبتهم من ملاعب الأحياء وصقلتهم في فرقها الكروية، حتى أصبحوا من الركائز الأساسية فيها وفي المنتخبات السعودية، ومن هؤلاء اللاعبين ماجد عبدالله، يوسف الثنيان، خميس العويران، يوسف جازع، عبدالرحمن الرومي، محمد نور، سامي الجابر، خالد عزيز، سعد الحارثي. فمنهم من اعتزل ومنهم لا يزال يواصل الركض في الملاعب مع فرقهم. غير أن هناك بروزاً آخر للاعبي الجاليات العربية في ملاعب"الحواري"، ويعدون من أفضل المواهب الكروية، لكن جنسياتهم العربية حالت دون انضمامهم للأندية السعودية، ما جعل أندية قطروالإمارات تستقطبهم وتمنحهم الجنسية، ومنهم اللاعب فيصل علي الذي يلعب في صفوف نادي العين الإماراتي، وأحد العناصر الرئيسة في منتخب الإمارات، إذ كان يعد اللاعب، قبل سنوات عدة قليلة ماضية، من أفضل لاعبي أحياء مدينة الرياض، وتطلق عليه الجماهير الكروية لقب"الفتيت"، وكان يقدم في دورات الأحياء والحواري أجمل وأرقى المستويات، وحالت جنسيته اليمنية دون الانضمام لناديي الهلال والنصر اللذين كانا يرغبان في قيده في سجلات فريقيهما الكرويين. وتألق المهاجم فيصل الأخير مع فريقه العين، وتسجيله هدف السبق الأول في شباك الهلال في لقاء الذهاب في دوري أبطال آسيا، وكان حضوره لافتاً عكس مدى قدرته على التعامل وموهبته الفذة. وتحتضن فرق الأحياء الكثير من اللاعبين من دولة اليمن المميزين في مستوياتهم الكروية، وخصوصاً الذين نشأوا في السعودية.