تتجه انظار النقاد والرياضيين في السعودية خصوصاً وفي الوطن العربي الكبير عموماً، مساء غد"الجمعة"صوب استاد الملك فهد الدولي في الرياض، إذ يقام لقاء الكبار الذي يجمع فريقي الهلال والاهلي في نهائي كأس ولي العهد الامين، وهو النهائي الثاني الذي يلتقي فيه الفريقان هذا الموسم، بعدما تقابلا في نهائي اولى البطولات المحلية مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد، يرحمه الله، ويومها كسب الهلال اللقاء بثنائية العنبر والتمياط وحقق كأس البطولة. وتتجدد الاثارة والندية والقوة والحماسة والمتعة الحقيقية غداً في هذه المواجهة الكروية، اذ ان الفريقين قدما هذا الموسم مستويات ادائية اكثر من رائعة، ورسما لوحات فنية مميزة أسعدا بها جماهيرهما الكبيرة والغفيرة في كل مكان، وشهدت مسيرتهما الكروية انتصارات عدة في المسابقات التي شاركا فيها كافة، ويكفي تأهل الفريقين الى الادوار النهائية من الاستحقاقات المحلية الثلاثة، مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد، ومنافسات كأس ولي العهد، ودوري كأس خادم الحرمين الشريفين. وتترقب جماهير الفريقين الصراع الكروي، الذي سيكون على اشده بين اللاعبين داخل الميدان، ومدربيهما خارجه، في ظل الامكانات الكبيرة التي يمتلكانها، والاهتمامات الادارية التي يحظيان بها، والتي جعلت كل فريق منهما مرشحاً كبيراً لكسب النزال وحصد اللقب الغالي، واضافته الى سجل البطولات الحافل الذي سطراه بمداد من ذهب طوال مشوارهما خلال الاعوام السابقة. ويتميز فريق الهلال بوجود كوكبة لامعة من اللاعبين البارزين ذوي الامكانات الفنية الهائلة، الذين يشكلون نصف"قائمة الاخضر"، التي ستحمل لواء الدفاع عن الكرة السعودية في محفل المانيا العالمي، اذ يضم الزعيم نحو عشرة لاعبين دوليين، اضافة الى محترفين من طراز فريد، في مقدمهم الجابر والدعيع والشلهوب والتمياط والقحطاني وكماتشو والخثران وعزيز وتفاريس والمفرج والغنام والعنبر وغيرهم من اللاعبين المميزين، وسط قيادة فنية من البرازيلي كليبر، مساعد باكيتا في فترة سابقة، ويتسلح الفريق في مواجهة الغد بجماهيره الهادرة التي عودته على التشجيع والمؤازرة اللافتة في مثل هذه النهائيات، وهو ما يشعل مثل هذه النهائيات بالحماسة، ويبث روح العزيمة والاصرار في نفوس اللاعبين، ويسبب إرباكاً وقلقاً متزايدين بين لاعبي الفريق المنافس. وفي الضفة الاخرى يعتبر فريق الاهلي من ابرز واميز الفرق السعودية التي تلعب الكرة الجميلة السهلة غير المعقدة، لا سيما منذ تسلم اليوغسلافي نيبوشا مهمة دفة الامور الفنية في الفريق في منتصف الموسم تقريباً، اذ قدم المدرب حتى الآن عملاً تدريبياً ناجحاً، واعاد الهيبة ل"قلعة الكؤوس"، وقدم مواهب رائعة سطعت في سماء النجومية، واثبتت جدارتها بارتداء الشعار الاهلاوي، ومنها الحارس ياسر المسيليم والهزازي وعيد وجيفين والثقفي، اضافة الى اكتشافه لقدرات الهداف السريع مالك معاذ في المقدمة الخضراء، ويدعمه في خططه الفنية واسلوبه التكتيكي وجود لاعبين مهمين امثال حسين عبدالغني وصاحب العبدالله وتيسير الجاسم ومسعد والقاضي وعبدربه والثنائي الاجنبي المغربي عبدالحق العريف واليوغسلافي ديان. وسيبذل الفريقان اقصى جهودهما من اجل تحقيق اللقب الغالي واسعاد جماهيرهما الكبيرة، فالهلال يطمح إلى مواصلة سطوته على البطولات المحلية التي حصدها جميعاً في الموسم الفائت، واتبعها ببطولة اخرى في هذا الموسم تمثلت في كأس الامير فيصل بن فهد، وسيحاول لاعبوه جاهدين المحافظة على لقبهم الذي حققوه امام فريق القادسية في الملعب نفسه، وهم مؤهلون لذلك بفعل الخبرة العريضة التي اكتسبوها من لعب النهائيات المستمر محلياً وخارجياً، بينما يحلم ابناء"القلعة"بالعودة الى جدة بكأس البطولة، وتعقد الجماهير الاهلاوية آمالها الكبيرة على العناصر الشابة التي تتميز بحيويتها وسرعتها وحماستها ورغبتها في اعادة فريقها الى عالم البطولات مجدداً. فهل يحسم الهلاليون مواجهتهم النهائية غداً كعادتهم في لقاءات الكؤوس... ام يكون لأبناء"القلعة"رأي آخر ويحصدون اللقب عن جدارة واستحقاق؟.