لم تكد حكايات نصب تورط فيها أفارقة، سعوا إلى سلب سعوديين أموالهم عبر وهم الشراكة، لاستخراج أموال تعود إلى سياسيين أفارقة بارزين، أطيح بهم في انقلابات عسكرية، تنتهي حتى ظهر نوع جديد من النصب، ولكن أبطاله هذه المرة من مدعي السحر والشعوذة، الذين يصطادون ضحاياهم عبر اتصالات هاتفية. وتلقى مواطن في حفر الباطن في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، اتصالاً هاتفياً ورد إلى هاتفه الجوال من إحدى الدول الأفريقية، يتحدث صاحبه بلكنة عربية جيدة، مدعياً بأنه يريد ان يخلصه من عمل دبرته له فتاة، وما عليه سوى اتباع ما يطلبه منه، وحدد له مطالبه، المتمثلة في"كيسين من السكر والرز، وثلاث بقرات بألوان مختلفة، هي سوداء وحمراء وصفراء"، وان يشحنها إلى العنوان الذي سيحدده له في ما بعد. ويذكر المستهدف مساعد السهلي أنه كان يسير بسيارته برفقة احد أصدقائه، وفجأة رن الهاتف وظهر رقم لم يستطع تحديد مصدره، ويقول:"قمت بالرد عليه، لأجد شخصاً يتكلم العربية الفصحى، ويخبرني بأنه والجماعة الذين معه، اختاروني من بين جميع سكان السعودية، ليخبروني بوجود سحر عُمل لي". ويؤكد السهلي ان"الخوف انتابني في بداية المحادثة، وبخاصة أنني مُقبل على الزواج، وان فتاة لم يحددها المتصل، عملت لي سحراً ودفنته في مكان قريب من منزلي، وانه جاء لينقذني من هذا العمل، شريطة اتباعي أوامره، وعندما طلبت منه ان يمليها عليّ أدركت انه مشعوذ، يحاول استغلالي، وبخاصة انه طلب كيسين من السكر والرز، وضاعف مطالبه بأن حدد، لكي يخبرني بمكان وجود العمل، أن أشتري له ثلاث بقرات صفراء وسوداء وحمراء". عندها أدرك السهلي مبتغى المتصل الحقيقي، وهو أن"استسلم له، وأنساق وراء شعوذته، فعرضت متهكماً عليه استبدال البقرات بعدد من الأسهم التي أملكها، ولكنه أصر على البقرات وان أرسلها له على العنوان الذي سيحدده في ما بعد، فحاول استمالتي في شكل اكبر، مدعياً بأنه عاد من السعودية للتو، بعد ان نجح في تخليص شخصية مرموقة فيها من سحر عُمل لها". ويضيف"قمت بتوبيخه بأشد العبارات، فأدرك بأن حيلته لم تنطلِ عليّ، وتوعدني بغضب وسخط، ولكنني لم أبه لما قال، على رغم الخوف الذي انتابني في بداية حديثه، ولكن الإيمان بالله وبقضائه وقدره كان سلاحي الوحيد لمواجهته". بدوره، أشار مصدر في شركة"الاتصالات السعودية"إلى كثرة أعداد المكالمات الواردة من بعض الدول الأفريقية، من جانب سحرة يحاولون اصطياد مواطنين بشعوذتهم وأعمالهم السحرية. وقال:"تلقى موظفو الشركة اتصالات من مواطنين يستفسرون عن مصدر تلك المكالمات، وكانت غالبيتها من جهة واحدة". وحذر المصدر من"اتباع ألاعيب هؤلاء السحرة، وبخاصة ان هناك من استمر في اتباعهم حتى وقع في شباكهم".