{ حرمة... محافظة تتبع لمدينة المجمعة، تبعد عن العاصمة السعودية 170 كلم، يكسوها الربيع في كل فصل من فصول السنة بهاءً وجمالاً، حتى أصبحت متنفساً طبيعياً للمنطقة الوسطى، بما فيها العاصمة الرياض. حرمة... ما أن ودعت فصل الربيع بكل فرح كعادتها في كل عام، حتى ازدانت بهاءً مرة أخرى... وعمتها أغاريد الفرح النجدية والسديرية بالإنجاز الرياضي والشبابي الأول والفريد، الذي حققه أبناؤها أخيراً، بتأهل الفريق الكروي الأول في نادي الفيصلي إلى دوري الأضواء والشهرة"كأس دوري خادم الحرمين الشريفين"، للمرة الأولى في تاريخ النادي العنابي العتيق. سهرت حرمة يوم الخميس الماضي، الذي سجل في تاريخ الفيصلي، وفي تاريخ المحافظة الجميلة، بأحرف من ذهب، حتى الصباح الباكر، ابتهاجاً وفرحاً بما حققه أبناؤها لاعبو الفيصلي من إنجاز رياضي كبير وغال. تأسس نادي الفيصلي عام 1373ه في محافظة حرمة، ويتبع لمكتب رعاية الشباب في مدينة المجمعة، لمزاولة أبناء حرمة نشاطاتهم الرياضية والثقافية والاجتماعية. ويتكون شعار النادي من لونين"العنابي والأبيض"، وتزاول فيه أنشطة رياضية مختلفة، أهمها العاب كرة القدم وكرة الطائرة وكرة اليد والتنس الأرضي، وألعاب القوى والدراجات والسباحة. وعلى رغم انه لا يمتلك مقراً حديثاً، إلا انه يؤدي رسالته الرياضية والاجتماعية والثقافية كناد تجاه مجتمع حرمة بكل نجاح واستمرارية. وحقق إنجازات عدة على مستوى المنطقة الوسطى، وعلى مستوى السعودية، في غالبية المحافل الرياضية، أهمها الصعود الي دوري الدرجة الأولى في موسم 1411ه، والصعود إلى دوري الدرجة الثانية بعد أن هبط من الدرجة الأولى عام 1412ه، وذلك في عام 1421ه ، كذلك حقق الصعود إلى دوري الدرجة الأولى عام 1423ه، وبلغ دور ال 16 في مسابقة كأس ولي العهد"ثاني أكبر المسابقات الكروية في السعودية"، في موسمي 1425 و1426ه. وحقق بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الأولى للموسم الحالي. وأخيراً صعد لمصاف أندية الممتاز لهذا الموسم، بعد نيله البطاقة الثانية للمرة الأولى في تاريخه، إثر تعادله أخيراً مع منافسه فريق الفتح بهدف لكل منهما، في المباراة التي أقيمت على أرض الأخير في مدينة الأحساء. التخطيط السليم حرصت إدارة الفيصلي برئاسة رئيس مجلس الإدارة فهد المدلج، قبل بداية هذا الموسم، على رسم برنامج عمل طويل وكبير للفريق الكروي الأول، بمشاركة الأجهزة الإدارية والفنية وأعضاء الشرف، من أجل تحقيق ما يطمح إليه أبناء حرمة كافة، فتم وضع خطة عمل مدروسة. إذ دعم الفريق بلاعبين من أندية الدرجة الأولى والممتازة، مثل لاعب النصر إبراهيم الشويع، ولاعب القادسية عبدالسلام العنزي، إلى جانب لاعبي الفريق وليد الفهد وباسل الفهد وماجد المطيري وغوينم الغوينم، الذين أسهموا في تسهيل مهمة المدرب التونسي ناصر النفزي، التي أوكلت إليه تدريب"العنابي". وكانت أولى ثمرات النجاح التي قطفها أبناء حرمة، تحقيق بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الأولى، ما ساعد الفريق كثيراً على خوض غمار دوري الدرجة الأولى الطويل والشاق، بكل حماسة وإصرار، لبلوغ المراكز الأولى. إذ لعب فيه 26 مباراة، كسب منها 13 مباراة، وتعادل في ثلاث مباريات، وخسر في 6 مباريات، وله من الأهداف 29 هدفاً، وعليه 18 هدفاً، وله من النقاط 46 نقطة، ويعد العريس الثاني الذي يتوج بالصعود إلى الممتاز إلى جانب فريق الخليج. نجوم الذهب لم يأت إنجاز الفيصلي بمحض الصدفة او بالحظ المفاجئ، بل بعمل جماعي كانت وراءه إدارة وجهازان فني وإداري ولاعبون مبدعون، عملوا طوال موسم كامل لأجل تحقيق هدفهم وطموحهم الأول والكبير، ودون"عنابي السعودية"لاعبيه في قائمة النجوم والأبطال، وهم: غوينم الغوينم وإبراهيم الشويع ووليد الفهد ومحمد القحطاني وعبدالله العمران وحسن القرني وسليمان السليمان وباسل الفهد وعمر الراجة ومهند الكلثم وعبدالسلام العنزي ومحمد اليحيى وبدر هوساوي وماجد المطيري. هداف الفيصلي قدم الفريق في منافسات دوري الدرجة الأولى نتائج إيجابية وافرة. إذ سجل هجومه 29 هدفاً في شباك الفرق الأخرى، واعتلى مهاجمه ماجد المطيري قائمة هدافي الفريق ب12 هدفاً، متساوياً بها مع مهاجم فريق نجران المخضرم الحسن اليامي"هداف الاتحاد السابق"، واحتل بها المطيري المرتبة الثانية في قائمة هدافي دوري الأولى. وكذلك يعد دفاع وحراسة الفيصلي من أقوى دفاعات وحراسة فرق الدوري، إذ لم تتلق شباكه سوى 18 هدفاً. حفلة الإنجاز الكبير شرعت إدارة النادي في الإعداد والتحضير لإقامة حفلة كبيرة، لتكريم الفريق الأول من جهازين فني وإداري ولاعبين خلال الأيام القليلة المقبلة، سيتم خلالها توزيع مكافآت الصعود، وهبات محبي وأعضاء شرف الفيصلي. التنس يرافق القدم للممتاز لم يقتصر الإنجاز الذي تغنى به أبناء حرمة كافة، على فريق كرة القدم. بل كان هناك إنجاز آخر يتمثل في صعود فريق التنس الأرضي إلى الدوري الممتاز أيضاً، بعد تفوقه أخيراً على نظيره الخليج ب 2-1.