على رغم أنهم متزوجون، ولكنهم رسمياً لا يزالون يُصنفون رسمياً في خانة"العُزاب"، وتلاحق هذه العبارة آلاف السعوديين، الذين تزوجوا من خليجيات، وبات التصنيف يشكل لهم هاجساً اجتماعياً. ولا يخلو"دفتر العائلة"، الذي لا يُمنح إلا لكل سعودي متزوج، من عبارة"أعزب"، حينما يختار الزواج من امرأة خليجية، فتبقى هذه الصفة"وصمة"تطاردهم في شكل رسمي ومعتمد في بياناتهم الرسمية السعودية، بسبب الأنظمة الخاصة بالأحوال المدنية، التي لا تسمح لهم بإضافة أسماء زوجاتهم الخليجيات معهم في دفتر العائلة، إذ يُسمح بإضافة الأبناء فقط، ولكن في حال حصول الزوجة على الجنسية السعودية، وتخليها عن جنسيتها الأصلية، تتم إضافتها لدفتر العائلة. ويسبب الوصف الرسمي لبعض السعوديين المتزوجين من خليجيات مواقف محرجة، على رغم أن تسلسل الأولاد مذكور فيه أسماء وجنس المولود الذي رزق به من زوجته الخليجية، التي ما زالت تأمل أن يُضاف اسمها إلى جانب زوجها وأبنائها في دفتر العائلة، وهي الوثيقة الأكثر استخداماً لإثبات طبيعة العلاقة بين الأزواج. ويواجه سعوديون متزوجون من خليجيات مأزقاً خاصاً في إقناع زوجاتهم بإسقاط جنسياتهن الأصلية، واستبدالها بالسعودية، لتضاف أسماؤهن إلى دفتر العائلة، نظراً للامتيازات التي تحصل عليها المرأة الخليجية في بلدها الأصلي، وخوفاً من الطلاق في أسوأ الأحوال. وعلى رغم القرارات والتوصيات التي تؤكد معاملة الخليجيين، في شكل خاص في دول مجلس التعاون الخليجي، معاملة استثنائية، تصل في أمور كثيرة إلى حد المساواة مع أبناء البلد، سواءً في الخدمات الصحية أو التعليمية أو غيرها من المعاملات في كل الدول الأعضاء، إلا أن الأمر يبقى معلقاً في هذه المسالة التي يطالب هؤلاء المتزوجون بإيجاد حل سريع لها. ويتمنى علي القاسمي، الذي تزوج من خليجية قبل أعوام،"إيجاد حل لهذه المسألة، بإضافة اسم الزوجة الخليجية إلى بقية أسماء الأسرة المؤلفة من الزوج والأبناء، لتكتمل أركان العائلة". مبدياً استغرابه من"أن يُكتب في خانة الحالة الاجتماعية للزوج السعودي المتزوج من خليجية وصف أعزب، وهو متزوج وأب لعدد من الأطفال". وتعرض القاسمي إلى مواقف"محرجة"بسبب هذا الإجراء. ويقول:"في إحدى المرات التي كنت فيها مسافراً فيها مع زوجتي داخل السعودية، أردت الإقامة في أحد الفنادق، ونسيت أن أحضر عقد الزواج وجواز سفر زوجتي، التي تقيم معي في السعودية منذ سنوات عدة، فرفض مسؤول الاستقبال منحنا غرفة، وعندما أظهرت له دفتر العائلة الذي كان بالمصادفة في السيارة، لم يقتنع به، لأن الحالة الاجتماعية المدونة في الدفتر"أعزب"، على رغم أن أسماء أبنائي مُدونة في الدفتر نفسه، ولهذا أحرص على حمل عقد الزواج وجواز سفر زوجتي معي دائماً، تحسباً لأي موقف مشابه". وواجه عامر سالم، المتزوج هو الآخر من خليجية، عشرات المواقف المشابهة. ويقول:"في إحدى المرات ولدت زوجتي، وعندما أردت إخراجها من المستشفى واستكمال بقية الإجراءات، لم ينفعني دفتر العائلة، حيث طلب موظف المستشفى جواز سفر الزوجة وعقد الزواج، لاستكمال إجراءات الخروج، وكأنها غير خليجية"، مضيفاً أن"من شأن إضافة اسم الزوجة وحذف صفة العزوبية من دفتر العائلة بالنسبة للزوج السعودي تسهيل أموره في غالبية المعاملات". ويعتقد عامر أن"إضافة اسم الزوجة الخليجية إلى دفتر العائلة بات ضرورة في الوقت الحالي، وبخاصة بعد إتاحة المجال أمام المرأة السعودية في شكل عام، لاستخراج هوية وطنية خاصة بها".